هاتف جنابي
(العراق/وارشو)

هاتف جنابيأوهامُ الزمن الماضي = تسفيه الحاضر
يَرْضعه العابرُ من ثدي الفكر الحجريّ وكلُّ مثيلٍ
منحورٌ بالشُّبْهةِ والشبهِ

في الماضي
يُشبهني الآنَ
ويُشبهني اليومَ الآتي.

هذا المتورّطُ في شيعيته المرفوض لسنيته الذائب
في الثلج أبو الصُلبانِ الغائر في رمل الكلمات المهترئة
يُشبهني في نشدان الحكمة والنور
لا يعرف غيرَ الفكرِ ملاذا والضوءِ لحافا،
هذا الموهوبُ إلى المجهولْ
لا يعرف غيرَ النهرين إماما
والنخلةِ رَبّا

هذا المنذورُ بمذبحه حيّا أو ميتا
يتبعني بقناع الصبح المأسور إلى الأبدِ
في الإفصاح عن المستور من الدنيا
يُشبهني ليلا
يركلني في السرّ وفي العلنِ
هذا المنذورُ جزافا للكفنِ

كم آيةِ كرسيّ تستوجب منه الصفحَ وكم تسبيحا يجعلهُ
جُرْحا لا فأسا
ينغل في قلب الشجرة

هلْ في استيقادِ النار وترتيل البرق الناهض في الكلمِ
ما يمحو من آثام تمرّده
هل توحيدُ الخالق يُبعدهُ
عن سُلّم نارِ الشكّ الأزلية
هذا الملموم ككمثرى المعصور كليمونة
في كفّ الغيب

هل لحْدُ المنفى يَستمرئه ويُؤاسيهِ الوجهُ المجدورُ لعزرائيلْ:
عبدٌ هو مثلي
لكني، لا أعرف: مَنْ يقبض روحَهْ
بعد رحيل الكلّ
هل خَلَتِ الصفقةُ بين الله وبينه
من هذا الشرط؟
بيد اللهِ العلمُ.

كالسائر في النوم على شرفة بيتٍ مهجورْ
يقظان وليس بيقضان
حيٌّ يُشبهُ حيا
في الظلمة يسحبُ خيطَ العمر ولا ضامنَ إلا الحلم الأعمى
مُستترا خلف رتاج الليل-
عاشوراء المنفى – لحظةَ غربلةِ الماضي بدم الحاضر
سيُغَرْبَلُ هذا الحاضرُ باسْم الآتي

لم يَكُ يُدرك ما خبّأه الخيطُ الأبيض والأسودُ ملتفا حول الرقبة
مرئيا بعيون الأحياء - الموتى المصلوبين على أعتاب الغيب
من خُرم الإبرةِ في القلب تدلى الخيطُ الأحمر.

حسنا أحفادَ الحب المغدور
حسنا أبناءَ الموت المجاني
حسنا رُسُلَ الحزن التطهيري
حسنا يا عرّابي السادية
حسنا يا مُفتي العشق الربانيّ بنحر المحبوب

حسنا يا منفاهُ ومنفانا:
هو نحو الأعلى أما نحن فنحو الأسفلْ
خذْ إيمَيْلي، راسِلْني قبل الموعد – أرجوكْ
حسنا ياربّي سألاقيك بلا ذنب يومَ الحشر وأسال:
هل في هذا مِنْ معنى يُذكر؟

لا تُشْبهني أو تُشْبهني الصحراء
لا تُشْبهني أو تُُشْبهني الأمواج
لا يُشبهني أو يُشبهني هذا الورمُ
لا يُشْبهني أو يُشْبهني هذا الحقدُ
لا يُشْبهني أو يُشْبهني هذا الحبُّ
لا يُشْبهني أو يُشْبهني هذا الحيُّ - المَيْتُ
لا يُشْبهني أو يُشبهني هذا الغيبُ.

2010-01-07