ناجي رحيم
(العراق – هولندا)

1

ناجي رحيمليلا أغتسل ُ بالحمق ِ
نهارا أُطعمُ حمامة َ الفقدِ وجبتـَها
بصدد ِ ثورة ٍ لنبش ِ هذا الرأس
في مساءاتٍ من تبهرج ِ كم جلستُ على أطراف قلبي
أحدّقُ في وجه الصَدْع ِ أترجّى أن يغيب
يدٌُ في الروح تـُشير ابتعدْ لستَ أليفا هنا

2

لستُ ناقما على شئ ٍأبدا،
على العكس، أزفرُ عن طيب خاطر وأدخّن فقط .
من علوّ نافذة الفجر أتابعُ في رأسي ركضَ أفكار ٍ وأكاذيب،
كما لو أن عشراتٍ من الهواجس تبحثُ عن مأوى،
من كلّ هذا قرفتُ ، بعد قليل ينهضُ الجوقُ أيضا، في عين ِ فأر ٍ يمدّ ُسماءً كاملة ،
لا يتركُ موضوعا لا يخوضُ فيه، يطوي الوجودَ كلّه وتحت قميصِه سلـّة ٌمن أوساخ

3

يعتلي دهشة َ الجمهور
يمدّ صوتاً نيـّئاً والكلام ُحاسرا يغادرُ القاعة
على سفح ِ الإصغاء ِ وقفتُ
متألقة ً تأتي العيون بطيئا تـتدافعُ خلفَ ثقوبِِِها
فيها بعيدا عنها تباعدُني أزمانٌ وتمضغـُني أخرى
نهباً للهذر ِالحاضرِ أرى وأسمعُ نصاعة َ الخواء
لم يكن ِالأمرُ بهذا السوء
صدقني دون هوادة ٍ يهمي بصاق ٌ في جوفي

4

في العالم قدّيسٌ يبكي
أيد ٍ تلوّحُ وجلاّسٌ منهمكونَ بترميم الوقت
أجرجرُ روحي من قميصِها وأبحلقُ هكذا دون توقف
دهورٌ والمشهدُ ينبض
جثثُ اليعاسيب تـُزهرُ في صمت الحدائق
العجلاتُ والبناياتُ والبشرُ تستقبلُ يوما آخر
من فرط ِ ألفتِها لا تفاجئني الأشياء

5

أغتسلُ بضوء النجوم ،
ألمحُ شلاّلات ٍشتـّى في خِدْر ِالشوارع،
في بريق العيون، في الوجوم والتسكع المألوف.
أعماق ٌ شتـّى في العمق ِ،
الفضاء ُ زحزحة ُ الغموض، مرآة ُ أفكار ٍ قد تجئ،
والمرايا في الشوارع تتكسّر، تتوالد أو تختفي

6

قالها " كازانتزاكي " واستراح
حروبُه لم تهدأ لحظة مع الرجل الخامد فيه
تبرعمَ الحبّ ُعلى راحتيه وتسلـّقَ حنجرة َالعالم
يا نيكوس كم من الشياطين تركضُ في أقبية هذي الرؤوس
عيونٌ مطفأة ٌ تصرخُ بكلّ أسئلة الدّنيا
بينما جعجعة ٌ من حجر ٍ مطحون تهلهلُ الله أكبر

7

لن أهتمَّ لحرّاس ٍ مدجّجينَ بكلمات ٍ مشـروخة
لو ضحكتُ مثلما يفعلُ المتضاحكون
أحدّق بسماء ٍغطتها ندوب
أصغي إلى دبيب ٍمن الخوف ِورفرفة ٍمن القيء تتناوب ُ ما بين الشهقات
..
لو قطـّعتُ أوصالَ هذي" اللو" وبحثتُ عن أرض ٍ صالحة

8

رغما ًعنّي يتقاطرُ العالم ُ في رأسي
أطـْرقُ وتوقظـُني سيجارتي
فـكّرتُ أن أمـضُغَ جلدَ الحيرة ِوأنـسل ّمثلَ لـصّ ٍ إلى الأحشاء
لكنّي لستُ بطلا لأوقفَ هذا الركضَ
لست ُسكّيرا بما يكفي
..
امرأة ُالحسّ تـتكوّم ُفي فراش ِرجل ٍآخر وأنا أعانقُ جسد َالقنينة ولا أسكر
قالَ لي ذات فجر: دعني ، في رأسي سجائر.

***