|    إلى رشيد عبد حسين ( القصيدة الصامتة )  تُرى ما الذي أباحَ به ذلك الصباح ُ البعيد ْ في أعمار الأسلاف ْ
 حين اغتسلتِ الجبالُ
 ورقصت ْعلى وقع البوح ِ أشجارُ الغاباتْ
 كان صدعا هامسا عبر الآفاق مشدّاتُ الروح ِ أرختْ ستائرَها
 ورعدة ُ الأرقِ ِِطرّزت كوّة ًعلى جدار الصمت
 لقد ضجّتِ الكائناتُ
 وحاضتْ نبضاتُ القلوب ِ وعولا راكضة
 اليومُ العاشر ُ ... في عمر الخلقْ كان النهار مسالما وكذلك الليل ُ
 زخّات ُ من مطر ٍ
 أصابع َُ لملائكة ٍ تلامس ُ جبينَ الحسّ
 وشفاه ُ تجوس ُ أقانيم َ التكوين
 لم يكن للوجع ِ من اسم ٍ بعد ُ لم يُعرف ْ خواء ُ الأبعاد
 لم تلد ِ المسافات ُ سرابا
 لم تأت ِ الآلاتُ
 ولم يُنخرْ عُبابا زيفُ
 نشوان َ كان الكلّ
 نساء ُ الحسّ ورجالُ الحفر
 اليومُ العاشر ُ من عمر الخلقزخّاتُ خمر ٍ
 ثم ّّ نهضت ِالكائناتُ على معجزة ٍ تدعى الشّعرَ
 تساءلَ الربّ ُّ والعجائزُ عن معنى هذا الهول تساءل الشعراء ُ
 منذ رحلة البحث ِ عن ماء ِ الوجود ْ
 وحتى أوكتافيو باث
 تساءلوا عن المُعْجِز ِ والخَاطِر والمَحْسُوسْ
 فأبلى طرفة ُ بن العبد بلاءا حسنا
 حتى جاءَ السيّاب ُ وحطّمَ زجاجة َ خمره
 تساءل الصيادونَ بعدها كيف نُمسِك ُ بسمك ٍ ينزلقُ حين نداعبه
 تساءل الجُلا ّسُ في مقهى الصمتإلى م َ نستمعُ
 فجاءَ مَن يمسحُ غبارا علقَ
 برئة ٍ عاطلة
 وكنت أراني في الحُلمفأخافُ وأضحكُ
 كنتُ الواضح َ جدا
 في حزمة ٍ من ألوان ْ
 ...
 هولندا 2005 najirahim@hotmail.com |