ناجي رحيم
العراق - هولندا

1

لو هكذا ...
بمعجزة ٍ لا نبي ّ لها
مددت  َ يديك َ إلى أحشاء ِ التاريخ ْ
مُفْرغا ً إيّاه ُ من النبّاحينَ، القوّالينَ، الأوصياء ِ ،
الكهنة ِ ، السّادة ِ ...
إلى آخر ِ الليل ِ كلّه
لو هكذا أفرغت َ أحشاء َ التاريخ ِ
وأزلت َ ما لا يصلح ُ لوجبة ِ عصفور ٍ
لاسترحت  َ  ...

2

متبرئا ً من هذا الجَوْق ِ
مُعلنا ً انسحابي َ الأكيد ْ
................
 
لكم  الأفراحِ  ولي  الخسارة
أيها الجمعُ المتكوّرُ على نفسه 
لا قماشة َ عندي لدرء ِ فضولِكم
وأعناقُ كلماتي مكشوفة  ٌ لسكاكين ِ الوشاية
لكم ما شئتم ْ من الهذر  ِ
ولي  الذكرياتُ المحنّطة
لكن ،
ما هذا الذي أرمق ُ بين أسنانكم ...

3


هذا أنا
أهوي في  قعر ِ الكأس ِ 
بحثا عن فجيعة ٍ أخرى
........
........

في آخر الليل ْ
أودّ ُ لو أقتلع َ باب َ الغرفة ِ
وأدخّنه ...

عند الصباح ْ
أقتلع ُ جسدا لا أعرفه
وأمضي برفقة ِ نملة ٍ ما ...

4

في زاويتي المُثلى هذه
حيث ُ أتربّع ُ ...  في حكايات ِ أبي 
كم من السنوات ِ مرّت على خرير ِ المطر ِ 
وهو يتقاطر ُ من  سقف ِ غرفتنا الطينية 
كم من الأحلام ِ رزمت ُ في أقبية ٍ لا يعرفُها أحد ْ
كم من الساعات ِ تنهال ُ الآن َ
وأنا واجم ْ
في زاويتي المُثلى هذه  ...

5

في هذا الركن ِ أو ذاك َ
جلس َ طفل ٌ قبلي 
الفراشات ُ ما زالت تحوم ْ
وغيوم ُ الخريف ِ تتكوّر ُ في الأقاصي
أمواجُ النهر هي الأمواج ُ
وكذلك صلعة ُ البحر ِ
ما الجديد ُ في ذلك  َ
سوى أن الطفل َ صار شيخا يهذي ...

6

سواء َ كنتَُ على الرصيف ِ بين الجموع ْ
أو في حانةِ الفَقْد ِ  ...
تتلاطم ُ أسماك ُ الأسئلة
في ينبوع ِ الدّهشَة ِ أو صرّة ِ الجنون ْ
التي تُدعى رأسي ...

7

أبدأ ُ بالعالم ْ
وأنتهي  به ...

مرّت ِ الكائنات ُ في كامل ِ أناقتِها
فالتمع َ رأس ُ الأبدية ...

najirahim@hotmail.com