حسين بن حمزة

سركون بولص«البيتنيـك» العراقـي الـذي أخـرج الشعـر مـن دائـرة الفصاحة
أحد أعذب أصوات الحركة الشعريّة الراهنة. من كركوك وبغداد إلى بيروت الستينات، ومن نيويورك إلى برلين حيث يعالج اليوم، اجتازت القصيدة العربيّة على يده مرحلة حاسمة من تاريخها. محطات في رحلة طويلة إلى «مدينة أين»
الشعر كان بالنسبة إلى سركون بولص مشروع حياة ومشروع كتابة. لكنّ نظرة متأنية إلى منجز هذا الشاعر العراقي صاحب الصوت الشديد الخصوصية في الشعر العربي الحديث، تترك المرء في حيرة: فهو إما مقلّ في الكتابة، وإمّا إنه لا يملك الجَلد والمزاج الكافيين للاعتناء بجمع شعره ونشره. ومن الواضح أن الصفة الثانية هي الصحيحة.

عاش سركون بولص من أجل الشعر، لكنّه لم يسعَ إلى تسويق اسمه في مجتمعات الشعراء ونمائمهم. المرة الوحيدة التي انتمى فيها إلى جماعة شعرية، تعود إلى بداياته المبكرة... أيّام «جماعة كركوك». وتُعدّ تلك الجماعة المهد الذي ولدت فيه الحداثة الثانية في الشعر العراقي (راجع الإطار أدناه). كما أنّه لم يعمل في الصحافة الثقافية التي تفسح ــــ كما هو معروف ــــ مجالاً للعلاقات العامة، والتسويق بكلّ أشكاله، ولصنع صيت ما وأحياناً «فبركة» هذا الصيت.

باستثناء سيرة ذاتية بعنوان «شهود على الضفاف»، ومحاولات قصصية متميزة صدرت مختارات منها في مجموعة يتيمة بالعربية والألمانية بعنوان «غرفة مهجورة»، لم ينشر سركون بولص سوى شعره (أصدر خمس مجموعات فقط)، إضافة إلى ترجمات بارعة لعدد من الشعراء الأميركيين أمثال: ألن غينسبرغ الذي ربطته به علاقة خاصة به، وبعدد من شعراء جيل البيتنيك الأميركي، وأودن وسيلفيا بلاث وإزرا باوند وجون آشبيري... ولكي ينسجم مع صفاته المزاجية الأخرى، تريّث في النشر أيضاً. ديوانه الأول «الوصول إلى مدينة أين» لم يصدر إلا عام 1985. واللافت الذي يمكن إضافته إلى سيرته الفريدة، هو أنّ هذه المجموعة لم تمثّل البداية التاريخية الفعلية له، فقد ضمت قصائد لاحقة على إطلالته القوية والمدهشة على صفحات مجلة «شعر» في مرحلتها الثانية، ثم مجلة «مواقف». تأخّره وتلكّؤه في النشر وعدم مواظبته على ذلك في دواوينه اللاحقة، وإعراضه عن العمل الصحافي اليومي، وابتعاده الاختياري عن مراكز الشعر العربي، وغرقه في حياة تشبه الشعر، وشعر يشبه الحياة... كل ذلك أسهم في تظهير حضور أقل ما يمكن أن يُقال عنه إنّه لا يفي صاحب «الحياة قرب الأكروبول» (1988) حقّه ومكانته. لكن مهلاً... أليست هذه الصفات التي صنعت لسركون بولص سمعة الشاعر المتلافي وغير الساعي إلى البريق الاجتماعي، هي ذاتها التي تكفّلت بتقديمه كشاعر حقيقي «اقتصر» عمله على الشعر، و«قصّر» عن تقديم نفسه كصاحب طريقة أو مشيخة شعرية؟
الواقع أنّ سركون بولص طارد الشعر لا الصورة المغشوشة للشاعر. وفي هذا السياق، يمكنه أن يكون شاعراً أجنبياً بطريقة ما. لقد قاده الشعر من كركوك إلى بغداد، ثم بيروت وسان فرانسيسكو... وأخيراً برلين التي يُعالج في أحد مستشفياتها اليوم. لقد أراد أن يعيش شاعراً، ونجح في جعل ممارسته الشعرية تتفوق على أي نشاط آخر. حتى إن الحظّ حالفه بأن يستكمل قراءاته وتأثراته المبكرة بجيل البيتنيك الأميركي (نشر ملفاً مهماً عنهم في مجلة «شعر» بتكليف من يوسف الخال) بالتقائهم وعقد صداقات شخصية وشعرية معهم في أميركا.

إلى جوار عباس بيضون ووديع سعادة وبول شاوول وفاضل العزاوي ونزيه أبو عفش.. وآخرين ينتمون إلى الفترة نفسها، يعتبر سركون بولص أحد الشعراء الذين يمثّلون حلقة وسيطة بين جيل الرواد وجيل السبعينات، ومن جاؤوا بعدهم. لقد احتكّت تجارب هؤلاء بالفتوح الشعرية التي بدأها الروّاد ببياناتهم الانقلابية ونصوصهم الجديدة والمجازِفة. لكنهم، في الوقت نفسه، اشتغلوا على أصواتهم. اختطّ الرواد مسالك مستجدة ووعرة لما سُمي الحداثة الأولى، بينما ألقيت على كاهل هؤلاء الستينيين أن يفتّتوا الأحجار الكبيرة لتلك البيانات، ويرصفوا بها مسالكهم الفردية الخاصة. هكذا رسّخوا تجاربهم وأنضجوها على نار مواهبهم الذاتية، إضافة إلى مواكبتهم لما كان يُكتب من شعر طليعي في العالم.

مع بعض أهم ممثلي هذا الجيل، صنعت قصيدة النثر العربية انعطافتها الكبرى. بعد ريادة الماغوط وأنسي الحاج، جاءت تجارب هؤلاء لتحويل لحظة التأسيس الممزوجة بالتنظير إلى عمل نصي وتجريبي. ولعل خصوصية سركون بولص تكمن في فرادة نثره داخل تجربة قصيدة النثر العربية، سواء بالصيغة التي كتبها الرواد أو تلك التي كتب بها مجايلوه وأقرانه. حالما تبدأ قصيدته ننتبه أنها ممارسة نثرية شبه كاملة. ليس بمعنى أنها قصيدة نثر فقط، بل المقصود أنّ الشاعر لا يقوم بتحويل المادة اللغوية المحتوية على الشعر إلى نثر. إنه يبدأ مباشرة مما هو نثري. هذه ملاحظة لا بدّ من أخذها في الاعتبار في أي تناول لتجربة بولص. فرغم أنه جرّب الوزن والتفعيلة في العديد من أعماله، إلا أنّه كان يكسر الفصاحة والبلاغة اللتين يُحدثهما الإيقاع والوزن عادةً.

هذا لا يعني أنّ جملته العربية ركيكة أو تشكو من حشو أو يعتريها ضعف... إنّها متينة ومتوترة ونابضة وذاهبة إلى معانيها وفق مخيلة ذكية. لكنّ شغل الشاعر فيها يكسر فصاحتها. يمكننا أن نشبّه التخلص من الفصاحة هنا بالكسر الذي تعرّض له عمود الشعر العربي. ذلك الكسر الذي لم يعنِ كسر البحور والتفعيلات، بل تغيير المعمار التراتبي والنفسي واللغوي، أي الجوّاني، للقصيدة العربية الكلاسيكية. وإذا كان الكثير من شعر النثر العربي مكتوباً وفق ممارسة، يتم بها تحويل الشعر الجاهز داخل أي عبارة إلى نثر، فإن عمل سركون بولص يتجلى في ابتكار نبرة نثرية مستقلة عن شعرية المعجم الجاهزة. وإذا كان تحويل الشعرية الجاهزية إلى نثر أشبه بتحلية مياه البحر المالحة، فإن سركون يبدأ عمله على البحر مباشرة.
ثمة إشارة أخيرة جديرة بالملاحظة، هي أنّ ممارسة سركون بولص الطليعية حدثت داخل المشهد الشعري العراقي. الأرجح أنّ تحقق ذلك في نموذج شعري ذي تقاليد كلاسيكية وتفعيلية أكثر رسوخاً وصرامة من أي بلد عربي آخر، يمنح تجربة صاحب «حامل الفانوس في ليل الذئاب» (1996) قوةً إضافية.

«جماعة كركوك» تداخل الكتابات واللغات

لا يمكن ذكر اسم سركون بولص من دون أن نستعيد «جماعة كركوك». لقد ضمت هذه الجماعة أكثر تجارب الشعر العراقي الستيني طليعيةً وموهبة: سركون بولص وفاضل العزاوي ومؤيد الراوي وجان دمو وصلاح فائق... كذلك فإن اجتماع هذه الكوكبة من الأسماء الشعرية الموهوبة في مدينة صغيرة وبعيدة عن بغداد، منح الجماعة خصوصيةً وفرادةً إضافية. معظم هؤلاء كان يتقن اللغة الإنكليزية، وهذا ما أفسح لهم المجال للذهاب مباشرة إلى المصادر والتجارب التي كانت الحداثة العربية بالكاد بدأت بترجمتها وتبنّيها، بوصفها مؤثراً ضرورياً وفاعلاً في صنع النسخة العربية من الحداثة وقصيدة النثر.
والرافد الأجنبي كان له حضور شبه دائم في القصيدة العراقية. في هذا السياق، يمكن الاستشهاد بتجارب بدر شاكر السياب وجبرا ابراهيم جبرا وسعدي يوسف من الرعيل الأسبق. إذ يمكن تتبّع أثر الشعر الانكليزي والأميركي في أعمال هؤلاء وكذلك في أعمال اللاحقين. ولعل الاطلاع المبكر على الشعر الأميركي والتأثر به تدخّلا في تكوين نبرة سركون بولص التي بوسعها أن تُري القارئ صياغتها العربية وحساسيتها المختلطة والمهجّنة في آن واحد. لهذا رأى سركون بولص في إحدى مقابلاته «أن الترجمة تجعل جميع اللغات والكتابات تتداخل وتتلاحم لتخلق شيئاً جديداً»، ناصحاً «كل شاعر أن يعرف لغة أخرى وأن يحاول الترجمة حتى لو كان ذلك من أجل لذته الخاصة نصفته تمريناً».

****

بحثاً عن «ملاذات» الزمن الضائع: المكان صانعاً للملذّات والرموز والمعنى

فاروق سلوم

سركون بولصكانت مدينة الحبانية (80 كلم غرب بغداد) ملاذ الطفولة الأول لسركون بولص (1944). وكانت بطابعها المميز بصفتها قاعدة قديمة للقوات الجوية البريطانية منذ عشرينيات القرن الفائت، تنطوي على تفاصيل ذاكرة مثقلة بماء بحيرة الحبانية والخضرة الباهرة وأشجار الأوكالبتوس التي جلبها البريطانيون معهم من الهند وآسيا. كل هذا وسط الصحراء الغربية لبلاد النهرين وفنائها المطلق وعطشها اللانهائي. هكذا، تشكّلت عند سركون رؤية المكان وتناقضاته. وهذه العناصر جعلت هذا المكان صانعاً للملذّات والرموز والمعنى... وقد لازمت سركون بولص فكرة «الصياد» التي يطلقها على الشاعر، فهذا الأخير بالنسبة إليه هو صياد رؤى ومكتشف ملاذات وحالم يقتنص نجوم حروفية من سماءات شتى.

عندما انتقل إلى كركوك مع عائلته عام 1956، كانت المدينة مركز صناعة النفط الأول ومقرّاً لشركة النفط العراقية البريطانية «آي بي سي». لذلك، كانت لها ميزاتها المؤثرة في بنية الشاعر. ومن هنا، أرسل سركون وهو في الـ 17 من العمر أوّل 16 قصيدة إلى يوسف الخال، فاحتفت مجلة «شعر» بهذا الصوت الخاص المصنوع من خامة الشعراء الكبار. صارت بيروت حلماً وكركوك ملاذاً. كانت بيروت نسمة الحداثة والأفق المفتوح على حوارات الآخر ونتاجه ورمزاً مطلقاً للحرية. وكانت كركوك مدينةً حيةً تضجّ بالتنوع الحضاري والديني والعرقي، حولها عشرات الأديرة الضاربة في القدم والتي شهدت خلال القرن الثالث الميلادي هجمات الروم والفرس الزرادشتيين معاً. وكانت أيضاً مدينة النوادي والأفلام الحديثة والسهرات والمجتمع المتنور المفتوح. وكادت مشاهدات بولص في الحياة وفي السينما تدفعه إلى ترك الشعر ليصبح ممثلاً تارةً ورسّاماً طوراً.

الا أنّ طبيعة الشاعر فيه كانت قد شملت كل تلك الميول إلى جانب الموسيقى الشرقية التي عشق مقاماتها بدءاً من تهليلات الأديرة والكنائس وصولاً إلى البلوز والجاز. وهنا، لا بد من أن نذكر بأنّ كركوك كانت هوية وخاصية ثقافية لازمت جيلاً كاملاً من مثقفي العراق وكتّابه هم مثقفو كركوك أو ما سُمّي لاحقاً «جماعة كركوك».

ثم كانت بغداد... بغداد التي تعرّف إليها سركون كانت يومها مدينة المكتبات، ودور السينما والمقاهي والنوادي الليلية وفرق الباليه والعروض العالمية... ومدينة المقاهي والملاذات. وكان الشاعر يذكر أسماء أماكنها دوماً في شعره. وعندما قطع المسافات هارباً من جنون البلاد عام 1968، كانت بيروت المكان والحلم حيث تنفتح الدنيا على مجاهل كثيرة، وسط قشعريرة الدفء الذي منحتها إياه المدينة والميناء والمقاهي. وصحبة يوسف الخال، أنسي الحاج، أدونيس، توفيق صايغ وأسماء هي دلالة بيروت على الثراء والخضمّ المفتوح على كل موج.

كل مدن لبنان وقراه هي مغزى لدفء قائم ومفقود، سيظل يلازم الشاعر في هجراته في حنين لا ينتهي إلى بلاد الرافدين. كأن الجينات التي يحملها ترفض أن تتلاقح مع الغربات. لكنّه في قرية شطين حيث كان يمضي مع صديقه وديع سعادة بعض الوقت، غاص في آلام بودلير وقصائد متنورة كثيرة... ثم قرأ ثلاثين قصيدة لتوفيق صايغ فأثارت لديه لوعةً خاصة للإهمال الذي لقيه هذا الشاعر من نقاد وكتاب عرب، لمجرد اهتمامه البليغ برموز ديانته. في بيروت، أفاق على وقع الترجمة، ورفقة التجارب الخاصة المحتدمة بكل جديد، فصارت المدينة ملاذ الذكرى اللانهائية لديه.
وحين يتاح لسركون بولص تحقيق حلمه بالمضيّ على طريق الـ Beat generation، أي الهجرة الى أميركا عام 1969، بمساعدة يوسف الخال وأصدقائه، سيجد غرفةً رخيصةً في سان فرانسيسكو قبالة المدينة الصينية لتظل روح الشرق تلازمه. فهو لم يتخلص من تأثيرات الموسيقى الصينية والشرقية، ليحب موسيقى الغرب الصاخب، رغم علاقته الحميمة بالجاز والبلوز. لكنّ الشرق الذي يمنحه الإحساس بالطزاجة في التجول، أو التزود بالمؤن من السوق الصينية الصاخبة هناك، هو الشرق الذي يمثّل حنيناً مطلقاً إلى مدن أخرى أحبَّها... ولا تخلو قصيدة من قصائده من تعبير عن تضاده الحاد مع الغربة المرة، ومدنها الضالّة الصاخبة التي لم تمنحه ما منحته تلك المدن الغارقة في ظلام الماضي كما يقول. ويظل «الشرق الذي لا يوقفه شيء عن كونه شرقاً»، هو شرقه الخاص بمدنه: الحبانية وطنجة وبيروت وبغداد وكركوك. كل تلك المدن هناك التي عصف بها الخراب ودمرتها الحروب، هي طفلة الحرب التي يراها كلما استيقظ من النوم «تنتظر ارتطامي بجدار الحقيقة». حتى مكتبة «أضواء المدينة» التي يديرها أشهر شعراء «البيتنيكس» الأميركي لورنس فيرلنغيتي في شارع كولومبوس، والتي غدت «ملاذه» كما قال، ليست مثل مكتبات بغداد أو بيروت أو مقاهيها الزاخرة بالحياة الملأى بالشجن مقابل مدن الفراغ: «إنه الفراغ نفسه الطالع من حضرة الليل/ في أية مدينة متخمة بالأحياء وبالموتى: باريس برلين لندن نيويورك .. آخر الغرب نهاية الخط سكة الختام».
لم تندمل جراح حنينه. حتى حين يلوّح بالانتحار، يقول له صديقه العربي البائع الذي يختفي خلف قضبان محلّه خوفاً من التهديد والسرقة: «حتى لو أردت أن تشنق نفسك، هذه مدينة عرصات. بكرا بيعطوك قطعة أرض ولاّ عمود كهربا تدفع إيجارها لانتحارك».

على رغم نجاحه وعلاقاته بشخصيات ثقافية وفنية وعمله في الترجمة مثل ترجمة قصيدة غوتنبيرغ الشهيرة «عواء»، لم ينشبك سركون بولص بالغرب مكاناً يمنحه الملاذ بلا قلق أو اغتراب. وها هو يستعيد غربة جبران ويراه حالماً في شوارع نيويورك، ويستعيد صورة أبي فراس وهو في سجن الروم يغنّي «أقول وقد ناحت بقربي حمامة».

مقاربة تؤكد انتماء ذاته العميقة إلى حرية المكان الذي أحبه بكل تنوع الأسماء على جغرافيا سيرته الشرقية «هكذا صارت حياتي، أشبه بجغرافيا لا يمكن تفسيرها بالمواقع والأمكنة»، أو «أداعب قيدي كمسبحة من الأصفار». وهكذا أيضاً، جاءت خيبته كبيرة حين رأى الحرب تمحو أشياءه وأماكنه الحميمة. لم تخلُ أي قصيدة من رفضه لكلّ حرب نالت من تلك الأماكن التي أحبها وانتمى إليها، وهو يرى كيف تهدّدها بالخراب وبالعطش الذي سيدفع رجل الموت القادم الى شرب النفط أيضاً. إنّه خراب تلك المدن التي يفتقدها كل يوم، ذلك الماضي المعتم الجميل الذي يخفي لؤلؤة المكان - الضياء: «تخفي ضياءك عني/ وراء ستائر لا تحصى أيها الماضي/ لكني أعرف أين دفنت اللؤلؤة/ وكيف بنيت من حولها المدينة».

الاخبار
عدد الخميس ١١ تشرين الأول- 2007


إقرأ أيضاً: