سعدي يوسف
(العراق/لندن)

أوكتافيا، لا تدخلُ من شُـبّـاكٍ...
أوكتافيا تقتحمُ السـلّـمَ، وثْـباً، حتى بابِ الشـقّـةِ
تقذفُ نحو الكرســيّ حقيبتَـها اليدويةَ
ثم تُــؤرجِـحُ ســاقَـيها
عابـثـةً بهواءِ الأوراقِ وما خَـلّـفَـهُ مطرُ الليلِ على الأحداقِ؛
أقولُ لها:
" أوكتافيــا!انتظِــــــري!"
لكنّ لأوكتافيا شــأناً آخــــرَ...
...........
...........
...........
في عطلــتها الأسـبوعيةِ
( أوكتافيا تَـمْـلكُ مقهىً بَـلْـجيكيّـاً )
تأتي راقصـةً، عبرَ البحــرِ، لتـأكـلَـني متلذذةً
وتنــامَ عميقاً...
ثم تُـفارقـني في ثاني أيامِ الأســبوعِ؛
...........
أنا رجـلٌ ذو تَـبِـعاتٍ
لكنّ البلجيكيّـةَ لا تعرفُ هذا إذْ تعرفُ هذا...
أوكتافيا تعرفُ أنْ لها عطلةَ أســبوعٍ ،
أنْ لها حقّــاً في أن تأكلَني، مُتلذِّذةً
وتنـــامَ عميـقاً؛
ثم تفارقني في ثاني أيــامِ الأسـبوعِ...
............
إذاً ؟
هل أُدخِــلُ أوكتافـيا في تَـبِـعاتي ؟

لندن - 2/7/2002

دعــوة عشــاء

هيّـأتُ مائدتي ( لقد حـلَّ المسـاءُ )
فـكّــرتُ؛قد تأتـونَ...
فـكّــرتُ ؛
الحيــاةُ طــويلـةٌ
ولَـرُبّـما لا يســتحقُّ الأمرُ هذا الطّـولَ،
فـلْـنجلـسْ قليلاً حولَ مائدةٍ
لِـنَـنْسَ فَـداحةَ الأشــياءِ
والبابَ الـمُـواربَ عندَ منعطَـفِ الطريقِ السـاحلـيِّ
وبــاقةَ الزهرِ التي ذبُـلَـتْ،
لِـنَـنْـسَ كلامَـنا
وتَـلَـكُّـؤَ الفَـتَـياتِ
والأوراقَ
والشــمسَ التي غـربَتْ...
.........
.........
.........
لقد هيّـأتُ مائدتي
وقُـلتُ: لَـعَـلَّـكم تأتون...

لندن - 11 / 7 / 2002

ألف ياء