سعدي يوسف
(العراق/لندن)

سعدي يوسفعزيزي: أنا الآنَ لا أترددُ في أن أُحَيِّيكَ. (في أنْ أُصَبِّحَ يومَكَ بالخيرِ)
مَرَّ زمانٌ علينا، ولم نَلْتق... الصبح فكرت... قلتُ البريدُ الذي
كان منقطعا في الحروبِ، وفي مَهْمَهِ الثورةِ المستحيلةِ، قد بدأَ. الأصدقاءُ
الذين غدَوا جُزُرا في محيطٍ من المعدِنِ الذائبِ التفتوا، فجأة، نحو أنفُسِهِم
واستراحوا علي فحمةِ الليلِ كي يكتبوا. هل يقولون شيئا؟ أتحسَبهم قائلينَ؟ انتظرتُ، فلم
أسْتَرِقْ نأْمة. واستَرَقتُ، فلم أعتَبِرْ نَغْمة. حِيْنَها، وأُصارِحُكَ القولَ
فكرت فيك... السلامُ عليكَ! السلامُ علي دارةٍ أنتَ فيها! السلامُ علي حَيرةٍ أنتَ فيها!
أتعرفُ أنيَ طوَّفتُ أبعدَ ممّا تظنُّ؟ لقد كنتَ تسْخَرُ بي، كنتَ تحسَبُني وادِعا أو جبانا.
أتذكر؟ يوم انبطحنا علي رمل ساحل أبين ظل الرصاص يئز. ولم أرتجف...
وفي صيفِ بيروتَ، صيفِ الضواحي، تطلَّعتُ في الموقعِ المتقدِّمِ. كانت علي مدخلِ الحَيّ
دبّابةٌ. كانت الطائراتُ المُغِيراتُ تُلقي صواريخَها. غيرَ أنكَ كنتَ الدِينامِيتَ في
عُلبة الخشب. اليوم حاولتُ أن أتبين ما كنت تكنزه آنذاك... تُرى، كنتَ تأمُلُ
في أن ترى المَوجتَينِ وقد غَدَتا موجة؟
ربَّما!
لستُ أدري...
وهاأنتذا تتلقّى الرسالةَ
هاأنتذا تتقرّى الرسالةَ
ها أنتذا، آ...
وهاأنذا...
...........................
...........................
...........................
نضربُ الصّنجَ ، ثانية، في العراءْ.

لندن 27/5/2005