سعدي يوسف
(العراق/ لندن)

سعدي يوسفلستُ مَعْنِيّاً بما يفعله الساسةُ في المستنقعِ الآنَ…
ليَ الحُلمُ:
وفي مُنفَسَحٍ بالغابةِ
الريحُ تُذَرِّي، بغتةً، شبْهَ رذاذٍ من غبار الطَّلْعِ
شَعري ابْيَضَّ
ثمّ اصفَرَّ، كالهالةِ،
أحسستُ بأني ذو جناحَينِ …
وأحسستُ بأني في دمٍ من فضّةٍ سائلةٍ
( أعني دمي )
سوف أطير …

***

لستُ مَعنيّاً بما يفعله الساسةُ في المستنقع الآنَ …
ليَ الحُلمُ:
ومن مرتفِعٍ بالشاطئ
الريحُ تُذَرِّي، بغتةً، شبهَ رذاذٍ من أعالي الموجِ
قلتُ " الخيرُ أن يأخذني البحرُ… "
سلاماً، أيها الماءُ الذي يمنحُ روحي في مَهاوِيهِ السلامَ
النورَ والأسماكَ والمُرجانَ
كان الماءُ
مثلي دافئاً
أحسستُ أني أبلغُ الأعماقَ
أحسستُ بأني، فجأةً، سوف أطير …

***

لستُ مَعْنيّاً بما قد كنتُ أعني …
أنا في الحُلمِ:
فتاتي أمسكتْ بي من يدي؛ قالت:
لماذا أنتَ حتى الآن في هذا الرصيفِ ؟
العرباتُ ابتعدتْ منذُ سنينَ …
انتبهِ، الساعةَ، ولْنُسرِعْ إلى حانة سِيدُورِي
لِنُسرِعْ
ربما، في لحظةٍ، سوف نطير ….

لندن 26/2/2004

* سيدوري، هي امرأةُ الحانة، التي ودّعتْ جلجامش ثم استقبلته، في رحلته الخائبة إلى عشية الخلود.