سعدي يوسف
(العراق)

سعدي يوسفهـيّأتُ صباحَ اليومِ وليمةَ عيدٍ للطيرِ
وللسنجاب؛
اليومَ ربيعٌ أوّلُ
ـ أعني أول يوم لا يثقلُك المعطفُ فيه... ـ
أحسستُ بأنّ روائحَ تأتيني من قِــممِ الأنديزِ
ومن أعماق الغوطةِ
من أرباض نهاوندَ،
وقلتُ : أُبارِكُ ضَـوعَ العالَــمِ،
فلأنثرْ خبزي اليوميَّ،
ليأكلْ منه العصفورُ، ويقضمْ منه السنجابُ؛
مددتُ بساطَ العشبِ
ـ طريّـاً ونديّـاً كانَ ـ
وعدت إلى نافذتي...
جاء الزرزورُ الأولُ
فالثاني
فالثالث...
هبطَ السنجابُ خفيفاً من جذع الجوزةِ
مختطفاً كِـسْــرةَ خبزٍ ،
ليعودَ إلي مَـرْقَــبِـهِ في أعلي الدوحةِ .
....................
...................
...................
كم كنتُ سعيداً !
لكنّ العقعقَ جاءَ
وجاءَ الثاني
فالثالث...
في طرفة عين فرغت مائدة العشبِ...
..............
..............
..............
إذاً... ســأظلُّ: أُفَـكِّــرُ بالزرزورِ
وبالسنجاب...

لندن: 15/3/2005

القدس العربي- 2005/03/17