سعدي يوسف
(العراق/لندن)

سعدي يوسفوقالتْ له : أسرّفْتّ !
كلٌ مدينة حللتّ بها أغفلْتّ عن يومِها ذِكْرّهْ
كأن مّدارّ الكوكبِ اختلٌّ سّيره
فلم يبقّ من ذاكّ المّدارِ سوي البصرةْ “

***

ولكنني فكٌرت “
إن صديقتي تقول صوابا: كيف أنسي دِيارّها، حديقتّها، والشٌرفةّ ؟
الصيف أرسلّ الرسائلّ . والكرسيٌ مازالّ يقصد البِيانو . الفتي
الهنديٌ يلقي سلامّه سريعا، وأعلي دوحةِ السرْوِ حطٌّ طائر
عجيب“ أ مِن فردوسِ لِيزا أسافِر ؟

***

تعلٌمت أن أحكي ، فلست مكّتٌِما هواجسّ لّيلي الأربعينّ :
أنام في جناحّي غرابي . والسعالي ضجيعتي . ومن دميّ المسفوحِ لون الحوائطِ “
انتهيت إلى أن أرضعّ التيسّ. أن أرى تماسيحّ من قاري تغّنٌِي .
وأن أرى خيولا عليها من عيوني حوافر “

***

وتسألني لِيزا ، وقد أطبقّ الدٌجى : سمعتكّ تهذي “
كنت أحسّب أنني أهيم بِوادي الجِنٌِ ! هل كنتّ نائما بِوادي
الذئابِ ؟ الليلّ تختضٌ “ ناضحا شفيفّ دّمي “ مستنفّدّ الصوتِ .
ربما سنفعل شيئا في الغّداةِ . كأنني أراكّ إلي حيث انتويتّ تغادر “
***

القصٌة، وما فيها، يا أصحابي، ويا رفاقي ( لا أدري إنْ كنتم
لا تزالون تستعملون كلمة رفيق “ لا يهمٌ ! ) أن الشيوعيٌ
الأخير ، ذهبّ قاصدا البصرةّ ، بعدّ أن ودٌعّ حبيبته لِيزا التي
أوصتْه بألاٌ يدخل البصرةّ ، بعد طولِ غياب ، إلاٌ تحت الراية الحمراء .

***

في البصرةِ رايات سود
في البصرةِ رايات بِيض
في البصرالبصرةِ،من نخلي ذي أعجازي خاوية “
لكنْ في البصرةِ ، أيضا ، وبلا أيٌ كلامي ( أرجوكم ! ) : رايات الملِكةْ
أعلي من كل الرايات !
((المقصود بالملكة هنا : إليزابّث الثانية ( الأولي ، كانت تموٌِل القرصانّ فرانسس دْرّيك
في القرن السادس عشر ، الميلادي طبعا ) وإليزابّث الثانية هي ملكة انجلترة والبصرةِ
وما جاورّها في القرن الحادي والعشرين ))

***

وهاهي ، ذي ، إذا “
أسطورة الراياتِ تتبع فوٌهاتي من بنادقِ أهلِها !
لكنني، وأنا الشيوعيٌ الأخير، أظلٌ أحمل رايتي الحمراءّ “
هل ضاعتْ بنادقنا ؟
نسِيناها؟
اتٌخذْنا غيرّها ؟
أّمْ أننا ضعنا وقد ضاعتْ بنادقنا ؟
سلاما للنصيرةِ !
للنصيرِ !
لفِتْية رفعوا على القنّنِ الغريبةِ والروابي ، الرايةّ الحمراءّ
سوف نعود للقممِ !
الصباح الجّهْم يطلق بوقّنا :
بوق القيامةِ نحن “
أحرارا
شيوعيينّ
نرفع راية مرويٌة بدمي وأوحالي
وندخل أرضّنا “

““““““..
سنكون أجملّ من نهايتِنا"

أخبار الأدب
يونيو 2006