أحمد سواركة
(فلسطين)

سواء بسواء بكل بهجة أنتظر حدوثك في المقعد الخالي
أرتب صمت الطاولة رقم 23
أتشاغل عن الزمن بتعداد الأغصان المائلة في تلك الشجرة
أنفخ في الريح العادية
وأظل أراقب القادمات خلسة
وأجهز لكِ كلام حب
وإذ تداخل صوتكِ مع الموسيقى العائمة في المكان
عبثت أصابعي بأصابعكِ وشاع دفء في كل أركان السهرة
كانت عيناكِ سفنا قادمة من محيطات لا آخر لها
وصدركِ المائل نحوي يلتهم كل سنواتي
أفاتحكِ بتحية وهمهمات تعضين شفتيكِ على طولها
أقص خصلة من شعركِ إلى خزانة الوحدة وساعات الوحشة
ثم ألف نفسي عام كامل حول عنقكِ المتخاذل
نجرب رقصة ناعمة
أسيل على ظهركِ بكل انفعالاتي
وأشعر أنكِ وأنغام الليل سواء بسواء
صدري على صدركِ
وكفي يلامس ثوبك الناعم
وأنا مع سخونة أجزاءكِ
وأنتِ في نصف الدائرة
تتشاغلين بساقيكِ عن همسي
وبشكل مباشر وغير مباشر
أفكك أركانكِ بتأن
وأداخل أصابعي في خصركِ
أتقدم في أنفاسكِ ميلا أو ثلاثة
فالقمر يعود في الخارج
والنجمة تنبهت
وكما من نوم عميق
ألفيت بقايا السهرة والمكان الخالي

وعد

أسقط في الليل
وبلا رحمة
لأن صوتا بعيدا تعدّى على نفسي
لأن أنفاسا جذبت الحياة من أعلى
أنا المشدود على دمعة هاربة
أجفف السنوات من فعلة الحظ
كي أعض على اسمك
لأن القمر أعطى لحبيباته
وعدا لا يترتب على شيء .

ظل

نعم
أنا في الخرائط الملعونة
لا أنوي متابعة الغيمة التي لم تمر
ولا أنوي الهدوء
أنا بصدد مشي روحك على الفضاء
وهي ترخي على كفي أحلاما ممنوعة .
أراقب اليوم بأكمله
والليل
كي أعض على أسمك الشارد
ففي البلاد التي غطاها الثلج وماتت
كانت عربة الوحدة معي
وكان متسع لدفئك .
أنا لست في مواجهة النجوم
ولا في مواجهة القمر
أنا في مواجهة أجزاء منك .
أنفخ فيك روح الليل
فتأتي الدمعة راقصة مثل صيفين
أبحث من حولي عن فراغك
فتتأهبين لحفلات البرد .
أنا المتنقل حولي
أشد صوتك على هذا الخريف
لأكون قادرا على رفع أصابعي عن ظلك .

ALSAWARKA_A@HITMAIL.COM


إقرأ أيضاً: