أسعد الجبوري
(العراق الدنمارك)

أسعد الجبوريشخص ما على ضفة السيناريو
الأولى.
يتحركُ ومعه حوادثهُ لقطاتٍ
سائبة.
الشخصُ نفسهُ
تقابلهُ سلةُ الأساطير
في مجرى البكاء.
والفيلمُ على المصطبة،
يتسلى بالسمك البنفسجي الخارج للتو
في بواطن البنات.
كم ضيقٌ أنفُ السينما.
يصرخُ مربي النمور وهو يتقدمُ
أبطالَهُ في ممر الإخراج.
وخلفهُ الإنسانُ واقعةُ حبّ ومأدبةُ حنطةٍ
.وجيلُ كآبةٍ وحفنةُ تشققات
شخصٌ يأتي من البلاد السومرية مرفوعاً
كعصا راعٍ بين تلال المواشي.
ربما ليحتفلَ بالأضرحة الملوثة بسماد
الكفر والشبق، فيتعدد.
على مقربة منه نحن.
يهتفُ بنا نومنا في ساعة المُخرِج.
نريدُ نشاكسُ دولَ الحبر الأحمر وتاجرَ الحديد
الذي نام بالمطربة ذات الأجراس.
هل غير خزائن الظلام مرمية سجوناً
في باطننا الترابي.
أ رأيت؟
رؤوسنا علبٌ تنمو فيها الجبالُ.
أ تذكرت؟
كانت حياتنا راديو ببطارية ألمانية.
وكان الحبُ قرية حيوانات دون كلأ .
دون ملابس.دون بلاغة
تحت الشمس.
الحزنُ ملفٌ انتحاري.
وفينا من الشاشات العميقة
ما يجعل نسيان الحياة والموت ممكناً.
شوارعٌ بمسافاتٍ مجعلكة
تجري فيها الغزلانُ والشهورُ واللغاتُ.
ونحن بشرٌ بلا سطوح .
أقيمت على ذواتنا مشافي التصوف
في أعالي التخوم.
لا عودة للنص أبداً.
المصارعُ يعاقرُ البيرة على الحلبة،
وينتحبُ على كتف آخر ثور في الدم.
فيما المفاتيحُ في الفتيات مخمورة الصور
والأهداف.
وترسلُ الجنسَ ليتبرج بين الأشجار المراهقة.
الكمنجةُ في الظهر.
والأخيرُ نهبٌ لرياح السرير.
فيما الدياناتُ مدافعٌ مسطحةٌ بلا أبواب.
وتجلس للرقابة.
دعنا نقول ذلك:
روميو وليلى قاحلان في جوف
الكتاب.
كانت لهما شمس بعطر وقاموس.
الآن
أليست الرغبةُ فقاعة مرمية
في قاع الأيام؟
ثمة فمٌ ملتهبٌ روايةً بوليسية
على ضفتيه النحلُ القاتلُ لتأليف
الكراسيّ العميقة من زغب الأشجار
وحتى نهاية اللغط في اللحوم.
ستنظر لقطة الزوم عن عمل البخار
في العاشق.
واللهم أني كأسك في الأرواح المنشورة
على حبال الموسيقى.
وبالآلام الموضوعة على آخر صفحة
من الأرض.
طيورنا
تتقدمُ خطوةً لمواراة جثثها مع ديكارت
تحت الثلج.
ورؤوسنا نهباً لزيوت النسوة ومراكب
الأشباح في النصوص.
هذا الحنين يتفحمُ مع كلابه
في دار الأوبرا
والانتظارُ تمثالٌ جلودُ جدرانهِ ذابلةٌ.
وأولئك أمام المرآة من هم..
لتملئ أيديهم بملفات مذابحنا في اللاهوت
والشبق والسحر والسموم.
لقطةٌ عميقة لمجرى الكينونة.
البدوي في الصحراء ديكتاتورٌ
هو شخصٌ يصنعُ الرملَ مرآةً ويتخيل
طرائد الله معلقةً بقامة خنجره.ِ
سنضحك طويلاً من المعجزات..
من الديك صاحب الياقة الحمراء
المتدلية من شدّة النعاس.
من الرائي القاطن على خط الوهم
ما بين الشرق والغرب.
ما بين المفتاح ومهبل الوردة.
الجرادُ القاضم يجري.
ماءً ناشفاً
يتركنا الله على الطاولة.
دباباتٍ قليلة التصفح
أجسادنا المرسومة بالطباشير
على الطرق والشاشات.
فمتى السكرةُ
ونحن على مشارف القنينة.
العينُ ساعةٌ عقاربُها الدموع..
والنحيبُ ظهرٌ مقوسٌ لأديث بياف
وسط الهواجس.
هل كأن الرعب يسدُ بشاحناته مترو الأعماق.
وحناجرنا أكياس ممزقة لأناشيد لم تعد تشبه في بلاغتها
الفلفل الحار.

دنمرك
منتصف نيسان2007