العطر يقطع المخطوط

أسعد الجبوري

الكائنُ حيّ بعطره.

 

[ بالأسود ]

العشاقُ
السحرّةُ
بأزياء الوردِ والياقوتِ والطوارئ .
شاسعين في الجسدِ القزح.
والأصابعُ
الملاقطُ
تقرأ الشهقاتَ في الألوان
نوتات
بعدها السرير وآلهة الخصب.
ومن ثم يوسعُ الجمالُ شهواته على الأرواح والنصوص.
ولا يقيمُ.

[ الأحمر ]

بعد أن تقلبَ لي ألواحي.
السماء تصبحُ بحيرة..
ويستمرُ الماءُ تحت ثوبي بالاحتكاك.


[ بالأسود ]

تتفتحُ ليلاً..
العائدةُ بكرات دمعها.
( وأمام المرآةِ نومٌ دونه البابُ مقفلٌ )
النجومُ النقاطُ من هناك.
تنظرُ إلى تأملاتنا المتدلية
غصوناً من مباني النصوص.
بعد ذلك..
النفسُ ليست بناءةً أمام تفاحةٍ
عاريةٍ في هودج ضال.
ولا أمام خطيئة لا تسأل عن صغار عصافيرها من العطور.
الأمطارُ على الخرائط.
والسديمُ في الأقفال.
وعلى الطاولةِ،
لم يبق من الوجهِ إلا الفراغ.
كذلك البكاء :
طيرٌ لا يتبخر.
كذلك المصباح الأيروسي
المشعّ
بين الهياكل والأنقاض والهجرات والذبول.
ستطفو به ذنوبهُ إلى مغارة أصل
الأنواع.
أرضٌ تنزّ بالنقادِ والضباع والرمال
المهرولة من المطابع.
ليلٌ في قبضتي..
وهو أكبرُ كائناتُ الكأس في خمارةٍ،
ندخلها مصطلحاتٍ، لنخرج منها تراثاً لكل الحروف.
عيني التي تتبعني
( ساعةٌ خربانةٌ )
وسوف نتذكرُ عطراً خارج الأقواس.

[ الأحمر ]

أ ذاهبةٌ أنا لمكانكَ في الارتفاع..
أ ذاهبٌ أنتَ في أوبرا الضلالة،
وليس سوى الحداد على كرسيّكَ.
لقد
أبكتنا
بطولاتنا بين الأطلال.
فتمغنط بتربتي..
أنا الشجرةُ الطائرة بكَ.
أيها المملوكُ ليومِ هندستي فيه.


[ بالأسود ]

سيكون النشيدُ لأرضٍ أخرى.
عطرها
نهرٌ
بلا غلاف.
( نحن سكارى المخطوطات )
وبأجنحةٍ
تنتشرُ السيوفُ بين خطواتها.

[ الأحمر ]

أفلاطون..
قطعَ بنا الصحارى.
وما زال في غيبوبتي قطاراً
معطلاً.
فيما النجومُ حركاتي..
تقصّ
عليكَ
الفلكَ.


[ بالأسود ]

هنا الأجانبُ.
التوابلُ أحجارُ التراثِ العطورُ الحريمُ.
هنا السلاطينُ القبابُ السيوفُ الفضفاضةُ
مداخنُ الشهواتِ الخمورُ الخيامُ الألغازُ
المستحثات سلاسلُ النحاس المرميةِ في قيعان
النسوة والشرائع والآبار والحضارات.
هنا اللؤلؤ..
يتموضعُ في لمبّة ما بين الساقين.
ومعه الموسيقى تموء.
ليس غير فمٍ واحدٍ للتأوه.
غير قناةٍ رثّةٍ للنظر.

[ الأحمر ]

الهنودُ الحمرُ..
وخلفهم نبيذ الاغتراب شلالات
من الأسلحة.
وأنتَ
معطفُ
الحنين
مثلجاُ أمام كعكة العرس
الأوروبي.


[ بالأسود ]

تتحدثُ عن ممتلكاتها.
عن أيامٍ وسيقانٍ وأزياءٍ وعطورٍ
وفراديس.
كانت منزاحةُ قليلاً..
( الثيابُ عن مناطق النفوذ العظم )
وكان جانحاً..
العقل إلى الطاولة وهو يُقشرُ
الجمالَ بعينيه.
( كل يومٍ شرفةٌ مهدّمةٌ على الوجه )
فيها امرأةٌ
تستصلحُ بزلازلها الأراضي العميقة.

[ الأحمر ]

ما أسرعَ هرولةُ السراويلِ
إلى الأسفل..
إنها
حممُ
أصوات
الرجال.


[ بالأسود ]

المرة الأولى.
حواسّ الطبيعة.
( الغيمةُ النهدُ الكتابةُ النبيذُ الوداع )
وقنصلٌ يجلسُ في الذاكرة وحيداً
ليحصدَ الأسئلة.
ويومَ ضربنا البلادَ خياماً
على الرملِ،
خرجت علينا أجسادنا لمنافيها
حيواناتٍ مُبددّة.
فأغلقنا الأرضَ على هياكلنا
لنقيم في السبات.
( نحن سكانُ الكمنجات المختنقة )
ننحدرُ من خريطةٍ قُطعت عن عرشها
الكهرباء.
للمرة الأخيرة..
حواسّ السلطة.
الضبعُ وهو يطورُ حرائقهُ
من أجل لقاحِ اللا آدميات.

[ الأحمر ]

أمام كل معبدٍ عندي..
أشهدُ لك بذلك الإعراب.
يا من تهلوسني بحروف الجرّ..
وتنكبُ على أوثانٍ،
كلما لمستها،
ازدهرت بصدري الجهنميات.


[ بالأسود ]

وكان بيننا الخمرُ لاجئاً
وحيداً يضحكُ.
وكان بيننا التاريخُ جبلاً
يخرجُ من قميصهِ الجرادُ.
العيون غسالاتٌ على خطِ
الاستواء.
وفي اللذّةِ تيهٌ لاختمار شقائق النعمان.

[ الأحمر ]

يوم دخلتُ عليكَ لاجئةً.
تمدّد جسدي في تاريخهِ،
وسقط المؤرخُ حشرجةً
من القاموس.


[ بالأسود ]

يا روحاً تتوزعُ الكلماتَ.
يا إرساليات لغةٍ مُرفقةٍ بالتفتحِ
والنمور.
( يا قاعاً لسفنٍ لها رائحةُ الغرق )
العقلُ المختنقُ..
هو التركةُ الوحيدةُ من سكان
تلك البلاد.
ونحن في الخيبةِ..
وجهٌ طويلٌ من الورقِ.
( النصوصُ ثيابٌ تفسخت )
والنهارُ
ترسانةٌ من العبيد.

[ الأحمر ]

أناشيدكَ المولودة آخر الليل
من حطامي،
تشويشٌ لأنوثتي.
والأيامُ
أعمدةٌ
من ريح،
تتركُ للغائب بعض الثمار.


[ بالأسود ]

تلك الموسيقى..
فستانٌ لم يغطِ شحوبَ الجملةَ
العصبية.
بعدها..
( الطيرُ قربانٌ يؤرشفُ للأعماق )
أهو أنتَ.
تقمصّ الخيالَ كشفاً،
وغادرَ التمثالَ مبكراً.
هو النهرُ المعلق ما بين الرأس
والسماء.
يث تيهُ الولهِ مسترسلاً
من حضنِ كتابٍ سقطت عنه
أزرارهُ ,
إلى ظلالِ السديم.
( الحبّ راديو يهذّي بموجاتِ الكوبرا )
والعاشقُ ثملٌ على كرسيّ الغروب.

[ الأحمر ]

نارهُ النّهمة
تزحف في التيه.
فيما الدخان يطردُ النعاسَ
عن شفتي.
كنتُ أراكَ عكس النهر..
تسحب الماءَ خلفكَ جيوشاً.
وأتذكرُ القبلةََ في طبعتها الأولى
على ريش تاجي.
الآن.. دعنا لا نعرف شيئاً.
الماضي ضحكةٌ مكسورةٌ.
والشهواتُ رماحٌ لصيدِ النمور
داخل الأفران العاملة في الوسط
الكهربائي.
بالطبع..
هناك سيلانُ الموز،
عندما يخضبني بظلالهِ وأجراسه.
بالإضافة لوقتي الذي فيكَ
ولا يحين.


[ بالأسود ]

هو دالي الذي رفع البحرَ
بإصبعهِ ليسهر في نادي
المحاربين القدامى.
هو قيس مبتلع الصحارى
السيكولوجية.
هو أدم..
قطف الثعبانُ له شهوتهَ..
ليرسلهُ الربّ للأرض بالبريد
دون طوابع.
كنوز هؤلاء سرابٌ..
وقتما أترجمُ نفسي إليكِ
على غير إيقاعاتِ تلك القواميس.

[ الأحمر ]

منذ أن وضعت الوردةُ أقدامها
في الأرض..
وهي تفكرُ فيكَ.


[ بالأسود ]

ومن الإناث..
من ينقبن عن خمور في أراضينا
وحتى اكتمال الموجز.
ومن النساء..
من يجلسن في مقدمة المورد ِ
وحتى تصدّع الصحارى في الخرائط.
ومنهن..
( تجرنا خلفها كنهرٍ فضفاضة ثيابهُ )
وحوله خدمٌ بسيوفٍ وأجراس.
لم أنس بذرةَ أسمعت جسدي
رنينهُ الشاق.
هي التي كلما راودتها
عن موجةٍ..
ت في تربتي زجاجةَ
الطوفان.

[ الأحمر ]

في كلّ منطقةٍ منه..
أثرٌ لتاجٍ خسران.
طللُ ليلهِ نازفةٌ.
وهو هائجٌ في طيش اللغةِ،
مع ما تصوف من شياطين ونقاط
وإيقاعات.


[ بالأسود ]

هكذا نعترفُ :
لا أقدام لدينا لنقترب من حدودك.
(   دمعنا مفككٌ يا وطن )
(   قلوبنا علبٌ يملؤها المسحوق )
الحالمُ نائمٌ في البعيد.
والتراثُ خوذةٌ منقوعة بالدم.
وأنتَ
( من أعبّرُ عنه لأعبرَ أقفاصهُ )
هكذا نعترفُ :
حاملين جثمان الهدهد في النشيد.
هكذا نعترفُ :
أن عتاداً في الأعماقِ لحلاقة الحدود.
وهكذا نكتبُ :
( الرسائلَ أرحامٌ وشواهدٌ (

[ بالأحمر ]

أتخيلُ قلباً بمعطف جبلٍ..
وأسكنُ في وحشةٍ أنتَ ترابها.
وكلانا على ظهر سفينةٍ قطفتِ الأبالسةُ
كلّ أزرارها.
أهو نوحُ بنا وحيداً يعومُ.
ومن رؤوسنا يسحبُ تلك المقتنيات.
أم هو الحوتُ العاطفي،
ونحن في ممراتهِ قطعٌ من ظلام.


[ بالأسود ]

أرشيفٌ بمخطوطاتٍ عارية.
تلك شهوتها.
ومنها جسدُ الدلالات في الطوارئ.
( الحبّ لغمٌ ما بين المتعة والفضيحة )
والغرائزُ زئبقٌ.

[ الأحمر ]

وكنتُ أراكَ سكراناً وبيدهِ قمر.
ذلك إغواءٌ،
يجعلُ الذخيرةَ ناضجة وجشعة.
بل..
وتغني كالمدفعِ الرشاشِ في طوابق
الرأس العليا.


[ بالأسود ]

ويا ...
قولي لروحكِ أنم تنمو في تربة غيرنا.
فقد تساقطت منا العيون ُ،
وترحلت الأفواه عن مناجم الكلمات.
يا..
حدودها أطول ارتفاعاً من السماء.
لا نريد حياتكِ ولا موتكِ.
أجسادنا شاحناتٌ تعطلت بثقلِ
تفتت العظام.
كل منا بلادُ نفسهِ.
وكل منا مَلكٌ على عرشه.
يا..
يا لغةً تملأ أقدامها الهجراتُ
واللا مُواطنة.

[ الأحمر ]

ويحكَ.
أيها المضاءُ بفوانيسَ
يأسهِ.
أنتَ..
يا من تُعلق الأرضَ بخيطكَ
وتركبها
دراجةً
عمياء.


[ بالأسود ]

أعوذ بالله من أرض كلها مطار.
من حقولٍ لا تنب إلا الدم والحمى.
من ينابيع تضخُ الجرادَ والتفسخَ
والعويلَ.
من مصابيح تكلست أعينها.
من عواصم َتحتلها التماثيلُ.
من شخوصٍ تتوجها السيوفُ والنفايات.
يا بلاداً..
تجلسُ على بيضة جهنم،
وفوقها القرابينُ تشعُ.

[ الأحمر ]

في تلك الليلة.
كان القراصنةُ في الرأس.
والقناصون وراء الجبال.
كانت الغيومُ تسريحةُ الربّ.
فيما صمتكَ يتفشى فيّ فائضاَ،
وأصابعي تجرّكَ غريقاً من تلك اللغة.
أنا الأميرةُ الجالسةُ في المرآة.
عطري
مصطلحٌ،
إذ يشتقكِ، أتشقق في سلة
الذنوب.


[ بالأسود ]

الشفاهُ،
تؤلفُ من نيرانكِ خمورها.
والعاشقُ ملفاتٌ،
يؤرشفها الجنونُ للتنفس فوق المراكب.
يا للهوّل.
أنتِ الترسلين اللا نومَ إليّ بالفاكس.
وترسمين للشتاء ِ خريطةًً
على قميصي.
سأشعلُ النارَ في قرى الخيال.
ثم أدخلُ ساعتي قاطفاً مخترعات
النسيان.
( أنا المبللُ بأسبابكِ (

[ بالأحمر ]

فيما تُخدّشني الجُملُ دون انتظام.
فيما الأنفاسُ لبلابٌ يغطي أسطحي.
فيما الروحُ غيمةٌ،
تلقي بثيابها للريح.
قرأتُ عليكَ آخرَ سطرٍ من العناقيد..
فجنحتَ.
فغرقتَ في آباري،
لأسهر فيك َ.


[ بالأسود ]

سأجئ بالأيامِ إلى هنا.
فهو يومٌ للعين .
( لأناشيدها المطلة كأعناق الزرافات
على النساء في التقاويم )
حيث النصوص سفنٌ في مجرى السهرِ،
وما من محتكرٍ لمعنى من تلك الآبار.
أيها الشعر ُ.
يا بلادي الأخيرة.
يا حديقة يتنهدُ فيها موج الذهن.
ويرسمها خيالُها بأشعةٍ من فلكٍ وطقوس.
( كلّ أرضٍ مسودّةٌ لرحمٍ منتهك )
فخذ لباطنِ العقلِ مكواةً..
وتأمل
خرابنا
بعد
البخار.

[ الأحمر ]

يا من وجههُ البيانُ.
وصوتهُ الطيرُ على خط المعاصي.
مستشرقون.
سيأتون منقبين عن كنوزٍ في خيالكَ.
فيما أناالرابضةُ على سطحِ المطرِ،
سأغسل الشياطين بكأسي،
لأرى
دبيبكَ
قطاراً
يشقُ
تربتي
ويلتهمني.


[ بالأسود ]

الذكرياتُ..
أوزٌ طافٍ على بحيرة الدماغ.
رقابها
الطويلةُ
كلماتٌ
وعيونها
شاشةٌ
تنظرنا فيها النمورُ.
( أيها البلدُ التمثالُ )
رسائلكَ
للموتى فقط.

[ الأحمر ]

أمسكني من مصابي..
رأسهُ يسهو رأسهُ في العنبِ
وفي الفارنهايت والأساطير.
أمسكني من لغتي..
مرتجلاً ألفاظي وأحباري وكنائسي وذرائعي
وعقاراتي وأفكاري وألغازي.
لم يأل جهداً في حريق موسوعتي..
هو المتلذذُ بوصف دماري.
المتهافتُ على سرتي لتحلية البحر ِ.
القائمُ على صدري كسور الصين.
يدخلُ غيبوبتي،
ولا يخلف غير الرماد في الأجراس.


[ بالأسود ]

الحلمُ المقفى.
إضاءة سيئةٌ للعقل.
وذاك ليلٌ مجنى عليه.
يبكي بيننا.
فنترك له الغرفةََ ونغادرُ.
ومن هنا وحتى مقام الغيب،
  طيورُ الثمالةِ على ظهور الجمل الطويلة )
وهي ترفرفُ بيننا
كالعينِ الساهرةِ في بابِ الذكريات.

[ الأحمر ]

أريدُ النهارَ طابعاً لبريدي
إليكَ.
أنا الجالسةُ نخلةً في القصيدة.
عذوقي سبائكٌ تغطيكَ.
أيها الآثمُ..
وأنتَ تراقصني في لوحةِ
دون سياج.


[ بالأسود ]

البحرُ بيانو مجعلك.
أصابعنا فوقه تطيرُ.
والعنادلُ المفرطة بالصخبِ،
ترجمةٌ لغريق في السرير.
وثمة غاباتٌ على أطرافنا تنمو.
هكذا تلمستها مع تلك مياه
كانت تمشي بنا،
ونحن من النيام.
العدمُ لذّةٌ..
وما من شاهدٍ على ذلك.
لم يكن خوفاً..
لم يكن حنيناً..
( البكاء الذي خرج من حضانة العقل )
وخلفنا في الحانةِ سيوفاً طائشة.
هو وجهٌ.
طُبعَ بين نهدين.
( مخطوطاً مبللاً بالندى )
لم يكن يوماً للفقه..
( الملاكُ المرفقُ باصواتٍ من العطور )
أنتِ المدينة لي بشفاهٍ
نزعت أرواحي ستائرها.
وأنا الغريقُ المقترحُ لأمواجِ العواصف.
ومني على سبورتي
الفاكهة
الطير
وألسنة الديناميت

[ الأحمر ]

الأمطارُ على حبالي تتقطعُ.
وشمسهُ تركبُ الدرُاجة لتشقني،
فأتدهورُ عاريةً عليه..
وكليّ
دواليب
مشتعلة.


[ بالأسود ]

سأقول الليلَ كرسيّ هزاز.
مع إنه محطوم.
والثعبان َ المُسمى حباً،
( يأكلهُ اغترابهُ بين الكمنجات )
سأقولُ عطراً يحتلُ جسداً
أنتِ طوابقهُ.
( الزمنُ شبحٌ يمدّ عنقهُ في الكتابة )
ليقرأ عن الختمِ الكبير للذُروة.
حيث تسبرُ الأنفسُ معادنها
لتخرجَ علينا من الأصدافِ،
مُطلقةًً ما هو مكبوت في متاحف العيون
ويوم امتلأنا بخصوبة الهواء
أمام جبال البيرة ِ.
وجدنا الزقزقةََ صقيعاً ينبثُ
من الرؤوس.
ربّما لأن
( الجسدَ أولى المنافي )
وأن تلك الأرضَ ضميرُ الموتِ
المُستتر.
لا تُجرّد نفسها من الرتبِ
والألقاب.

[ الأحمر ]

نهارهُ عاصفةٌ من صلصال..
ويخوضُ في الأساطير دون مكوث.


[ بالأسود ]

لو..
يبقى النبعُ في عمود النار
للأبد.
لكنا بلغنا البخارَ.
( العاشقُ درّاجةُ الغرام المكسورة )
كيف يطردُ جحيمكِ منه ُ،
وأنتِ ترابُهُ.
لو..
( يسهرُ الهذيانُ على ركبتيكِ )
لكنا الآن وشقائق النعمان على مشارف
الريفِ المرطبِ بتلك الطقوس.
لو..
نحتسي كأساً،
لتفتحَ الغجرُ أزهاراً في صفاتنا.
وتهدّمنا شلالاتٍ حمى بين الثياب.
لو..
نوتةٌ تنتشلُ الدُرّاقتين من أعالي الصدرِ الموسيقي.
لكان في بريدنا إليكِ..
غير آلةِ طباعةِ الكآبةِ والتراث.

[ الأحمر ]

يدخلُ ويخرجُ من إلتهابي المزمنِ فيه.
يُضئ ويتحطمُ كمسلّةٍ من مطرٍ في فراشي.
هو المضادّ الحيّوي لنسياني.
كلما تلمس قطعةً من قطيعي التائه فيه،
استنهضت أوثاني تراتيلهُ.


[ بالأسود ]

القلبُ
خمارةٌ
في
نهاية
المطاف.
( وما كلّ مُفرطٍ في شرابٍ بسكران (

[ بالأحمر ]

المخلصةُ لكم..
مفردةُ في جمع المثنى المكسور.


[ بالأسود ]

إنها الرغباتُ.
تتفحصُ ارتفاع منسوبها في الأقنية
الاستوائية.
آخذةً طريقها لجوزة الهندِ المرميةِ
في أعالي الساقين.
بعدها..
نقصّ شرائطَ الحرير في أدوار الحبّ
العليا.
دون أن تقترنَ الكلمات بالاحتراس.
لحظة عارية..
تلك التي نجمعُ فيها بقايا الزلازل،
( ونترك الأرضَ شرشفاً منقوعاً بالنبيذ ونصوصّه )
الآن..
أمامكَ الأمامُ
وخلفكَ القصائدُ على متنِ
فيضانٍ
طويل.
( وكل ما في القاموس من عذارى )
سقطُ مَتَاع.

[ الأحمر ]

مُشطُ الذخيرةِ..
يتفجرُ بين طوابقي يّاً.
وأنا ضريحكَ في الجندي المجهول.
أسكنُ هواكَ دون لحنٍ أو قصيدةٍ من الأعمدة.
يا لهُ من جسدٍ،
كلما عنهُ فحشكَ يبتعدُ،
أكون صحراء ورقٍ.
ومراكبّي السرابُ.


[ بالأسود ]

و..
( جعلنا لكَ النساءَ دفاترَ تعبير )
وما كلّ قارئ لامرأةٍ برسول لشهوة.
أيها الصوفي :
العاشقُ مرآةُ الذنوبِ..
تنكسرُ.
( الحروفُ مدنٌ مُخدّرةٌ في الذهن )
والمجونُ
أجملُ
النحاتين في الصور.

[ الأحمر ]

لماذا..
كجرسٍ ضخمٍ أنتَ،
وتنتزع سكونَ كاتدرائيتي.
لماذا تجعلني أفيضُ بالنباتاتِ والقطط البريّة
والمواقد والتلفزيونات وأطواق السحاب.
تخيلتكَ حُلماً قصيرَ القامة ِ،
يرقدُ في عشّ.
بيدّ أنكَ قدتني لفجرٍ،
كان قماشهُ فوق الركبتين.


[ بالأسود ]

كيف يصنعُ من الوردةِ قرطاً.
( هو المتبخرُ من وجههِ ضباباً )
وحطامهُ
( تاجُ طبيعة الخلقِ المُجلدَة )
ما من غرفةٍ لنواحكَ أيها العصفورُ.
ومن المقبرة الزرقاء،
لم تبق غير نجمة الزمهرير.
مكاننا بلا مأوى.
فأينكِ أيتها الحواسّ المُبعثرة لوحاتٍ.
نحن على التلِ..
قطعانُ سرابٍ وننتظرُ ائلَ
فقدناها منذ ملايين السنين.

[ الأحمر ]

لا تحمل كرسيّكَ وتخرج من عيني.
لئلا تقع منكَ طفولتكَ،
وتكف عن ملاحقةِ الفتيات في ي.
أعرفكَ.
نبيذاً تتنهدُ في صدرهِ الأرضُ.
وتتفككُ في قامتهِ فصولُ المحبرة.
أيها السعيدُ باختلاسي.


[ بالأسود ]

في نهاية الرأسِ..
العنادلُ والنخيلُ وثيابُ الحداد.
في أول القصيدة..
( حريقٌ من قماش المدارس )
والصمتُ على الأريكة..
يتفتحُ أجساداً من جملٍ وكائنات.
كم من السيوف،
لتُسفحَ هذه الشفاه.
لتوقظ الطيرَ المجهول في القصيدة.
أنا المستوطنُ خطيئةً..
وبلادهُ
مرسومة
بفحمٍ
أحمر.

[ الأحمر ]

الهدهدُ بشاربهِ الرمادي المتطاير..
كان يحملُ حزنهُ ويجتازُ المرايا في حفلِ
الكوكتيل.
على قميصهِ التجريدي،
نارٌ يتوكأ عليها.
ورأيتهُ مُتوجاً بأهدابٍ،
ترشفُ الشياطينُ من تحتها ليب
المصابيح.
الهدهدُ ذاك..
أتاني بقامة الليلِ في عرض بحري،
لأفقدَ قواربي تباعاً.


[ بالأسود ]

تطيرُ الصحةُ خارج السرب.
وعلى الأرض الأخيرة
( قسطُ الهواء المرّ )
الحكمةُ في القماط.
أدعها هناك .
فما من ظلامٍ في القطبّ
إلا وله الشقيق في الشرق .
كل بلاد فينا،
( معلقةٌ بخيطٍ من نواح )
مع مجموعة من كلام وأسماكٍ وسيوف
وشرائع وتماثيل .
مع مجموعة ثعابين وتواريخ وأقمشةٍ
ومواخير .
مع مجموعة طفولة وخرائط وخمور .
مع مجموعة هوائيات وحروفٍ وسنابل
وكراريس .
فكيف أجعل الوصفَ مزدهراً
أيها العمرُ .
وليس ثمة من يأتي ببغدادَ،
لنؤلفها في غير هذا السحيق من الرمال .
تعالي..
( نُقطر الليلَ أغنيةً بغير لونِ قماشه )
فقد مرت المواطنة
لتسكن تلك المشنقة وتنام .

[ الأحمر ]

لا صبرَ لي عليكَ..
يا دورةَ الماءِ الفاسقِ في بيعتي .
كلما أشتهي منكَ جزءاً،
تجزّ النارُ كتابَ طلاسمي .


[ بالأسود ]

في ليل كوبنهاغن..
الشوارعُ تلوذُ بذواتها .
وأنتِ تلك الستارةُ العارية .
خلفها نهودُ كل النساء .
( جسدكِ حقولٌ من الأوكسجين )
لصفاتٍ تجري خارج الأغلفة .
لشهواتٍ طويلة الرقاب .
حيث جماجمُ اللاجئين ناديقٌ
ترّن بالصدأ .

[ الأحمر ]

على جبهتي الداخلية..
قاتلتَ .
لتحتسي قدحاً طبق الأصل
عن فرج ٍ يعمل .
على صدري لُغوياتي..
وأنتَ تتفكك جُملاً،
ترفض إعادة تعليق ثيابي على
جسدي ثانيةً .
على جبهة الهمس..
أوحيتُ لكَ أن تنشدني مصباحاً .
فهمتَ على وجهكَ
تتلو الفاتحةَ دون بقية .
هل جئتني من درب الخيال .
أم عبر بستان عطارد .
هل لوردكَ مأوى هنا..
أم تراني حانةً..
وأنت نسغُ الهوى موصولاً
بأسلاكي .
يا من
( مزقتَ بطاقة اشتراكي في الهدوء )
لتذوب الأعينُ فيه اختصاراً
للبراكين .
( الرقصُ عطرُ السيقان )
يهيّمُ .
ونحن تلك العواصفُ..
وليس من إقامة ٍ إلا في الزمهرير .
الدولُ
لتكرير البترول .
وأنا لتكريرِ الديناميتِ في ترابك .


[ بالأسود ]

المعتقلُ
( حضانةُ الأفكار )
الألبوم
( أرض الموتى )
الضحكُ
( لونُ العقل الفاقع )
النبيذُ
( الدمُ السرّي للفلسفة والفردوس )
القصيدةُ
( كازينو للقمار بالنساء والتواريخ والأوثان )
أيها المُختلف ُ :
كم من الرموز ستضيعُ بعد بصماتكَ

[ الأحمر ]

قل لي بحق السماء..
لمَ العجلة
وأنت تهيلُ البلاتين على مقامي .
قل لي بحق الأرض..
لمَ أنتَ في سريري معفى من الرسوم
الجمركية .


[ بالأسود ]

التشتتُ حول أطرافكِ
فضيلةٌ .
وكل غريقٍ في ممرٍ منكِ،
هرقلٌ
ببطاقة
تعريف.

[ الأحمر ]

الشيطانُ ذو الكرافيته المرقطةِ بالغيوم
والأيام والحشيش،
أهداني كمنجةً من عذابهِ.
أنا المثقفةُ بورطتي فيه.
كلما استشهد منه جزءٌ في واقعةٍ..
يطلبني لحانةٍ له على مثواه.


[ بالأسود ]

الأرضُ
تفاحةُ
الله
الملونة.
وأنتِ لونُ اللهِ في تفاح الأرض.
هكذا..
( الخطيئة مخطوطنا المجهولُ )
هكذا..
السريرُ المفتوحُ دون يانة..
والهباءُ
بتضاريسه
يطبقُ.

[ الأحمر ]

مفتاح النور..
وتعرفُ أين يكون من ي.
فتعال..
خذ من نومي حلماً لتسهرَ
عليه.
أيها المنادى المقصود في عراب
مسراتي.
الفاتح طاولةَ العواصف المستديرة.
حيثما تجدني..
جددني.


[ بالأسود ]

يخرجُ من باطن العقل
إلى ياقوت العصيان،
ورأيت نفسي يفرطُ بشراب
الورد.
ومنه
( ترويضكِ بالغيبوبة الكبرى)

[ بالأحمر ]

وقعتُ من نوافذي بطيشٍ عليه.
فنسقني ثمالاتٍ مغترباتٍ في الهذيان
مفترشا ًالطريقَ إلى ما يعول عليه.
ومفترساً كنوزي.
يا للسيجار الهائج
يخرجُ من العلبة
والبودرا تتبخرُ منهُ


[ بالأسود ]

الملكةُ الواقفةُ في شرفة القصر
تضعُ السلطةَ في السلّة
وتضحك
بعدها
ينمو كلبها بين ذراعيها
عائدةً بهِ لسريرها في اللوحة
حيث مصبّ النهر
والعطرالمقدسُ
والبرلمان.

[ الأحمر ]

أمسكتُ به وصحتُ :
غردّني بفوانيس مناجمي.
خذ مني التركات.َ
لأسعفَ ما في النفسِ من ملذاتٍ
لم تكتمل هوامشها بعد.
صوتني نوتةً بلا قرار.
لأكون سيدةُ هلوساتكَ السعيدة.


[ بالأسود ]

الفمُ غائمٌ.
وهو كالعادةِ مقدمةٌٌ لضمةِ الفاعل.
مقدمةٌ لمقص الكلام.
مقدمةٌ ستكون سريراً
( يتنهدُ عليه اغترابنا )
حيث النبض المكسورُ يسيلُ
عطراً
لتدوينِ
تاريخ
الرذاذ.

[ الأحمر ]

جُرعة صغيرة من التصوفِ،
وينكسرُ الزبرجَدُ في نهدي.
بعدها تندثرُ الآثامُ..
لأرثَ منكَ رطباً لأيامي.
خاتمي فمُ ذئبٍ..
وسلاماً على كلّ منبعثٍ
في جريدتي.


[ بالأسود ]

على
سلالم
الفستان..
الشهواتُ قطعاناً قطعاناً تخوضُ
في الوصف.
فكم من الأصابع على قميصك
لجمع الموسيقا.
الحكمةُ: جرسُ الساعة المعطل.
السلالمُ: درب الأفكار للصداع.
( والفساتينُ أسوأ أجفانٍ عرفتها ادُ النساء )
فمن سوى الليل..
يطأ حقلكِ السرّي،
وفيه صفاتهُ تتجمعُ.
القصرُ يرتجفُ تحت ضبابٍ أسود.
والأعينُ عليكِ العناقيد.

[ الأحمر ]

البريدُ غامضٌ..
يتعثرٌ بين طبقات الظلام.
وأنا المُرسَلةُ إليكَ بالفاكس.
فكن راسخاً،
وأنتَ تفضّ جسداً
كلّ جُملهِ من روايات البخار.


[ بالأسود ]

نحن الرجالُ الرماديون.
صانعو المدافع والدساتير والدروع والأكفان
والقلائد والتقاليد والسجون وماكنات الخياطة والألفاظ
والرغبات.
نحن سيافو الأسرةِ وبناة المصاطب
وحطابو الدفاتر والقواويش.
نحن أصحابُ السوابق والشواربِ والتأليفِ
والخناجر والجنايات.
( نحن الذين من مخلفات الطوفان )
نُجلسُ التاريخَ في أحضاننا هكذا..
ونُدير المفاتيحَ في اللحوم.

[ الأحمر ]

كنتَ تمرُ ولا تلتفتُ.
وحينما ألقي عليكَ بأحجاري الكريمة،
تذوبُ.
الآن..
مضطرة أن أذبحُ شهوتي
كي لا تكون
عصافيري رهائن في مؤخرة القلب.


[ بالأسود ]

يتحدثُ عن رمالٍ نائمةٍ في شعوب.
يرى التاريخَ
( زجاجةً سقطت في العين سهواً )
لينكسرَ ماؤها.
يتحدث عن خيولٍ تخشب ضها.
يُهمشُ صحةً،
كأنها جزيرة تموء على خطٍ بعيد.
ويستعمل الأملَ عبارة
فاسدة.

[ الأحمر ]

أشقُ في قنينة النبيذِ مجرى..
وأسبحُ إليه حتى مصباته.
هو الذي يشربني بثيابي،
ويتركني في القعرِ كوماتٍ من خيوط.
الرجل الغابر ذاك..
ما زال من سادةِ البنائيين
لمتاحفي.


[ بالأسود ]

المدنُ نقاطٌ فوق رؤوسنا.
( والصقيعُ قوسُ الجنونِ المُقزح )
يطلقُ أنفاسهُ على الوجوه.
نحن حملةُ المطر وهدير السجون
والصحارى.
الآن..
نريد اختراع أرضٍ،
لا تحلقُ كالبالون فوق وبنهاغن،
ولا تطردُ من صدر المرأةِ
( قططها البريّة )
عيون النساء بنادقُ صيد في النهار.
وهنّ في طيف الكأسِ،
مدنٌ تتشردُ في ليلها العنادلُ
مصحوبةً بهمس ٍ عميقٍ من خطى
الله.

[ الأحمر ]

التاريخ..
يا للحسرةِ.
لقد غسلتهُ لك بالبكاء والصابون
حتى بُليت عظامهُ واختفى.
الحبّ..
يا للحسرة.
بناية قضت عليها زلازلُ خياناتك.
والآن..
ما من أحدٍ لإسعافِ من تبدد تحت الأنقاض.


[ بالأسود ]

منذ أن علقَ الطيرُ نفسهُ
صورةً على الحائط،
صار
قفصاً
للذكرى.

[ الأحمر ]

لأغراضٍ خاصةٍ..
يقتحمُ علىّ كتابي.
والوردة التي زرعتها بشعري
إليه،
يقطفها للاصطيافِ في مخدعي.
يا له من وليمة.
كل قبلةٍ بصاعق.
كل حرفٍ بنحو وصرف وهوامش.
ودائماً..
تتضخمُ البلاغةُ مع تموج
تلك الأصابع.
ولأغراضِ التخلص من نمو الثياب..
( يشتعلُ الغازُ. ليمرَ في منامةِ الحبر الأبيض )
وهنالك..
كل جسد يحلقُ لحيتهُ
من أجل البركِ التي تلبطُ فيها
الأسماكُ وقواقعُ البنفسجُ وشفراتُ
الدراما.


[ بالأسود ]

أيها المخلوق الجغرافي.
يا فقيدَ النوم.
دع الأميرةَ
( تقتبسُ الأمطارَ لعشها )
دعها تكسر ُ قارورةَ الجنون تحت شجرة
الشيطان.
ثم ترمي بأرتال المحاربين
القدامى من على التلال.
( في عين كل عاشق خربشةٌ لا تُمحى )
ويومَ يأوي الحبّ للجبال..
تنزلُ الذئابُ في أباريقنا
للحديثِ عن الزجاجِ المحطمِ
بين المفاصل.

[ الأحمر ]

سوبرانو..
كان صوتي خلفكَ في ذلك النهار
المشقق.
يومَ تركتَ تيفوئيدكَ بين بقاتي
وهجرتَ.
( قرأتني العواصفُ ذات الدمٍ الحار مقاطعَ مقاطع على نفسي )
وكنتُ مغسولةً بستائري.
ومشتهيةً لشمسٍ لم تكن من يناتكَ.
لذلك في التصحر،
اصعدتُ
صوتي
إلى
الله
لابحث عن طاووسٍ آخر هناك.


[ بالأسود ]

وسالتني :
إن كنتُ قد اقمتُ في بلدٍ.
سالتها :
وهل من إقامةٍ على سيف.
فقال هامشها :
إن الغريبَ
( جثةٌ لم يخسرها أحدُ (..

[ الأحمر ]

أنتَ قتلتَ طوطماً..
لتظفرَ بي.
الآن..
ما من قتيلٍ لأظفرَ به واك.
ايها العرابُ المقيمُ في بيولوجيتي.
ما أجمل إرتفاع منسوب البحرِ فىّ،
وآثاركَ غارقة.


[ بالأسود ]

قلبي الذي اسميه كرسيّ
الليل.
( والذكرياتُ آثاثهُ )
يجلسُ بيني وبينكِ ائحاً
في مرآةٍ ليغترب.
( النساءُ حبرٌ لتنقيط الزمان )
والحبّ جملةٌ لا تكتمل.
تقول اولاهن :
أنا جناحٌ على خطوط هواه.
ويُقشرُ نهدّي في أعاليه.
تقول الأخرى :
لهُ يختٌ،
يمرُ في نبيذي ويصطادني
بين الزلازل.
هو الذي يجعل عشّي مرصداً لحركاتِ
النجوم.
وكلما اشتهاني..
أخذني من خصري لضواحي
السموات مشياً.
أبريقهُ الفضي ممتلئ بالخمور.
وأرضهُ مخدةٌ لأناشيدي عبر المحيطات.
تقول ثالثةٌ :
( أنا في ساعتهِ، أرجوحةُ الياقوتِ الباكية )
فيما العنبُ تحت الضوء.
ومنهُ تتسربُ أبخرةُ المتصوفة إلى نادي
العراة.
وسلاماً على ربيع النمور.

[ الأحمر ]

يداك..
وبعدما رفعتا الصحراء عن نهدّي.
وجدت نفسي امرأةً ماميةً،
أعني باخرةً تشقُ الفلفل الأحمر
لتصعد إلى هناك.
حيث تغني أنتَ للحطب.
ولسور الصين وللزنابق المرتفعة مع ئبق
المحرار.
يا إلهي..
الحرارة
الحرارة
وأنا أتمدّد..
بينما
( نظرات المدافع السوداء )
تمزق قميصي مع صورتك في الالبوم.
أعرني ما عندكَ من ابات..
لأطلقَ الطيورَ في ترابكَ.
ناولني منفاكَ،
فقد حلّ الظلامُ مبكراً في عظامي
وجلسَ.
تعالَ..
نُحررَ الكآبةَ.
ونفر من سبورةٍ يتراكمُ العنفُ على وجهها
وكثافةُ الأسلحة.
ألستَ أنتَ المُلقى مرساةً
لسفينةٍ لا نعثر على ظلالها إلا في الاساطير.


[ بالأسود ]

دع التيه يتدلى فوق الرأس.
وتعالي نتنزه في الانترنت.
فهي
أولى بلداننا
المحررة.

[ الأحمر ]

الحبّ الفطري.
فاقدُ الوعي على الدوام.
وكنتُ في ملفكَ،
أقرأ القصصَ البوليسية
عن ذخيرتي.


[ بالأسود ]

اجتي في المصعد.
وأنا
( أمتطي حيرتي بين الجبال )
هي التي تسترخي بعيونهِ،
لوحاتٍ شققتها العواصفُ ما بين الماء
وشناشيل الياسمين.
فكم من الخطوات..
لتستريحَ الروحُ من الهوامش.
كم من الحروب..
لأتجهَ للمكان ذاته،
مسترجعاً اللغةَ.
( حيث كنتُ أسكنُ ِغرَي )
تفتحُ مصعدهُ..
فيلوذ بين طوابقها حزمةَ بردٍ
تفككت قوائمهُ من التداعيات.

[ الأحمر ]

يا عبادَ الشمس..
كفَ عن الإلتفات إلى سواى.
هاته في مذبحي..
وبعدها،
لنغلقَ الشوارعَ بتنهداتنا.


[ بالأسود ]

شفتاكِ الأميتان..
تقفان على أول سطرٍ من الجسد.
وقرب آباركِ الإرتوازية،
لنا شققٌ.
( نحن الأرواحُ المجندة لتكنولوجيا المجاز )
نشيدُنا في المدرسةِ ضالٌ،
لا يعرف رأسهُ من قدميه.
وورقنا،
كلما لمستهُ المعلمةُ
( تكهربت ركبتاها بسائل الكيمياء )
ودائماً..
سبورتنا حبلى بجملة :
العاشق مقطوع من شجرة
القاموس.

[ الأحمر ]

لم افهم ما كان يقال عن شحمة
الأذنِ.
لكنها تصيبُ إنوثتي بالهياج.
فبعد زوال كل شمسٍ،
ثمة ما يصلحُ للعمل :
نمرٌ
يهاجمُ
مروضهِ.
ومن ثم نستسلم لمفككِ الأرواح.


[ بالأسود ]

عندما يثرثرُ الحبُّ..
تزدادُ
الطاولةُ
( بدانةً )
ويطير
الأقحوانُ من منارة الرأس
كالخفاش.

[ الأحمر ]

أيتها الوحدةُ..
يا فستاني المُعرقُ بالأعين.
ها أنتِ تجثمين على ركبتيّ بجبالكِ
العريقةِ.
تلقينَ عودَ ثِقابٍ برأسي،
لتشتعلَ أكوامُ الذكريات.
أيتها الوحدةُ الشاهقةُ.
كم من زمنٍ فاتَ عليكِ،
دون أن يهرم لك وجهٌ..
دون أن تمتلئ فاتركِ..
ودون أن تذوبَ عن ركبتيّ المخطوطاتُ
المجففةُ لتلك الليالي.


[ بالاسود ]

الحبّ هديلٌ ان.
تحته العاشقُ يجلسُ،
مطلقاً في الحلم الرصاصَ الطائش.
وكم تمنيتُ،
لو أن البكاء غير السراب.
يخربشُ سبورة الأجفان،
ولا يجلس بين تقلبات الحواس.
ربما كان
( قلبي الذي وصلَ القصيدةَ مبكراً )
وقبل أعوامٍ من هبوطي على ضِ
الجنايات.
الغريقُ المتعددُ..
ذلك هو أنتَ أنا هم.
ونهدي المؤرخَ لأشباحهِ في النحيب.

[ الأحمر ]

يا إلهي..
ينحتُ في رحمي تماثيلهُ.
ويقولُ لم أبلغ سِن الرشدِ بعد.
هو الذي تشرد على سريري عمراً،
مُدعياً بأنه ما زال في زكامِ
طفولته.
فيما تكتكاتُ ساعتهِ الحارة،
تلقي الحطبَ في الشرايين.
ومن ثم تبعثر آثاثي.


[ بالأسود ]

كل شيء يروق لي..
عدا جرس المدرسة.
فهو يُقلقُ جدي في قبرهِ الطويل.
أليس..
ألهكذا..
( يلقي الرأسُ نفسهُ مخطوطاً )
في أعالي فخذيكِ،
لتطربَ النصوصُ بعيداً عن مشاط
النقاد ومخالبهم.
يا للقلب..
لا يريد كرسيّاً لنقاطهِ بين مراتب
الموتى.

[ الأحمر ]

يا للضوضاء على طريقكَ أيها المستعمرُ
العاطفي.
القلبُ ذو التنورة الموسيقية،
يرسلُ باللاسيلكي إليكِ ارتهُ.
يا لنهديّ..
وهما في اللذةِ.
في أقاصى الشناشيل،
ويتنفسان العطرَ بواسطةِ
خراطيم تلك الرمايات.


[ بالاسود ]

في الأعين التي ترّن مواقدها ون
توقف.
سنعثرُ على زهرة النصّ.
حيث الورقُ مخصبٌ بالأزمنة.
وتمتلئ
فراغاته
بتلك الرغبات المتجلية..
بتلك المصابيح الغارقة
على الوجه.

[ الأحمر ]

له نزوعٌ لردمِ هاويتي بأحجارٍ
كريمة.
ويا ما هدّمني بين شفتيه.
ويا ما ترسب حول خاصرتي صهيلاً
بقرون.
ويا ما تمرّن في مايوه حداثتي،
وكسّر آلتي الكاتبة بحروف الجر
والإغماء.
ويا ما تناول من صدري فطيرةً
محشوةً بالتفاح.
ويا ما ذرّني فسفوراً على واسّهِ،
ليهتدي إليّ ليلاً.
هو الجالسُ الآن في حضانتي..
مدفعاً سكراناً بدمعٍ من نصوصه.


[ بالأسود ]

لا تسترد نفسكَ من مخيلةٍ،
دع نون النسوة،
تتسلق الكأسَ من قعرهِ
( لتقبيلك على الحافة )
يا صانعَ التيه في الأسئلة.
ألا من عودةٍ للغائبِ في غير البريد.
( حزنٌ يترملُ صمتاً في بار القوى العقلية )
وبلادٌ..
مصفحاتُ كوليرا تجتاحُ النصوص
مسرعةً..
ومخلفةً وراءها الهجاءَ وملاقطَ الحنين.

[ الأحمر ]

فمي المزدحمُ بسكانِ التأوهات..
يُبصركِ بشفتيه.
فمي الآيل للسقوط.
فقلدني بالبوكر وساماَ،
ودع الصاعقةَ في ليلِ القمار
تقتلع كل قبابي
لأتنهدَ
لأستريح.


[ بالأسود ]

هنا الوطنُ الأمُ..
نزيلاً في فندق.
( هو الآخر هارب مثل كتابٍ من جلده )
أغانيه في يوبهِ،
وهي آخر الليل قطنٌ
يخرجُ من تربة العقل.
أيها الشهوةُالمعتةُ.
يا مصطلحاً شرقياً يختزنُ أساطير الموتِ
والإرهاب والترحيل.
أنتِ أم الحيرةُ بقُ
الحبرِ.
وإني لأشم رائحةً لبلدٍ في البعدِ..
وبعداً في بلدٍ.
( على جبهتي ألفٌ من الصحارى )
تتدلى تائرها.
تلك البلادُ قفلُ سكرانٌ
في المجهول.
أمامها أقدامنا تسقطُ،
وتلك القلوبُ متفحمةٌ كموسيقا القُدّاس.

[ الأحمر ]

مولعةٌ بكَ.
لأ.
متوعكة بجراثيم شِعركَ.
بطولِ إنفجار نظراتك الفاجرة.
يا من رسمتني على جسدي معلقاتٍ،
وأبكيتني في مقطعِ الوسط.


[ بالاسود ]

الحلمُ الراكعُ ليس ملكاً..
الضمير الغائب صناعةٌ وطنية..
وكنا هناك،
نتلو طيشنا أمام ضريح
التاريخ.

[ الأحمر ]

أبيقور على البيانو..
وثمة شموسٌ في منتصف الليلِ
تهذي.
وكان بعضكَ من يفردس لي هنمي،
لتسقطَ في ساعتكَ مؤنثاتي.
أنا المتفتحةُ عطراً بين تلك
الطبقات.
أنا الهاذيةُ بكَ..
أيها الشقي بسجل نفعالاتي.


[ بالأسود ]

يوم فرّ الشيطانُ الأعمى من يقتهِ
القديمة،
ترك لي ساعتهُ
تدورُ في نفسها بين الكراسي.
آنذاك..
لم يكن بالامكان غير الإسترشاد
بالحرائق.
حيث العويلُ معابدٌ مرتفعة.
و
( الأيامُ جدرانهاالكؤوس والكلمات )
أليس ذاك خيالاً،
ويُعطرُ قمصانه بالقليلِ من الوحدة.
وأنتِ وكل ما وطأتُ فيكِ من مدنٍ وخمورٍ
ونساء وأسهمٍ نارية.
تغوصين الآن زورقاً في الظلام.
( الحكمةُ بلدٌ مهجورٌ )
وتنتمي لسؤالٍ في الأرق.
وتلك عيني :
برتقالة تجفُ أمام إبتسامة السيف.
أهي أجسادنا..
خرجت من هياكلها،
لتسيلَ في الصحراء من يد.
يا لتلك القسوة المتقدّة :
يتدفقُ فينا ماؤها العسيرُ.
وكل النسيان..
لكل الأرض..

[ الأحمر ]

تعال نُقلدُ الفريسةَ ../
وساماً عن حشمتها بين نقاضنا.


[ بالأسود ]

كل بلادٍ منفى.
والسنواتُ المحمولة على تافنا،
( مناجم بلغت سِن التقاعد )
العروقُ مصاطبٌ ويلةٌ..
والجلوسُ امٌ.
تقرأ أرضاً.. فيكون البخار.
تفتحُ نصّاً.. فتأتيك الممحاةُ.
( ولا بد من قطار ليغادر هناك )
عمرٌ
يلفظُ
ثيابهُ
ويطفو
قنينةً
فارغة.

[ الأحمر ]

قطعَ الحزنُ هُ..
وترسبّ تمثالاً في ملف أحوال
الخمرالشخصية.
سيمر زمنٌ ليس بالقصير،
لتكتشفَ إن للفخذين مرايا
تغوص بها النمور.


[ بالأسود ]

يدي المخطوطُ.
تقعُ.
( ترسمُ السأمَ والريشَ الكهل للطبيعة )
يدي بريدٌ لا تنام.

[ الأحمر ]

ينصبُ الفخاخ على طول
فستاني.
يدخلُ ذاكرتي من باب الأساطير،
وبقلمٍ من اصٍ،
يقلبُ في البحيرة الحمراء
قاربَ القصيدة.


[ بالأسود ]

كمن يبني سريراً على نيران..
كمن تخضرمت فوقهُ النصالُ..
الحب في الشرق شاربٌ.
حبلُ غسيل.
ذئبٌ مُحبّرٌ بالديناميت.

[ الأحمر ]

استعمال الفراملِ في الخبّ
حرام.
لذا
وكلما أسرعتُ ليكَ،
أتدهورُ.


[ بالأسود ]

نقطة الحليب التي نُسميها القمر،
ونسهر تحت قبتها،
نطبعها الآن على ثيابنا زخرفةً
لحبّ.
أخافُ الرملَ يصعدُ كرسيكِ المجنون..
حيث
( الثعابين ديكورات الصحارى )
وما من عينٍ لاجتيازها.
( العشاقُ خطوطُ هواء ٍ تتكسر وقت العناق )
( الموسيقا.. تتقدمُ الفساتين في تواريخ الأرواح )
وأنتَ سؤالُ بركانٍ،
يقفزُ سياجَ المدرسةِ،
متهكماً بأساتذة العقل المستطيل.

[ الأحمر ]

لم يكن مطري صالحاً للاستعمال
في ذلك النهار.
وريحي التي دفعتني نحو ما فيك من بساتيني،
رأتكَ هشيماً.
أنذاك..
أقفلتُ على نفسي هاذيّةً :
أن لا مفر من الحوادث في ذلك
السرير.


[ بالأسود ]

يوم ركضنا نحو التلال..
لم نرَ غير ثيابٍ لعنادلَ نائمة
في النصوص.
( كان الصيفُ تلميذاً يقفزُ بين السطور )
ولا يرغب لألوانهِ ترسيخاً في تابٍ
أو في وداع.
المناطيدُ في هاوية من نحب..
هبطت.
وأنتِ الكراسُ..
نُفككُ بين أفخاذهِ الزلازلَ باستعجال.
( من اية مواد تصنعُ الرغباتُ عروشها )
كيما في الفناء،
نجلسُ بمعية الكواسر

[ الأحمر ]

وكان ليلكَ داخل مصباحين
على صدري يغني.
ومع إرتفاع الهبوب،
الأرجلُ تترنحُ فوق الهضاب.
والكرزُ
يملئ
الأعين.
( تموجات القميص الطير )
أكثر علواً من الشهوة.
وأفظع إيقاعاً من غرق القصيدة
بين مداخن العطور.


[ بالأسود ]

تخيلتكِ تاباً،
وكنت معي هوائي أتكسر تحت الغلاف.
وكان
الله زجاجتنا المملؤة
بالأبد.

[ الأحمر ]

أيها المتوحش القديم..
لا تسحب قـُواتكَ من لوحتي الضيقة.
اختلسني ليغمى علىّ.
فأنا الغارقة بلون عقلكَ
الباطني دون استغاثة.
تذكر
مذاقي في العريّ.
وقلبني آخر صفحة في الحب.


[ بالأسود ]

الهدهدُ الذي طارد النومَ برمحه الأسطوري،
ورابط في الرأس.
يترك الكلماتَ أعوادَ ثقابٍ
( يهزّ لها النبيذُ خصرهُ )
هُدهُدٌ وجههٌ اعةٌ..
يسيلُ منها الحنينُ صمغاً على ار
أوروبا.
فمن أرشدني للغرقِ العريقِ فيكِ،
و ) صاغ الماءَ حانةً )
تشربني فيها الأغاني كتلاً من بواخر.

[ الأحمر ]

) ستدرك أن لا تمثال في القطب غير الظلام )
( ستتجمد عارياً إن كنتَ نشيداً من ير العقيق )
( ستقعُ اللامواطنةُ جثةً تحت َدقاتِ المخطوط )
ستقول: تلك ثرثرة ما قبل النوم.
وما أنا إلا بحالم،
وقد تهشمت بيدهِ اميرا.


[ بالأسود ]

ثمة كرسيّ
لا يعرفُ الهدوء.
الجالسُ أميرٌ من زجاج..
و
( الجليسُ قطراتُ واء )
و
( كنتُ عيناً مختارةً ليوم قيامة النظرات )
الأثوابُ عالياً تتدهورُ.
وتحتها الأجسادُ شناشيل.
وكل سهمٍ،
في نهاية المراثون فحمٌ.

[ الأحمر ]

هنا
الربعُ
الخالي
موصولاً
بموجاتٍ من الآثام.
وتلك الأبارُ بين الأفخاذ
كانت
مناجم الماس.
هنا
القبابُ وحولها القتلى يصلون.
هنا
التختُ الموسيقي،
وخاتمُ سليمان المايسترو.
هكذا وزعني ذلك الشيطانُ،
ثم قطف التفاحةَ ليدخلَ
في غيبوبتهِ مُنغماً.


[ بالأسود ]

اثنان
يدخلان
ثمرةً
ثم يختفيان في البذور.
كنتُ أتخيلهُ باللامكان وممتلئ بالأرض :
( الروح )
كنتُ أجردّهُ من ألقابهِ ومن الأوسمة :
( الغرب )
كنتُ أراهُ التصحيح الأخير لمجلةِ العقل :
( الطيران )
كان متأخراً ويأتي بوقتهِ :
( مجندُ الذكريات )
هو الذي لا يترك في الارحام ماداً :
( النبيذ )
كنتُ الزمن تحت شمسٍ مُعلبة :
( التيه )
أنا صاحبُ البزة السوداء،
المتقدمُ في القشدةِ صامتاً ما بين شرقٍ
تملأ الرماحُ ئتيه،
وغربٍ يدخنني تحت معطفهِ محواً وإغتراباً.
( سأترك الأفعال نقالات للكلمات )
وأُحضرُ تاكسياً للفرار من القواميس.

[ الأحمر ]

مرّ الشيطانُ الصبي بي.
فككَ أنظمتي وحركَ كلاسيكيتي
العمياء.
دمرّ قلاعي وأوزاني وأعمدتي ومخازنَ
التراث.
افترش تُحفي تحت الأقواس والقناطر.
شدّني من ضفيرتي الثالثة.
طرز فمي بالتريكو، ليمسحَ عنها ار
الجفاف.
نعى جُمَلَ العهد القديم في خنادقي،
وأدخلني مجموعة آلاتهِ النُحاسية.
دحرجَ المراهقةَ على طول جريدتي.
حرر العنبَ في دورق صدري، وذبحَ
العجلَ الجاهلي في عيد ميلادي.
أطلقَ في جسدي قصيدةَ النثر،
ومنها كانت قوافل المصابيح.
أكان من أجل أن يأخذني لفراديس التعبير،
وأكون شرحاً لبلاغته.


[ بالأسود ]

جسدكِ المتحركُ في المجال الأيروسي..
( وصفٌ لأراضيه )
جسدكِ المأهولُ بالرموز..
( ممحاةٌ للوصف )
والحبُ نظرةُ عطرٍ مدموغة على الوجه.
( هل ما تأخر منكِ في اخلي )
مأدبة لشهوةٍ تُحلقُ فوقها الطيرُ.
( هل كلما خمرٌ تقدمَ نحوكِ خطوةٌ )
وجدتكِ نزهةً بين بالي.
( تلك أجسادكِ )
ونستصلحُ في أعاليها حقول الألغام.
تلك جبالكِ..
نفككها تأوهاتٍ لا تكرر خلق نفسها
في مبانينا.
تلك تواريخٌ..
نسحبُ من أسنانها العصبَ،
كي لا نتذكر.
تلك خمورٌ..
نسندُ رؤوسنا على ظلالها،
ونتألف.
تلك وسادةٌ،
تطرزُ ظهركَ السنامِ،
لحظةَ أن تفترسَ الساعةُ عقاربها
ويذوبُ الكونُ زجاجاً سلسبيلا.

[ الأحمر ]

بربري
في
لمستهِ
الأخيرة.


[ بالأسود ]

نسلُ الفيضان.
خطواتهُ على الخرائط.
( والخوفُ شرائحٌ مُجمدّةٌ في ثلاجة العمر )
نفسٌ تضيقُ على ذورها،
والعنبُ
غيمُ
مملكتكَ.
وسنمطرُ دون اعتراض.
( لا أريدُ حاضراً إلا الماء )
ولا أرضاً مدّها معٌ،
وجزرها
وداع.

[ الأحمر ]

على الدوام..
أندمجُ بعتادٍ لكَ في النصّ.
استوفي شروطي مخطوطةً شُحنت
بالزمردِ والفسفور.
أنا الدائمةُ على عرشِ هلاكي فيكَ.
كلما لمستَ ومبيوتري،
تشتعلُ أقراصي الممغنطة،
ويتطاير الوندوز حتى تهشم
المركب الموسيقي.
أيها المذكرُ اللاسالم.
ذكرياتكَ منكَ قطت..
وها طعمها بين مخالبي يئنُ.


[ بالأسود ]

على متن زورقنا البخاري..
نحملُ ليلاً رقيقَ السيقان بين النجوم.
فكل ما نشتهي..
( أن تتركي لأرواحنا من جسدكِ قبّةً )
نطوفُ
حولها
قصاصاتٍ من بخار.

[ الأحمر ]

في اليوم الأول..
أنهى حفرَ البحيرةِ بسرعةٍ
خاطفةٍ.
شيدّ جسراً،
وحررَ الطوفانَ في المجرى.
في اليوم الثاني..
أبعدالغيمَ عن صدري متذمراً.
ثم طاف حولي وانقرض.
في اليوم الثالث..
لم يحفر
لم يحلم
لم يمر.
قال إنه من نسل الصفصاف.
وأميّ بالضبط.

[ بالأسود ]

المضاجعة
طلقةٌ في برزخ ما بين السيقان.

[ الأحمر ]

ما بين جُرمِكَ والأجرام السماوية،
فسحةٌ
للتنفس.
كل خطوةٍ إليكَ طريقٌ ثملةٌ.
كل إرتماء عليكَ،
قصةٌ لصيدٍ في البراري واللغات.
أنتَ يا عربدتي المُنتخبة وأدبي المقارن.
هل من نمرٍ،
يقفزُ السياجَ،
ليفتكَ بسكانِ خزائني.

[ بالأسود ]

تعالي نقفُ مثل الحب
( وحتى تفتح رغباتنا تحت المياه )
تعالي..
كأن تكون الريح اً،
ولا تقطعهُ غير النجوم.
تعالي ذات يومٍ من سمواتكِ
قبل أن نغادر ألبومَ البحرِ ورةً،
وننسى ما كنا قد فعلناهُ
في الغرق.

[ الأحمر ]

أنت العائمُ بمجرى ثمالتي..
سأخطُ هجرانكَ على تلك الوسادة.
ساقتلُ في ذلك الكأس امرأةً
على مناماتكَ تتردد.
سأخطُ ناراً،
لتصيدَ لي ليلةً من جيوش لياليك.
فما من مقتفٍ لآثاركَ بعد الطوفان.
الضبابُ يرسمُ صورةً لمنازلكَ
في مصابيحي.
والنورُ الواقفُ في العقلِ،
يودعكَ في قطارٍ،
نزلت منه الحقائبُ والركابُ
والشهوات.


[ بالأسود ]

وخلقنا لكَ الكتابَ أرضاً.
وجعلنا الكلمات نباتات ومنازل وأرواحاً
وصهيلا.
نحن الأجلسناك مَلكاً على الغلاف.
وتركنا الأوراقَ اعاتٍ،
تُزينُ بها النساء في مباني
اللغة.
هي الأرضُ..
جسمُ زجاجٍ يرتجفُ .
وذاك
( كرسيّكَ الغامضُ أكثر من الموت ارتفاعاً )
( أرضكَ العاريةُ إلا من فضة وتخيل )
( زمنكَ الوعلُ النازفةُ منهُ يابهُ )
فستصور ماذا..
غير قوائم الجليد في الحب.
غير الفرار من الأساطير.
وستشرح ماذا..
وأنتَ الجبلُ المفترضُ في المتخيلات.
وأنتَ الشجرُ الذي يطير ُ.
أي نوعٍ من الجبال.. تحمل هتافاتكَ.
والكونُ
مدخنةٌ
تطاير من أنفها السهامُ.
نحن الذين خلفنا الذئابُ رواياتٍ
يملؤها
الدراميون
بآثاث اليأس.

[ الأحمر ]

زينَ بالحرائق ي..
وتحت تنورتي الضيقةِ،
واصلَ الكفاحَ.


[ بالأسود ]

أنتَ لا تبلغ نوماً على ورقٍ
على أرضٍ
على سرير.
كلما مرّ وقتٌ من هنا،
صحتَ يقظتي.
وكلما رأيتَ قمراً بين أطلال ٍ،
قلتَ:حبّي،
وبهِ النسيانُ يمشي ويشع.
البلدانُ خرائطٌ مجففة.
والمراكبُ أرضنا الأخيرة.
وهذا الجسدُ الذي ينمو مكاناً،
ولا الأرقام يابه.
أي تاريخ تفتتح..
وتكون أيامهُ خلاصةٌ بلا عبيد.

[ الأحمر ]

كان يصعدُ بلاً..
ليشعل فانوسين على صدرٍ
يحتلهُ الزبدُ.
كان يقرأ في التفاح،
ليرشدَ أصابعهُ نحو ملاحمي،
وكيف تتموضع في شقوق الحواس.
كان يدلني على تفي،
وبلهجة ميرال،
يأمرني لأكون على مقياس يختر.
كان يقتلُ الخريفَ،
ويهربُ بقرطاسيتي لطقوسه.
كان يخدعُ ثعالبي بأفكارٍ،
تخرجُ منه البخار.
فيجلسني في منطادٍ ويطير.
كان يخيطُ من السحاب ثياباً،
لجسدٍ يفرّ مني ليه.
ويومَ ماتَ فيّ فاحشاً،
علقتُ الديكتاتورَ من فاتهِ
على السبورة،
لأقرأ ما كان يخبئهُ لي هناك.


[ بالأسود ]

سيأتي العدّاؤون..
وإن لم يصلوا.
سيأتي الحالمون..
وإن لم يحملوا التيجان على رؤوسهم .
لقد القينا الأرواحَ أعشاشاً على المياه.
وجردّنا العيون من رائحة النظر .
قلنا: الحذاء هوية ُ التيه .
قلنا: المرأة بلادٌ بلا حدود.
وهي آخر غيمة للاغتسال ...
وآخر وردةٍ لنا من الإرثِ القاحلِ للفلسفات.
قلنا :
وامتلأت أفواهنا بالغروب .
فكيف نصطادُ من تلك الذكريات مسودّةَ
لعندليبٍ.

[ الأحمر ]

التفاحةُ بين يديه.
وأصابعهُ
أمشاطٌ تُسرحُ أرواحَ تلك الشهوات.


[ بالأسود ]

يفتشُ النومُ في جريدة الليل عن ثيابِ
وصيفاتهِ.
فيما الحالمُ ممدداً على خطوطِ
البراكين،
ويترجمُ الأسى.
أتتبعُ..
كيفُ أتبعُ طيشَ المكان،
والأرضُ موجزُ وردةٍ تُقسمُ ذاتاً
نحن لالها.
القيامةُ تملأ النصّ.
قلتُ: لا أتبعُ تاريخاً خابطاً
في منفى.
ولا أميلُ لبلاغةٍ في أرومة التراب.
بحرُ الشمال المتحفُ..
الربعُ الخالي السيوفُ الثملةُ..
فلا تنظر أيها الملاكُ،
لجذورٍ سقطت منكَ داخل مرآة.
دع الماءَ بلا فواصل في تابكَ
أو يابك.
فنهارُ ديسمبر ةٌ،
لا تستطيع أوروبا حملها.
مثلما في نهاية الدفاتر الجبالُ.

[ الأحمر ]

يوم لا أكون في شقتهِ.
يوم لا أُدخلهُ في نسج عطري.
يوم لا أرسلُ إليهِ شفتيّ بالبريد
إن تأخرت.
يحرقُ كل الطوابع.
يقتل كل السعاة.
ويذهبُ لكل النساء.
ليهلكني اللهُ على مصائبي مع الشيطان
الإمبريالي.


[ بالأسود ]

على ضفة الشرق المكسورة،
فلاسفةٌ ينحتون التماثيل في المحابر.
وفوضويون يرمون خيولهم تحت الأجفان.
وعاشقون يعتمرون الكؤوس قبعاتٍ
في هيئة أركان الدم.
( الحب قنصلُ اللا وظيفة )
وأسألكَ :
عن طوفانٍ يغطي رؤوسنا بمظلتهِ
تحت النجوم.
سألتكَ :
السريرُ دولةٌ ام تدويل.
ولم ترد.
كنتَ تنظرُ في مسودّاتِ واسكَ
وتنتحب.

[ الأحمر ]

ما أهونَ أن يقول لي :
من ذكرُ الأرضِ.
وما أهون أن أرد عليه :
خبيرٌ تقطعت قاماتهُ في تيه الشهوات.


[ بالأسود ]

أن تخلق نفساً لأجل الطوارئ.
أن تؤلفَ عشرات الشفاه من فمها.
أن لا تعرف أية قدامٍ،
ستسقط منكَ في الرقص.
( إن النسيانَ حيوانٌ ليفٌ )
يقضي عقوبته في منامةِ الرأسِ دون اعتراض.
والسفينةُ
تصعدُ..
من حيث ظهر المرأة المتبخر.
( العطرُ مفكرةٌ الحواس )
وما أجملَ البرقُ،
عندما يطلقُ في العناقيد فاتهِ،
لنضاء
بمصباح
الذنوب
الآلي.

[ الأحمر ]

قال :
كلما رأيتكِ..
وجدتُ نفسي قطاراً يخرجُ عن خطهِ.
وكلما جدولتُ اغترابكِ فيّ اً،
تتبعني أنهرٌ،
عُلقت بالأرضِ من ذيولها.
أعرفهُ..
ذلك المنهك بمونتاج سيناريو مزاجه.
يجلسُ
أميراً
على
فخذيّ،
وُيفرطُ بالشراب.


[ بالأسود ]

جوزةُ الهندِ ضريحٌ..
ونحن..
بغبارِ الطلعِ نكتب بياناتٍ
عن تلك الموسيقا.
وبنا الرياحُ تمضي إلى الفراديس.
حيث القائمُ بأعمال الطيران،
يوزع
الوله
على
القلوب.

[ الأحمر ]

في كل يوم..
يتمددّ أمامي جيوشاً بأوسمةِ
الحروب.
يتركني أزيحُ له تائري،
واسحبُ منه قلباً بلساني.
هو الشهيدُ بين منابعي،
ويتسلقني من مراهقتي درجاتٍ
لأموءَ.
هو المنتشي بموتِ عقاربهِ
في ساعتي.
( ثمة صرير متدحرج لنار )
والفرجُ
دائماً
بلا
مأوى.


[ بالأسود ]

ينما يراكِ البيانو..
يتلمس شفتيهِ،
ويسقطُ في غيبوبة الغناء.
يصير
( ثمرةً مستطيلة من الياقوت )
وأكثر من ذلك،
يخون النوطة ويهلك في السحر.
( الرغبة مدينة غير مدوّنة على ض )
ويومَ كنا على دراجتنا في الشرق
الأوسط،
رأينا الحبّ حبلاً تسيرُ على ظلامهِ
عيوننا.
آنذاك..
نا المحرارَ،
وذبنا زئبقاً موسيقياً في الإحتفال.

[ الأحمر ]

وهو يصعدُ.
وهو يحطُ.
وهو يشهقُ.
وهو ينجرفُ.
يُغمى عليه في ضني.
وهو يقشرُ اللحاءَ في المدقةِ.
وهو يضخُ الكحولَ في القنوات.
وهو يؤلفُ الشياطين بين الجبال.
يتركُ صهيلهُ في ضني.
وهو حاكمُ الوردِ في مقاطعتي.
وهو معلمُ الأنهار في مدرسةِ ي.
وهو يتركُ تاجهُ بين طبقات الريح.
يكتبُ لي جملةً مُشفرةً في ضني :
( غداً سيكون الدمعُ خاماً )
ولا صلاة تصحُ على مذكرٍ صار من الذكريات.


[ بالأسود ]

أية أمكنة بحجم الأجنحة.
واين نسيلُ،
أيةهجرات في علب ين.
كيف أمشي بلداً من تأملاتٍ،
ولا تتبعني المعاولُ.
قال: أنا طيفُ بحر ممزقٍ.
و
( وطني ذابّ في اللغة )
واختفى مع نسخة من تلك الطفولة.

[ الأحمر ]

لن أوصلكَ بنقطةٍ مني.
سادعك للضباعِ تطاردكَ في أعيني الحارّة.
أيهاالمستبد بنصوصه.
سأهشم أعمدة قلاعكَ.
ساهجرُ المقهى. وأقفلُ نافذتي بوجه البحر.
سأطرد من حضانتي النجوم.
سأجعل الهواءَ طلاقي ومطلقي.
ولو كانت الأرضُ من ممتلكاتكَ،
سأدير لها ظهري.
لن تدخل عطري بعد الآن..
وإن رأيتك في الجنة ذات يوم،
فسأحرق فستاني..
وأتخلف عن ساعة قيامتي معك.


[ بالأسود ]

في ذلك المساء المحمول على ظهور المراكب..
كان القلبُ ورقة نقدية
لإستعمالات النساء فقط.
وكان القمر الأيروسي
( يأكلُ تربته مغترباً )
اية مصابيح تخفت في شناشيل الجسد،
والليلُ
فستانٌ
مشققٌ
سكران.

[ الأحمر ]

حدثني عن مياهٍ له في ينابيعي..
وفرّ هُدهُداً،
لإكتشاف معادنٍ خرى.
وحين اقتبستُ من جيناتهِ مرآةً
لهوايّ..
امتلأ بدمعهِ وغاب.


[ بالأسود ]

المرة الأولى..
يسقطُ العقلُ في التخوم سفينة.
المرة الأولى..
وجهكِ يفيضُ باللوحات.
وأنا في جبهتي أجمعُ من الألبوم
( حبات قلادةٍ تٌسمى الذكريات )
المرة الأولى..
يوم استخراج الحبر من شفتيك،
لنكون كتاباً بغاباتٍ وأوز.
( المرة الأخيرة.. ينضم الثعبان لألوان العقل )
البلادُ تحتمي بذنوبها.
للمرة الأخيرة..
( المرأة سفينة جانحةٌ في الحواسّ )
ونحن في سلةِ الضباب.
المرة الاولى هي المرة الأخيرة..
وما بينهما اسمٌ موصولٌ بالحذف.

[ الأحمر ]

فككَ لي شخصيتي..
وعلقها بأصابعهِ قطعَ غيار
على الحائط.
اسماني متحفه السرّي بين النصوص.
وكلما اشتاق لتربتي،
نفخ النارَ بمراوحي لينضجَ.


[ بالأسود ]

الليلُ
يحرق فراشهُ بسبب الحبّ.
السياجُ
يفرّ من المدرسة بسبب الحبّ.
الرأس
يصبححليق الأفكار بسبب الحبّ.
الفاكس
ترتفعُ حرارتهُ بين الأوراق بسبب الحبّ.
اللغةُ
تُطلقُ النحو والصرفَ بسبب الحبّ .
الأزهارُ
تهربُ من البساتين بسبب الحبّ.
النومُ
يتسكعُ في الصحارى بسبب الحبّ .
القلبُ
يتحولُ إلى شاشة قاصرٍ بسبب الحبّ .
النوافذُ
تسكرُ بالأمطاربسبب الحبّ .
الايلُ
يرقدُ على طريق عطارد عارياً بسبب الحبّ.
الشمسُ
تخلع السوتيان عن صدرها بسبب الحبّ.
المقاهي
تنفخ في القامات ثرثراتها بسبب الحبّ.
الرعدُ
يفقدُ صوتهُ من فرط التدخين بسبب الحبّ.
شقائق النعمان
ألغامٌ ثملةٌ على طريق العشاق بسبب الحبّ.
الهواءُ
أعزبٌ يتأرجحُ على الحبال بسبب الحبّ.
وأنتَ الأنا/ وطنُ اللامُستوطنين/ التام/ الأعزل/ المتشرد/ الأحمق/ الحزين / الشعري / الجذر/ الصامت/ القلق/ الماطر/ الطيري/ العابث/ المُخمر/ اللاتاريخي/ المهرول / الأميّ / الزعلان / المتوحش/ المتزلزل/الهارب/ الأنيق/ المعتقل/ الخيالي / المدمى/المعاصر/الداكنُ/المروع/ الاحتمالي/ المحارب/ المتئد/ العاري/ المستطيل / المتعب / الحرير/ الشهواني/ المترب/ الخاسر/ المراهق/ النهري/ المتورق / الهجرة /
اللامعقول/ الجميل/ الجسد /
المغترب/ المدخن/ الضال/ الريفي/ المغتبط / النشيد/ المبترد/ الساحر/ الطاغي/ المدهش /
البنيوي/ الطويل/ المتحد /
الغيموي / المترع/ المرتجف /
المجتذب/ المتبل برذاذ مساقط الأناث :
سمكة بسبب الحبّ.

[ الأحمر ]

تعال إلى حيث النكهة..
إلى حيث الجسد في المجرى.
والعطورُ
مياهٌ
تنبعثُ.


[ بالأسود ]

الكآبةُ ضيفٌ تلمع عيناه..
والحطامُ المتبقي،
بضاعةُ أعراسنا في ملاجئ الخيال.
أما آن للإلهِ الفولاذي،
أن تنزاح عنا عمامتهُ وسيفهُ الثقيل.
فكرتُ.
أما آن للإلهِ المراهقِ الصغيرِ احب البزة المطرزة
بالأوسمة والجماجم ومضخات السعال الديكي
أن يحل عنا.
صرختُ.
أما آن للإلهِ الأبلهِ المتوسط ذو الأسرة واليخوت والبنوك
والمصابيح العمياء وناقلات الأفخاذ والماريجوانا
وفرق الدبكةأن يترجل عن وجوهنا.
أبتهلتُ.
قل يا يُوسف:ما أفظعَ دولة البئر.
ونريد المغادرة.
قل يا يسوع :
ما أجملَ الصليب الأحمر.
حين يصير مأوى الملايين.
قل يا يونس :
لا أريد وطناً مُغيباً
في مبنى حوت.
قل يا حبُ :
أنت حارسي في البحر في النوم
في التعابير.
كم كانت الدراجة عاليةً..
وهي تشقُ العقلَ بغبارها
وترتطمُ بصخورنا.

[ الأحمر ]

سرّتي مهبطُ وحيّكَ..
فليكن دهرك فيها مقيماً.
أنتَ الذي انتزعت من فمي ببغاء السعادة
القديمة.
( ولونت قاموسي بطبشور الجنة )
كل يومٍ تدخلني..
يوم قيامة.
وكلما استصلحتَ من أرضي قطعةً،
أزدادُ توتاً بريّاً.
فكيف أسقطُ في بعدكَ،
ولكَ نهرٌ ثعبانٌ يلونُ لرقي.
أنا التي تشربكَ اً،
ولا تدخنكَ بفلتر.


[ بالأسود ]

كان..
( الهواءحطباً مشتعلاً )
بيننا.
وتلك الحكمةُ ضريحٌ.
كم في العقل من مطاردٍ بين الجبال.
كم في واجهةِ المعرفةِ من تماثيلَ
الزجاج.
( الخيانةأقدمُ المصطلحات )
إنها بهاوية على الدوام.
ووردنا الطويلُ..
غجري يزمجرُ.
نحن البواخرُ الماشيةُ بطاقةِ
عدمها.
نُفرغ الأساطير من رموزها،
تاركين الأرشيفَ في غرفة الغاز.

[ الأحمر ]

أنا عشّ.
شهوتي تنقلني على متون البحيرات.
لا مستقرأً لي في أكاديمية حب أو هجران.
أسمي العاصفةُ على خريطةٍ في تاب
الجيب.
وها أنتَ،
بعدما أنفقتَ ضي..
جذوري على وجهكَ تتنفسُ
دون ترجمة.


[ بالأسود ]

المضاجعة
طلقةٌ في برزخ ما بين السيقان.

[ الأحمر ]

ما بين جُرمِكَ والأجرام السماوية،
فسحةٌ
للتنفس.
كل خطوةٍ إليكَ طريقٌ ثملةٌ.
كل إرتماء عليكَ،
قصةٌ لصيدٍ في البراري واللغات.
أنتَ يا عربدتي المُنتخبة وأدبي المقارن.
هل من نمرٍ،
يقفزُ السياجَ،
ليفتكَ بسكانِ خزائني.

[ بالأسود ]

تعالي نقفُ مثل الحب
( وحتى تفتح رغباتنا تحت المياه )
تعالي..
كأن تكون الريح اً،
ولا تقطعهُ غير النجوم.
تعالي ذات يومٍ من سمواتكِ
قبل أن نغادر ألبومَ البحرِ ورةً،
وننسى ما كنا قد فعلناهُ
في الغرق.

[ الأحمر ]

أنت العائمُ بمجرى ثمالتي..
سأخطُ هجرانكَ على تلك الوسادة.
ساقتلُ في ذلك الكأس امرأةً
على مناماتكَ تتردد.
سأخطُ ناراً،
لتصيدَ لي ليلةً من جيوش لياليك.
فما من مقتفٍ لآثاركَ بعد الطوفان.
الضبابُ يرسمُ صورةً لمنازلكَ
في مصابيحي.
والنورُ الواقفُ في العقلِ،
يودعكَ في قطارٍ،
نزلت منه الحقائبُ والركابُ
والشهوات.


[ بالأسود ]

وخلقنا لكَ الكتابَ أرضاً.
وجعلنا الكلمات نباتات ومنازل وأرواحاً
وصهيلا.
نحن الأجلسناك مَلكاً على الغلاف.
وتركنا الأوراقَ اعاتٍ،
تُزينُ بها النساء في مباني
اللغة.
هي الأرضُ..
جسمُ زجاجٍ يرتجفُ .
وذاك
( كرسيّكَ الغامضُ أكثر من الموت ارتفاعاً )
( أرضكَ العاريةُ إلا من فضة وتخيل )
( زمنكَ الوعلُ النازفةُ منهُ يابهُ )
فستصور ماذا..
غير قوائم الجليد في الحب.
غير الفرار من الأساطير.
وستشرح ماذا..
وأنتَ الجبلُ المفترضُ في المتخيلات.
وأنتَ الشجرُ الذي يطير ُ.
أي نوعٍ من الجبال.. تحمل هتافاتكَ.
والكونُ
مدخنةٌ
تطاير من أنفها السهامُ.
نحن الذين خلفنا الذئابُ رواياتٍ
يملؤها
الدراميون
بآثاث اليأس.

[ الأحمر ]

زينَ بالحرائق ي..
وتحت تنورتي الضيقةِ،
واصلَ الكفاحَ.


[ بالأسود ]

أنتَ لا تبلغ نوماً على ورقٍ
على أرضٍ
على سرير.
كلما مرّ وقتٌ من هنا،
صحتَ يقظتي.
وكلما رأيتَ قمراً بين أطلال ٍ،
قلتَ:حبّي،
وبهِ النسيانُ يمشي ويشع.
البلدانُ خرائطٌ مجففة.
والمراكبُ أرضنا الأخيرة.
وهذا الجسدُ الذي ينمو مكاناً،
ولا الأرقام يابه.
أي تاريخ تفتتح..
وتكون أيامهُ خلاصةٌ بلا عبيد.

[ الأحمر ]

كان يصعدُ بلاً..
ليشعل فانوسين على صدرٍ
يحتلهُ الزبدُ.
كان يقرأ في التفاح،
ليرشدَ أصابعهُ نحو ملاحمي،
وكيف تتموضع في شقوق الحواس.
كان يدلني على تفي،
وبلهجة ميرال،
يأمرني لأكون على مقياس يختر.
كان يقتلُ الخريفَ،
ويهربُ بقرطاسيتي لطقوسه.
كان يخدعُ ثعالبي بأفكارٍ،
تخرجُ منه البخار.
فيجلسني في منطادٍ ويطير.
كان يخيطُ من السحاب ثياباً،
لجسدٍ يفرّ مني ليه.
ويومَ ماتَ فيّ فاحشاً،
علقتُ الديكتاتورَ من فاتهِ
على السبورة،
لأقرأ ما كان يخبئهُ لي هناك.


[ بالأسود ]

سيأتي العدّاؤون..
وإن لم يصلوا.
سيأتي الحالمون..
وإن لم يحملوا التيجان على رؤوسهم .
لقد القينا الأرواحَ أعشاشاً على المياه.
وجردّنا العيون من رائحة النظر .
قلنا: الحذاء هوية ُ التيه .
قلنا: المرأة بلادٌ بلا حدود.
وهي آخر غيمة للاغتسال ...
وآخر وردةٍ لنا من الإرثِ القاحلِ للفلسفات.
قلنا :
وامتلأت أفواهنا بالغروب .
فكيف نصطادُ من تلك الذكريات مسودّةَ
لعندليبٍ.

[ الأحمر ]

التفاحةُ بين يديه.
وأصابعهُ
أمشاطٌ تُسرحُ أرواحَ تلك الشهوات.


[ بالأسود ]

يفتشُ النومُ في جريدة الليل عن ثيابِ
وصيفاتهِ.
فيما الحالمُ ممدداً على خطوطِ
البراكين،
ويترجمُ الأسى.
أتتبعُ..
كيفُ أتبعُ طيشَ المكان،
والأرضُ موجزُ وردةٍ تُقسمُ ذاتاً
نحن لالها.
القيامةُ تملأ النصّ.
قلتُ: لا أتبعُ تاريخاً خابطاً
في منفى.
ولا أميلُ لبلاغةٍ في أرومة التراب.
بحرُ الشمال المتحفُ..
الربعُ الخالي السيوفُ الثملةُ..
فلا تنظر أيها الملاكُ،
لجذورٍ سقطت منكَ داخل مرآة.
دع الماءَ بلا فواصل في تابكَ
أو يابك.
فنهارُ ديسمبر ةٌ،
لا تستطيع أوروبا حملها.
مثلما في نهاية الدفاتر الجبالُ.

[ الأحمر ]

يوم لا أكون في شقتهِ.
يوم لا أُدخلهُ في نسج عطري.
يوم لا أرسلُ إليهِ شفتيّ بالبريد
إن تأخرت.
يحرقُ كل الطوابع.
يقتل كل السعاة.
ويذهبُ لكل النساء.
ليهلكني اللهُ على مصائبي مع الشيطان
الإمبريالي.


[ بالأسود ]

على ضفة الشرق المكسورة،
فلاسفةٌ ينحتون التماثيل في المحابر.
وفوضويون يرمون خيولهم تحت الأجفان.
وعاشقون يعتمرون الكؤوس قبعاتٍ
في هيئة أركان الدم.
( الحب قنصلُ اللا وظيفة )
وأسألكَ :
عن طوفانٍ يغطي رؤوسنا بمظلتهِ
تحت النجوم.
سألتكَ :
السريرُ دولةٌ ام تدويل.
ولم ترد.
كنتَ تنظرُ في مسودّاتِ واسكَ
وتنتحب.

[ الأحمر ]

ما أهونَ أن يقول لي :
من ذكرُ الأرضِ.
وما أهون أن أرد عليه :
خبيرٌ تقطعت قاماتهُ في تيه الشهوات.


[ بالأسود ]

أن تخلق نفساً لأجل الطوارئ.
أن تؤلفَ عشرات الشفاه من فمها.
أن لا تعرف أية قدامٍ،
ستسقط منكَ في الرقص.
( إن النسيانَ حيوانٌ ليفٌ )
يقضي عقوبته في منامةِ الرأسِ دون اعتراض.
والسفينةُ
تصعدُ..
من حيث ظهر المرأة المتبخر.
( العطرُ مفكرةٌ الحواس )
وما أجملَ البرقُ،
عندما يطلقُ في العناقيد فاتهِ،
لنضاء
بمصباح
الذنوب
الآلي.

[ الأحمر ]

قال :
كلما رأيتكِ..
وجدتُ نفسي قطاراً يخرجُ عن خطهِ.
وكلما جدولتُ اغترابكِ فيّ اً،
تتبعني أنهرٌ،
عُلقت بالأرضِ من ذيولها.
أعرفهُ..
ذلك المنهك بمونتاج سيناريو مزاجه.
يجلسُ
أميراً
على
فخذيّ،
وُيفرطُ بالشراب.


[ بالأسود ]

جوزةُ الهندِ ضريحٌ..
ونحن..
بغبارِ الطلعِ نكتب بياناتٍ
عن تلك الموسيقا.
وبنا الرياحُ تمضي إلى الفراديس.
حيث القائمُ بأعمال الطيران،
يوزع
الوله
على
القلوب.

[ الأحمر ]

في كل يوم..
يتمددّ أمامي جيوشاً بأوسمةِ
الحروب.
يتركني أزيحُ له تائري،
واسحبُ منه قلباً بلساني.
هو الشهيدُ بين منابعي،
ويتسلقني من مراهقتي درجاتٍ
لأموءَ.
هو المنتشي بموتِ عقاربهِ
في ساعتي.
( ثمة صرير متدحرج لنار )
والفرجُ
دائماً
بلا
مأوى.


[ بالأسود ]

ينما يراكِ البيانو..
يتلمس شفتيهِ،
ويسقطُ في غيبوبة الغناء.
يصير
( ثمرةً مستطيلة من الياقوت )
وأكثر من ذلك،
يخون النوطة ويهلك في السحر.
( الرغبة مدينة غير مدوّنة على ض )
ويومَ كنا على دراجتنا في الشرق
الأوسط،
رأينا الحبّ حبلاً تسيرُ على ظلامهِ
عيوننا.
آنذاك..
نا المحرارَ،
وذبنا زئبقاً موسيقياً في الإحتفال.

[ الأحمر ]

وهو يصعدُ.
وهو يحطُ.
وهو يشهقُ.
وهو ينجرفُ.
يُغمى عليه في ضني.
وهو يقشرُ اللحاءَ في المدقةِ.
وهو يضخُ الكحولَ في القنوات.
وهو يؤلفُ الشياطين بين الجبال.
يتركُ صهيلهُ في ضني.
وهو حاكمُ الوردِ في مقاطعتي.
وهو معلمُ الأنهار في مدرسةِ ي.
وهو يتركُ تاجهُ بين طبقات الريح.
يكتبُ لي جملةً مُشفرةً في ضني :
( غداً سيكون الدمعُ خاماً )
ولا صلاة تصحُ على مذكرٍ صار من الذكريات.


[ بالأسود ]

أية أمكنة بحجم الأجنحة.
واين نسيلُ،
أيةهجرات في علب ين.
كيف أمشي بلداً من تأملاتٍ،
ولا تتبعني المعاولُ.
قال: أنا طيفُ بحر ممزقٍ.
و
( وطني ذابّ في اللغة )
واختفى مع نسخة من تلك الطفولة.

[ الأحمر ]

لن أوصلكَ بنقطةٍ مني.
سادعك للضباعِ تطاردكَ في أعيني الحارّة.
أيهاالمستبد بنصوصه.
سأهشم أعمدة قلاعكَ.
ساهجرُ المقهى. وأقفلُ نافذتي بوجه البحر.
سأطرد من حضانتي النجوم.
سأجعل الهواءَ طلاقي ومطلقي.
ولو كانت الأرضُ من ممتلكاتكَ،
سأدير لها ظهري.
لن تدخل عطري بعد الآن..
وإن رأيتك في الجنة ذات يوم،
فسأحرق فستاني..
وأتخلف عن ساعة قيامتي معك.


[ بالأسود ]

في ذلك المساء المحمول على ظهور المراكب..
كان القلبُ ورقة نقدية
لإستعمالات النساء فقط.
وكان القمر الأيروسي
( يأكلُ تربته مغترباً )
اية مصابيح تخفت في شناشيل الجسد،
والليلُ
فستانٌ
مشققٌ
سكران.

[ الأحمر ]

حدثني عن مياهٍ له في ينابيعي..
وفرّ هُدهُداً،
لإكتشاف معادنٍ خرى.
وحين اقتبستُ من جيناتهِ مرآةً
لهوايّ..
امتلأ بدمعهِ وغاب.


[ بالأسود ]

المرة الأولى..
يسقطُ العقلُ في التخوم سفينة.
المرة الأولى..
وجهكِ يفيضُ باللوحات.
وأنا في جبهتي أجمعُ من الألبوم
( حبات قلادةٍ تٌسمى الذكريات )
المرة الأولى..
يوم استخراج الحبر من شفتيك،
لنكون كتاباً بغاباتٍ وأوز.
( المرة الأخيرة.. ينضم الثعبان لألوان العقل )
البلادُ تحتمي بذنوبها.
للمرة الأخيرة..
( المرأة سفينة جانحةٌ في الحواسّ )
ونحن في سلةِ الضباب.
المرة الاولى هي المرة الأخيرة..
وما بينهما اسمٌ موصولٌ بالحذف.

[ الأحمر ]

فككَ لي شخصيتي..
وعلقها بأصابعهِ قطعَ غيار
على الحائط.
اسماني متحفه السرّي بين النصوص.
وكلما اشتاق لتربتي،
نفخ النارَ بمراوحي لينضجَ.


[ بالأسود ]

الليلُ
يحرق فراشهُ بسبب الحبّ.
السياجُ
يفرّ من المدرسة بسبب الحبّ.
الرأس
يصبححليق الأفكار بسبب الحبّ.
الفاكس
ترتفعُ حرارتهُ بين الأوراق بسبب الحبّ.
اللغةُ
تُطلقُ النحو والصرفَ بسبب الحبّ .
الأزهارُ
تهربُ من البساتين بسبب الحبّ.
النومُ
يتسكعُ في الصحارى بسبب الحبّ .
القلبُ
يتحولُ إلى شاشة قاصرٍ بسبب الحبّ .
النوافذُ
تسكرُ بالأمطاربسبب الحبّ .
الايلُ
يرقدُ على طريق عطارد عارياً بسبب الحبّ.
الشمسُ
تخلع السوتيان عن صدرها بسبب الحبّ.
المقاهي
تنفخ في القامات ثرثراتها بسبب الحبّ.
الرعدُ
يفقدُ صوتهُ من فرط التدخين بسبب الحبّ.
شقائق النعمان
ألغامٌ ثملةٌ على طريق العشاق بسبب الحبّ.
الهواءُ
أعزبٌ يتأرجحُ على الحبال بسبب الحبّ.
وأنتَ الأنا/ وطنُ اللامُستوطنين/ التام/ الأعزل/ المتشرد/ الأحمق/ الحزين / الشعري / الجذر/ الصامت/ القلق/ الماطر/ الطيري/ العابث/ المُخمر/ اللاتاريخي/ المهرول / الأميّ / الزعلان / المتوحش/ المتزلزل/الهارب/ الأنيق/ المعتقل/ الخيالي / المدمى/المعاصر/الداكنُ/المروع/ الاحتمالي/ المحارب/ المتئد/ العاري/ المستطيل / المتعب / الحرير/ الشهواني/ المترب/ الخاسر/ المراهق/ النهري/ المتورق / الهجرة /
اللامعقول/ الجميل/ الجسد /
المغترب/ المدخن/ الضال/ الريفي/ المغتبط / النشيد/ المبترد/ الساحر/ الطاغي/ المدهش /
البنيوي/ الطويل/ المتحد /
الغيموي / المترع/ المرتجف /
المجتذب/ المتبل برذاذ مساقط الأناث :
سمكة بسبب الحبّ.

[ الأحمر ]

تعال إلى حيث النكهة..
إلى حيث الجسد في المجرى.
والعطورُ
مياهٌ
تنبعثُ.


[ بالأسود ]

الكآبةُ ضيفٌ تلمع عيناه..
والحطامُ المتبقي،
بضاعةُ أعراسنا في ملاجئ الخيال.
أما آن للإلهِ الفولاذي،
أن تنزاح عنا عمامتهُ وسيفهُ الثقيل.
فكرتُ.
أما آن للإلهِ المراهقِ الصغيرِ احب البزة المطرزة
بالأوسمة والجماجم ومضخات السعال الديكي
أن يحل عنا.
صرختُ.
أما آن للإلهِ الأبلهِ المتوسط ذو الأسرة واليخوت والبنوك
والمصابيح العمياء وناقلات الأفخاذ والماريجوانا
وفرق الدبكةأن يترجل عن وجوهنا.
أبتهلتُ.
قل يا يُوسف:ما أفظعَ دولة البئر.
ونريد المغادرة.
قل يا يسوع :
ما أجملَ الصليب الأحمر.
حين يصير مأوى الملايين.
قل يا يونس :
لا أريد وطناً مُغيباً
في مبنى حوت.
قل يا حبُ :
أنت حارسي في البحر في النوم
في التعابير.
كم كانت الدراجة عاليةً..
وهي تشقُ العقلَ بغبارها
وترتطمُ بصخورنا.

[ الأحمر ]

سرّتي مهبطُ وحيّكَ..
فليكن دهرك فيها مقيماً.
أنتَ الذي انتزعت من فمي ببغاء السعادة
القديمة.
( ولونت قاموسي بطبشور الجنة )
كل يومٍ تدخلني..
يوم قيامة.
وكلما استصلحتَ من أرضي قطعةً،
أزدادُ توتاً بريّاً.
فكيف أسقطُ في بعدكَ،
ولكَ نهرٌ ثعبانٌ يلونُ لرقي.
أنا التي تشربكَ اً،
ولا تدخنكَ بفلتر.


[ بالأسود ]

كان..
( الهواءحطباً مشتعلاً )
بيننا.
وتلك الحكمةُ ضريحٌ.
كم في العقل من مطاردٍ بين الجبال.
كم في واجهةِ المعرفةِ من تماثيلَ
الزجاج.
( الخيانةأقدمُ المصطلحات )
إنها بهاوية على الدوام.
ووردنا الطويلُ..
غجري يزمجرُ.
نحن البواخرُ الماشيةُ بطاقةِ
عدمها.
نُفرغ الأساطير من رموزها،
تاركين الأرشيفَ في غرفة الغاز.

[ الأحمر ]

أنا عشّ.
شهوتي تنقلني على متون البحيرات.
لا مستقرأً لي في أكاديمية حب أو هجران.
أسمي العاصفةُ على خريطةٍ في تاب
الجيب.
وها أنتَ،
بعدما أنفقتَ ضي..
جذوري على وجهكَ تتنفسُ
دون ترجمة.


[ بالأسود ]

يُشغلني المجهولُ بغيابي.
وتلك الريحُ ستائركَ أيها القلبُ
الممدد في البستان شمساً.
وجوهٌ تقفلُ وجوهاً..
والنظراتُ مفاتيحٌ تجربُ في الأغوار
عضلاتها.
فيما الأرضُ نعشنا المشترك..
أهزّهُ بكلماتي وأهذّي.
مستذكراً تفاحةً في مجرى برمودا.
ومُهدَماً كالحريقِ في تركات النصوص.
كم كان
( حصان الغريب يُطوى ولا يركض )
كم كان
الغياب يفاً.

[ الأحمر ]

الترجمة الحرفية للخطيئة..
أن أترككَ على دروب الأخريات
تضيع.
فأنتَ تحت السن القانونية.
كلما رأيتَ فاكهةً مطبوعةً على يلوتي،
سرعان ما تهيمُ شرهاً
بالتقاطها.


[ بالأسود ]

أسهرُ في نومي.
والكلماتُ وسائدٌ.
وكنتُ على تلك التلال،
أستقبلُ النجومَ بالفاكس
قبائلَ
قبائلَ
أكنتُ مناوباً على خطوط المخيلة.
أكنتِ ملكة الطبيعةِ في الكتبِ،
ومالكة الطقوس تحت جدارية الليل
العريق.
( اللقالقُ تنامُ في تكِ )
ومن أنهركِ الزبّدُ المراهقُ
يتجلّى.
دعيني أتذكرُ عقلي بشمعهِ.
فيوم فكّكَ قلبكِ أزرارهُ ورأيتُ
( الويسكي بلا قوافٍ في ذلك الجسد )
هبطتُ
إليكِ
من
كل
السطور.

[ الأحمر ]

القبلةُ الخاطفةُ همٌ
طائشٌ.
والضمةُ الثقيلةُ،
تهزّ صفيحي الساخن،
فأذهبُ مع الريح هودجاً
لا يتمالك في زحامكِ نفسهُ.


[ بالأسود ]

كتابكَ
يستطيلُ
بكَ..
أنتَ الذي سحبتَ الأنهرَ إلى عالي
اللغات.
وتفرجتَ على التماثيل.
أية رؤوس للكلماتِ هنا..
( تتدلى فوق جسدٍ كان زجاجاً بين النيران )
( أكنتَ نسيجاً لاختبار ٍ بين قطبين )
تقرأ نشيدَ التعازي للجنوب،
وتتركُ الشمالَ بصماتٍ أسلحةٍ وبلاغةَ غبار.
الأسئلةُ
صوتُ
الحياةِ
الفاحمِ
في الشرق.
ولم تكن ابناً لصدى.
ولا مرآةً تضعُ الصحارى فيها بيوضها.
ما من قصيدةٍ بمدفنٍ لمجوهراتنا.
و
( كل ريادةٍ كرسيّ عدام )
هكذا شيدّتَ قلاعكَ على المياه
( سينما بلا هوامش )
وجلستَ بين شعوب النساءِ لمبةً
تقطفُ
الوردَ
من
التنانير.

[ الأحمر ]

غادرني قبل اكتمال صفاتي
على صفحاته.
رأى بحراً يمورُ في منخفضي.
وقبل أن تُطوى أمواجي على نهِ،
تركَ العاصفةَ تشدّ أقراطي على خطوط
الاستواء.
أكان ملاكاً مُسلحاً بذنوبهِ.
أ كنتُ مزدهرةً بخرابهِ حتى العظام.
يا ربّ :
خذِْ بيد التائهةِ في مجهول لام التعريف.


[ بالأسود ]

بعدها..
القلبُ
من الأيقونات.
وذاك
( الجسدُ من ممتلكات الأحلام )
قال لنفسهِ :
سأجرّ الجبالَ أقواماً خلفي،
وحتى تمزق الدموع.
قال لسواه :
سأملأ الأجراسَ بالأنهرِ،
وحتى يكون الطوفانُ في المجاز.
وقال لكأسهِ :
هل تحضر دفني،
يوم أُسجى في شقةِ الشمس ِ
الأخرى.
يوم تخرج من صدري سفينةُ
نوح،
وتتوافدُ الطيورُ لتلاوةِ بلاغةِ الجنون.
يوم يرفعني العابرون سلاحاً ضدّ الغياب.
قال لقصيدتهِ :
كوني في حضنِ المرأةِ ماءً
لننجو من التمثال.

[ الأحمر ]

كنتُ خائفةً..
رأيتهُ وحيداً يفلشُ بذاكرته
الظلمات.
كنتُ أراهُ..
يقلّبُ تربةَ اللغةِ.
كنتُ أحصي خسائري فيه.
ولحظة أن مشطت بأصابعي ميادينهُ،
وتلمستُ غيوماً بيدي تمشي.
ذابّ يتبعني لآخر الحصون.


[ بالأسود ]

أيها القمرُ الواقفُ في المصعد..
انزل النهرَ عارياً،
كي على ثيابنا العشبُ ينمو.
( اقرأ الكأس من الفهرست )
لنصبحَ من أزياء الكروان.
دعنا خارج الخزانة،
( فالزمانُ صفصافةٌ ترفرفُ )
ومنها نخترعُ الأسماءَ والصفاتَ
والغموضَ لطبيعتنا.
أيها القمرُ..
تعال فضّ البريد العائد من محبرتكَ.
كن غير التمثال الجالس في
دار الحكمة.
ثم بددّ شهوتكَ في العين.
هكذا أيها القمرُ..
يا محبرةً نمشي تحت مياهها
لكتابةِ البياض.

[ الأحمر ]

ولحظة أتمرن على الكلمات
الصامتة..
ولحظة أتمنظر بين زجاج العواصف
الصامتة..
حركتني إليكَ في فراشي توابعُ
الزلزال.
فنهضتُ
وقرأتُ
وغفوتُ عنقاءً بين أعمدة الرماد.


[ بالأسود ]

وكنتُ سائراً بحبي،
متقدماً في مراتب الشهوة.
وحتى
( فقدتُ غلافَ التنهدات في مطابع السرير )
ثمة مقهى عقلي يتسع..
والأفكارُ قطعانٌ تتجمهرُ يوماً
على كراسيّه.
هنا..
( أخذتنا الغيبوبةُ مبكراً )
كما وليس أخيراً هناك،
غير خبلٍ يسحلُ الدماغَ نحو الكهف،
ليبني
( كائنات يؤلفها الجنسُ بنوره )
بعدها
القططُ البريّةُ في العيون.
ثم يأتي الندى لتصفح النصّ السرّي
لتلك القباب.

[ الأحمر ]

دعني آخذ من لياليكَ الليلةَ الألف.
تاركة بقايا الأيام في مقدمة الروزنامة.
أيها السعيدُ بميلادهِ المجهول.
يا توأماً للتيهِ في قوافل النسيان.
لا تبك أرضاً جردّتكَ من الأنسنة.
فما من إقامةٍ في وطنٍ شاحب،
إلا وهشمتِ قدماً للجمال.
هكذا حدثتنا الديناصورات في المتحف
المعاصر.
ففي الليلة الألف..
وجدتُ غيابكِ رقعةَ شطرنجٍ
مدمّاة.


[ بالأسود ]

نحجزُ الليلَ في غرفة واحةٍ..
( ليغسلَ الشِعرُ جواهرهُ بغير مادة الغروب )
ويوم لجأ الحزنُ لتلك الجبال،
تفتت أكبادُنا لغطاً ودخاناً.
فجلسنا نشربُ البيرةَ على متن التاريخ.
( الجسدُ غسالةٌ لجلّي الألغام )
وكان يوماً عارياً وعالياً.
السعادةُ فيه جزيرةٌ يلتهمُ الضبعُ
أسوارها.
والأملُ جريدةُ الخراب.
( لكم هذا الفراغ قبراً وحيداً )
على الورق.
يا أولي الألبابِ والمفاتيح
والأحلام.

[ الأحمر ]

والهوى ../
تشريحٌ لمرآةِ الظنون.


[ بالأسود ]

العطرُ
سيفُ
المحبين لقطف الثمار.
وهو
وجهُ
الماء
أثناء البكاء.

[ الأحمر ]

ينظرُ في المصابيح المعبأةِ
اغتراباً.
( وكمنجةٍ للحبّ تنتحبُ بغموض )
يسمعُ وقعَ ملاكٍ مغطى بآلاف النجوم.
وثم يمرُ على تبدّده ...
راسماً على الصفحة المقابلة
( أسباب الربع الخالي )
قال :
يومَ سقطت من الطير ذكرياتهُ،
( صار من سكان البناية )
يرتبُ أحلامهُ في خزانة الثياب
ويكتئب.


[ بالأسود ]

العقلُ المتمرهق ُ..
يُلونُ فراغهُ بامرأةٍ،
حينما تفيضُ ارتها
لا يُسعفها ريفٌ أو سريرٌ أو تاب.
العقلُ العذرّي..
يصنعُ لأقدامهِ أنهراً يسيلُ منها.
( وأمامهُ الذبولُ طرائد في الذات )
فيما هي بين الكلمات،
مسترسلة كزلزالٍ أصابتهُ حمى.
قال :
القمر موزة من البياض.
ثم ارتفعَ لأعالي النسوة ِ دون ورق.
هو الذي تتنفسُ الأعشاشُ في قولهِ
لتطير.
يُمنتجُ منتخبات من الهمس
الغامض،
ويصيدُ في اللغةِ تماسيح الوصف.
ثمة خاماتٌ تتصادمُ.
لتعلنَ عن انتحار مضارع الدمِ
القديم.

[ الأحمر ]

لا شيء لديكَ يا بّي..
غير الكنوز الفاسدة.
والمقدسات الفاسدة.
والوصيفات المخمورات بالأطلال.
أنتَ المكدّسُ على المرآةِ..
وقلبكَ خزانةٌ مهجورة.
ما من تاجٍ فيها إلا العدم.


[ بالأسود ]

) العري.. الفستانُ الأمُ للجسد )
هكذا
ندخلُ
زوالَ
الساعةِ
في ربما.
( السؤال تمساحٌ متوهجٌ في الأعماق )
والذكرياتُ من رنين المنافي.
وثمة من يبحث عن مسقطِ رأسهِ بين النعوت.
فيما أرضنا قطارٌ تحطمَ في ملجأ
للأساطير.
( كل غرفةٍ مصحةٌ )
والتاريخُ شرشفٌ من عوسجٍ
وعويل.
فلنخرج من الأنقاض الدول،
قبيل أن يصبح النهارُ مأتماً ائماً.
فـ
( يوم تقتحمُ الذئابُ علينا الأقواس )
سنقدمُ لها السندويش والضجرَ
والقوافي النفسية في معلبات.
ونهرعُ لنزهةِ طارئةٍ في العين
الساحرة.

[ الأحمر ]

لم يحلم بأرض.
قال :
لستُ من العتالين لأحملها
بسكانها.
لم يرسم حريةً بفستان.
قال :
تختنق بالتفصيل والخياطة والتطريز
والأزرار.
لم يكتب عن الحنينِ جملةً
صافية.
قال :
لن يعزي أحداً برحيلِ الفقيد.
و (كل رأسٍ قطرةُ نسيان )
قال :
لديه نساءٌ ٌ،
ولن يُصي لهنّ بارهن،
خوفاً من التفكير والتكفير.
لم ينم على مخدةٍ.
قال :
الجبال تحت هِ،
وتكفيهِ قيلولةٌ بين روائع الشياطين.
لم يقدم لي باقةً من قصائدهِ.
فتركتهُ معلقاً بملاقطَ صدري وانتحبت.


[ بالأسود ]

أية ترجمةٍ للصحراء،
وهي تطاردُ الغريبَ وتمحو انهُ
من الأفق.
ولمَ لا تعرف الكلماتُ من مجهولي
سوى النقاط.
سأكملُ الجملةَ التالية..
أنتِ
مبللةٌ
على
متن
البيانو.
ومن حولك الثعابينُ تنفخُ
في الأبواق.

[ الأحمر ]

القمر الطويل بظلالهِ البربريةِ،
هو أنتَ.
مضافاً إليه سكك القطار الملتويةِ
في الذهن.
ومضافاً إليه كأس مهشم تقرر أن لا يكون بعدكَ في سهرةٍ أخرى.
كم هناك من الأحصنة في الفاعل المتحرك
في الجمال،
وحتى سيلان الظهورِ،
وسقوط الركبِ على الصفحات.


[ بالأسود ]

تعالي أنتِ ونهديكِ وأم لثوم
وكورالٍ من الأنهر والعرائش.
فقد دخنَ الليلُ من أجلكِ النجومَ وأثاثَ
الكتابةِ.
وما من أثرِ لطيرٍ إلا في مضائق
الكمنجات.
( الوطن ممحاة ٌ )
وكلما رفعَ العاشقُ كأساً،
اصطدمَ بجبلٍ لهجرةٍ وهجيرٍ وهجران.
ثمالةُ المصابيح في فراغنا،
تدور.
وكم في الذهن من سقوفٍ مهدّمة
على اللغات.
تعالي مع أسراب المقطوعات،
بديلاً لعطور مدنٍ مُسحت
حتى من متخيلاتنا.

[ الأحمر ]

الجن.. س..
البروتين السكران/ مسرح الحوادث / العيون المعقدة/ ضمير اللغات المستتر/ المعدنُ المُشفر/ تلقيح جنائي/ الكرسيّ السحري/ طبقة جوفية للنبيذ/ الضباب الملون/ تنورة من قماش الريح/ توت برّي/ اليوم الميلادي الأول/ همس ٌ في القشدة/ بضع دقائق على أبواب بركان/ غريزة تذكارية/ بيضة الشيطان/ خبر مغمى عليه/ نادي استوائي/ لعبة دومينو في عرض البحر/شرح لبلاغة السلالات/ مصيدة الأسماك والتيجان والمقدسات والثيران والمؤلفين والدساتير والمجاذيب وباصات التاريخ والسلم الموسيقي والكهرباء والآداب /
أنا وحيدة في البيت مع الجن /
وماثلة للطباعة.
أرى الترياقَ في عكس اتجاه
عقارب
ساعتي يتهودج.
فيما الحبرُ الأعظمُ،
يمضي بكشكشةِ الثوبِ،
وإلى أن يكشّ عن رقعتي ملك
الجن.


[ بالأسود ]

لستَ بالنمساوي أو بحفيدٍ
لقراصنة.
ولا أنتَ بحامل برجل أيفل وشماً
على الذراع.
لستَ بكاردينال من قبائل الأنكليز،
ولا بحشاشٍ من قلية.
لم تغتصب حورية البحر في الدنمرك،
ولا أطفأت شعلة تمثال نيويورك الحديدي.
فلمَ يتبعكَ التتارُ إلى سقف الكون،
وكما الآيل الأيسلندي تَمسك مكَ،
وتتكوم على كرسيّ القطب.
( أ هو حزن السمك الملائكي )
عندما يضيقُ الأكواريوم،
ويسيلُ الغروبُ على الوجهِ نهراً
من رماد.
يا إلهي..
حتى الكأس تُقصي الغريبَ
عن تهِ.

[ الأحمر ]

ترجمني بعينيهِ..
وراحَ يدخنُ مني الحواسّ طبقاتٍ
ومؤلفاتٍ وبساتين.
وترجمهُ لساني بتصرفٍ،
حتى تفجرت في آبارهِ اللغاتُ.
الآن..
أجلسُ مغمورةً بطيوفهِ،
وليس منه معي سوى متفجرات
تبعثرني قصاصات جازٍ مشتعلة
فوق المياه.
فأية حكمةٍ أشتقها من ائرٍ
( غيابهُ نصّ لا يُستعاد ).


[ بالأسود ]

وشيدّنا للدمع وراً..
( تتهجى فيضاناتها يافكِ )
لا تنم على سرير دون أجنحة.
فالأيام المباركةُ،
عواصفٌ من ماح.
لا تفرّ من الألبوم الدماغي..
فهناك ليلٌ عند الهضاب،
ومنه ثيابنا في كرنفال الخطوات
الضائعة.
حيث تمتلئ الأجنةُ بكهربائيات الخمرِ،
وكل وجهٍ يُضاء بعددِ الكؤوس.
تعالي..
( خذي من الماء فراشهُ )
لتتسكع على تراب النهودِ
الأرانبُ والحشيشُ ونصوصُ
الحانات.
تعالي..
الموجُ مندوبنا السامي في تراث
الزلازل والظنون.

[ الأحمر ]

ما من عاشقٍ ../
بصيغة
الماضي.
الآن تحمل ُ الأرضَ،
لتنامَ خارجاً.
( وسيجري في روحكَ السهمُ الطائشُ )
وقلت :
اتبعيني في مصاعد الأديم.
( لكل لغة خطيئة )
وما من ثمرٍ يطلعُ من لازمةِ الخوف
وينطقُ.
فأين المظلة الواقية من التيه
في العيون.
( والقلوبُ بلدانٌ تنتحبُ )
ها نحن الذين كشارعٍ بردّانٍ
ثيابنا معتمةٌ.
وتاريخنا جدار ٌ.


[ بالأسود ]

الليلُ
من
طيور
الغرف.
أينكَ أيها الشرقُ..
يا جريدةَ الجرادِ والجحيم.

[ الأحمر ]

سجنكَ عندي..
تلوذُ بهِ.
ولا تهربُ منهُ.
كأنكَ
باقٍ فيهِ إلى يومِ القيامة.


[ بالأسود ]

قبل أيامٍ.
الوردةُ الأنيقةُ بالفاز،
أيقونةُ حنين.
بعد أيامٍ..
( الذبولُ لوحةٌ معدّلةٌ للنسيان )
وما بين الأيام..
أنقاضٌ نرفعها.
ونسميها بالوطنِ الضائعِ بالبريد.
هناك الأيامُ الوسطى،
مواقدٌ ترفرفُ فيها الأجسادُ.
حيث الحبرُ لقطةٌ خارج الأزياء.
ولا تنام هادئة.

[ الأحمر ]

كيف أتحكمُ بقلب يمتد على ول
قامتك.
هل سأكون المقطع الختامي لأناشيدكَ
المتهورّة.
الآن..
نحن انفعالُ الأريجِ بنبضاتِ
ذاتهِ المتكسرّة.
وقد سقطتُ من إيقاعي عليكَ
بين النيران،
ناسيةً ردّمَ ما كان فيك من
توترٍ وهمسّ.


[ بالأسود ]

اللغاتُ عيناً عيناً.
أضرحةٌ وطياراتٌ وكهوفٌ وحروبٌ.
الزمنُ أرضاً ضاً.
حقولٌ مبلطةٌ بالثمار العسيرة.
النساءُ فصلاً فصلاً.
( فساتينٌ متوسطُ أعمارهن العرّي )
المعارفُ طيراً يراً.
( حروفٌ جاثمةٌ في الهجرة )
الصعاليكُ نقطةً نقطةً.
( يلقون في التهتكِ زوارقهم ليلاً )
وما من مُستوطنٍ في حبرهم.
ربما ستستمع لثرثرةِ الغيومِ فوق الحقول
والأمصار.
ولكن..
ما من مصباحٍ بقارئ للبروقِ
سواك.

[ الأحمر ]

ضحكةُ الماء.
وردةُ الخليقة.
وأنتَ لطخةُ عطرٍ رسمها الجنسيون
بالقلمِ الرصاص.


[ بالأسود ]

بعد سلسلة الجبال والأيام والتواريخ
المُصورةِ،
ليس من جنازةٍ للغريب داخل الألبوم.
( فهو الآخر أغنيةٌ نفذ وكسجينها )
تحت قبّة الغروب.
جسرٌ طويلٌ
الأقدامُ عليهِ جملٌ موسيقية.
غيومٌ كهلةٌ.
التيفوئيدُ يبللُ ثيابها.
ونحن النباتيون القدامى على الضفاف
( نرمي قلوبنا على المياهِ خواتمَ )
لتشتعل.
كم على وجوهنا بلداننا تهرولُ.
كم عدد الغجر على كرسيّ
القلب.
كم الفتاة عارية في الخوف.
كم الأسلحة هرّمت في العقل.
الآن..
في اللا نوم بالضبط..
يعزفُ المؤلفُ مقطوعتنا بأصابعَ
تتساقطُ منها الغيوم.

[ الأحمر ]

يحرقُ سفناً على الأوراق،
ويستدعي غرقي.
يأتي بالكورال إلى أرضي،
ليسطعَ من جميع نوافذ الشرايين.
بعدها..
يتطلع في ركبتيّ العمياوين،
ليسوق من بينهما الفحشَ بعصا
المايسترو.
فيما السيجار ذاك..
كان
في مرارتي ينطفئ.


[ بالأسود ]

الرأسُ شناشيلُ ثلج.
والعينُ
( ثُكنةٌ يملؤها الساهرون )
ورقٌ
وغناءٌ
وذاكرةٌ
وأشباحٌ
تجرّ الرمالَ خلفها كالسيوف .
في السينما المقابلة
تفجير الزمان.
والخيالُ الهاربُ من ظلالهِ في الغرف.
وكان هناك السديمُ أيضاً..
وعلى تلال معجمهِ المتصوفةُ،
مرتفعين بأناشيد العادة السريّة.
وغارقين تحت وابل الجُملِ المهدّمة بالوداع.
وكان ليلاً..
كقارب لكائنات غير منظورة..

[ الأحمر ]

طاردتهُ في البرارّي..
فاصطادني بين مقامات الآه.
غازلتهُ بالكرسيّ الذي كان ينقلبُ
فيهِ.
فهشمَ لي مقدمي عي،
ماضياً بشهوتي إلى أعلى الجبل.
هو الإقطاعي.
وأنهبّ منه ترابَ فستاني.


[ بالأسود ]

والهُدهدُ
قارئ
الينابيع
( حطبٌ على الأسلاك )
يكشفُ عن مياهٍ،
لنحترق هناك.
هي أيضاً مثل عشتار،
تبكي محرارها المكسور في المصعد.

[ الأحمر ]

يريني حزنهُ/ قلاعه/ خطه / نجومه/منفاه/خموره/غموضه /
وسكان رأسه من بدائع الاضطراب والتقلبات والمؤلفين.
بألفِ مرآةٍ يحيطني،
كي ينقب عن نباتاتٍ له في فصولي.
يقودُ حتفي مامهُ.
فأنخفضُ.. فأعلو ..
وحتى امتلاء الأحواض بالهذيان.
أنا سكرتيرةُ تراثه العدمي.
وحتى احتراق اللمبتين على ي.
الرجلُ المضارعُ.. هو .
وكنتُ سبورتهُ في مقتبلِ العمر.


[ بالأسود ]

البحارُ الآن..
أعمدةُ زجاجٍ ترتفعُ .
فتعالي نتسلقُ ظهورها هاربين
بالبريدِ النفسي نحو تلك المقاطعات.
ولتكن ..
( نظرتنا الأخيرة على القفص )
تعالي نستلقي تحت غلاف الماء،
وليكن..
( عرق الريان قيصر المائدة )
رؤوسٌ تتكهربُ بمحلولِ الحرير،
والكلمات من أعالي الطوابق
تتهاوى.
تعالي لنشتقَ التعابير من صورنا،
ونحن نرفرفُ على الحبال.

[ الأحمر ]

وأنا أستطلعُ روحكَ بأشعة X .
وَعْوَعَ كلبي الصغيرُ.
فطارت منكَ طيوركَ في مياهي
العميقة.
كان مشهداً للزفاف المجازي.
النبيذُ المترنحُ بين ألف مليون خلية
متغنجة.
البستانُ المتأهبُ لنسيانِ شخصيتهِ
الزراعية في ذات الحبّ.
والوقتُ
يقتحمُ
ويختلطُ.
فيما الحبرُ المتلاطم في آلتي الكاتبة،
كان يرسمُ العالمَ بثرثرة من ذاك الطباشير.


[ بالأسود ]

أنا شيخُ طريقتك الصوفية
في تأتأة التخت.
وعلى
ذكري
ستأتي
الرياح.

[ الأحمر ]

كدّسني في استعمالاته الظرفية..
وراحَ يروي لي وداعهُ.
طهرَ حروفهُ من الأوثان..
ومُنظماً بلدانهُ في دورة الانتحار.
على طرفهِ الآخر،
لقطةُ خمرٍ بين قوسين.
هو الطالع في كاسي عريشةً.
القاتلُ أسئلتي على تربتي.
دفنَ فلاشهُ الطويل في ليلي ذبذبات ٍ،
وفرّ يهذّي ربيعي خارج الأرشيف.


[ بالأسود ]

خصلة
الشيطانِ
في
صورةِ
القراءة.
ومنها نصنعُ كرسيّاً لمؤلفٍ دون تباع.
هكذا مطلعُ النصّ :
الألفُ الغصنُ القلقُ.
ومعهُ أوراقهُ المليئة بالرموز.
السينُ القنصلُ.
يفتحُ العينَ نهراً متصوفاً
في مقعد الدال.
حيث تنشرُ الطيرُ التأويلات
( لشهوةٍ عمرُها الله )
الهوى الهباء.
والحب
يستعرضُ نفسهُ بين أقدام المراوح.
كنتُ في مسرحي مترنماً
الألفُ النطقُ.
وعلى مشجبهِ السينُ الجبلية.
العينُ مشكاةٌ.
والدالُ كمينُ الذنوب.
كنتُ مؤثثاً بسعادة العاصف.

[ الأحمر ]

أيها الكبشُ الخرافي..
ماذا ستفعل أثناء غيابي عن ي.
هذا اليومُ حاشدٌ بالنزواتِ الطارئة.
وستأتي إليكَ من عندي الحروفُ
لتغتسلَ في مرمى نظرك.
ورّقني
بصفاتي
في
المفكرةِ.
ودع لي منكَ نطفةَ عطرٍ لبرج
الحمَل.


[ بالأسود ]

موسيقى شاسعة..
تتقدمها اللغةُ بفراشاتها المُحبرة.
وبخيولٍ تخوضُ في النبيذ.
تذكرتُ
( أن البُزُقَ بكاءُ الجبال )
حيث نكون والأيامُ في مهاجعَ تحتلنا
فيها الضباعُ.
( لم يبق من الليلكِ الغريقٍ سوى عطره المرّ )
وهو وصفٌ لثيابٍ يخلعها القلبُ.
وهو تهجئةٌ لجذورِ أرواحٍ،
ما زال رنينها يتبخرُ من أسرةِ العيون.
أنتَ التارك نفسكَ رماداً..
( ولا تأخذها قليلاً خارج الأقواس)
قريباً من الشناشيل..
بعيداً عن مصنفات الجسد.
أنتَ الرائي
(ما من حبّ يخلو من ينما )
خيامٌ من لفاظٍ،
تنبتُ وتذهبُ مع الريح.
أُسرٌ من العطور،
تتلاشى ولا من شاخصةٍ لمتوفى.
الموسيقى الشاسعةُ تفيضُ بأجنحة.
فأي حبّ هذا..
شقٌ صغيرٌ في قميصكِ،
يصيرُ مسلّةً لتأمل البراكين.

[ الأحمر ]

بين جبالي الرمُانيةِ المزخرفةِ بالسحابِ ..
بحثتُ عنكَ في تخت الريح.
لم أجد أثراً لكَ في قيلولةٍ أو لم.
هكذا ذبتَ يا جلجامش،
لتمتلئ
قواعدي
بالخلود .