أسعد الجبوري
(العراق/الدنمارك)

1

الجمالُ ملفٌ قبالة العين.
والنظرُ يسكرُ مرتبكاً مع الآلهة في التفاصيل.
كم كنا نجري سمكاً على طول الدمع.
ومعنا القواربُ مرسومة بالطباشير.
وكم كنا نرشدُ أصواتنا إلى خارج الحنجرة:
يا تاجر الملابس .
لا نريد مكياجا لأجسادنا.
دع الذكور في الإناث تتهدم..
وخذ صورة لعراة الثعالب في برارّي الطيش .
حيث الأصابع بين أشجار الكاكاو رماحاً
غارقة بالشمس .

2

الصيادُ الدنمركي
صديقُ سفنكَ العابرة نفسك في الماء
الأسود والحنين والرخام .
كم تراك قطعة جليد على صلعة
الأطلسي مثلهُ.
تتأملُ الدببّةَ وزجاجات الفودكا والبارفان وزيت الحوت.
الذاكرة قوقعة في الحياة المقوضة كجدار
في عرض صحراء .
لا تحفظ من الأسماء إلا الجثث.
ومن الحوادث إلا صفيح الآلام وعظام
الرومانطيقية وشوارب القرش أبو مطرقة.
أيضاً سترى التاريخَ على هذا السماد الجليدي
ذئباً يمتلكهُ العواء المجرد من رائحة القمر.
كأن في الليل هذا..
لابد من الصيد في المخيلة .
وتناول كأس نبيذ مع وديع سعادة.
فيما التاريخُ في محيط البستان الافتراضي،
بقرةٌ استرالية يتجمهر على ضروعها ضاربو الجاز
السعيد.

(هامش)
الوحدة هنا رصيفٌ يغمرُ الروح .
لا معنى لحملهٍ أو تركهٍ مليئاً بالبصمات.
على مقربة منه البحر الهارب من الأرشيف .

(هامش)

ما أطول حبال الغسيل الخارجة
من العين إلى الحبّ.
وما أكثر النسوة النائمات كالفُقمات
بين شقوقك.
حيث العقيق السكران يكتبُ عن ملاجئ
النار والورق والضجيج.

3

يجلسُ معنا النسيانُ في المكتب البحري
القريب من آثار الجسد المقوض إلى جانب السديم.
النظرُ شارعٌ تائهٌ.
وكم أنت في الماء تنقلبُ.
تتلاشى. تتعاقبُ. تتشققُ. تتبدلُ.
وكم أنتَ آدم ٌعلى ظهر باخرة
تجرها التماسيحُ في مجرى البوصلة
المكسورة.
الأرضُ هي الأخرى ..
أليست ملهاة تتبعُ تربتها في آثار إناث
علقهنّ الربُ عناقيدَ على أعمدة الريح.
تسألُ النجمةُ العابرَ في الصيد.
فيأخذها الموجُ لحضنه..
بعدها السريرُ الوثيرُ وغازُ الخصوبة.
وحيث حشرات المنوي تتنزهُ.

4

أيها المفكرُ البصري
لماذا تختبئ فيما وراء البؤبؤ
كجندي مجهول .
ليس كثيراً لو قمت من ضريحك لتفحص
العالم .
الدجاجةُ الأيديولوجيةُ تناديك لرقصتها
قبل أن تسقي الثعلبَ من حليبها الجنسي
دون تذمر .
أيها المفكر النظري
الأفكار مثل الجدران تنهارُ وترتفعُ.
كما تُصنعُ منها حبال القنب للامتداد نحو
آبار المستقبل.
أيها المفكر العيني
ثمت بشرٌ زمنيون.
ثمت بشرٌ لا زمنيون
وكلاهما في طور الجفاف.
الآن..
تقفزُ الأسماكُ من الأعين مغادرةً
المغسلة.
فيما تنقطعُ الكهرباءُ عن العاشقين،
ليُحرمَ الغرامُ من لعبة الأتاري .

5

العاصفةُ التي مرت بالعين،
لم تترك غير رقم هاتفها الخليوي.
وبعض ملاجئ لأسمهان ولغجر الفرات
في السيمفونيات.

7 /ابريل/ 2007
aaj_001@hotmail.com