أربع شاعرات من الهنود الحمر

ترجمة: فوزي محيدلي

بدأ كل شيء فوق الماء:
السهام، الأقواس، حشد الرياح، جاذبة
المحيط البدائي الى الهواء، لتعيده ضمن
دوامات، زوابع، انتفاخات. في البدء
كان لا شيء سوى الماء. وفوق الماء، الهواء
هواء أزرق مليء بالبشر. فوق الماء
ثمة ثقب في السحاب وامرأة تنظر عبره، تحلم
وتسقط.

كاترول سنو موون باكوفنر (*)

(قبيلة "ابيناكي")

إنها تمطر في هونولولو

ثمة ضباب بسيط على جبين الجبل،
كل ورقة زهرة، ورقة قلقاس، شجرة أو نبتة
ترتجف من النشوة
وأغاني المطر التي شدا بها كل أولئك الزاهين الذين
نادوا المطر
يمكن العثور عليها هناك، مزدهرة تحت جداول
الغناء
يجعلنا المطر نتفتح، كما الأزهار، أو الأرض التي مضى عليها
أكثر من فصل وهي عطشى.
توقف كل حديثنا، نهجر التفكير أو العزف على
السكسافون لنشرب ذلك الغموض
نصغي الى حالة التنفس تحت أنفاسنا.
على هذا النحو غدا المطر مطراً، وغدونا نحن بشراً.
يُشبع البلل كل شيء، بما في ذلك أخطاء
السقوط الثاني.
سنزرع الأغاني حيث كانت الشتائم

جوي هارجو (*)

(من أمة "الماسكوجي")

"هندي أحمر يبحث عن صحبة"

كان هندياً أحمر
رماه الزمن في المدينة حالماً بالفتيات البيض
مرتدياً القدر كقبعة تتسع لعشر غالونات.
شعر أسود زاحف كما العقرب على ظهره
خطوط طويلة من الشعر تنتظر أن تلمس
في ساعات الظلمة قبل استيقاظ المدينة.

* * *

كان هندياً أحمر
مغنياً
شاعراً
واعظاً
أو راقص باوواو
كان سياسياً هندياً
يتكلم لغة السكان الأصليين
ويمضي الليل يذود عن الحرية

* * *

مولود أسمر كفاية أو أحمر
عينان بقساوة الرخام
صلبتان كالفولاذ، شريدتي النقاد، عينا قطة.
عدّاء هندي، قوي عضلة الساق
قادر على مطاردة شبح جيم ثورب،
يحطم ما يشاع عن الأرقام القياسية.
التي كسبها الاخوة أصحاب
البشرة السمراء
ذاك الذي يستطيع الغناء بلغة الهنود الحمر
واللبس كرعاة البقر
والتحدث عن العدالة.
جالب حظ حتى دون فريق كرة
إنه هندي أحمر
يبحث عن صحبة
ليس في مقتبل العمر، ليس معروضاً للبيع
هندياً
بمقدوره تقلد الشهرة البسيطة جيداً
على عظمي وجنتيه المنحوتتين.

كمبرلي بلايزر (*)

من "الأنيشنابي"

أهندية أنتِ؟

الجواب الأول صغته من الخجل،
كلمات بمرارة قشرة حبة الجوز:
"أجل لكن جزئياً".
جوابي هذا، اعتذار، تابوت ملائم
لاحتواء ذاتي الهندية، لتجميعها
في مكان مرعب.

* * *

لأن أمي، مرعوبة
من ذاك القليل من تجعد الشعر أو الكثير
من تلويح الشمس،
موهت طلتها بتجعيدات شعر مشغولة
وبقبعات عريضة الحافة
علمتني جيداً فن التضليل
عند تحلقنا حول دفاية طفولتي التي تعمل على الكاز.

* * *

ظللت أعتمد ذاك الجواب الى أن التقيت
برجلي الأصيل الأول ـ رجل كله ذراعان وساقان
التي تشكل زوايا مجنونة وهو يقود شاحنته الصغيرة
البرتقالية.
رماني بتكشيرة محارب تعلمها، كما قال،
خلق قاعة اجتماع شيوخ القبيلة،
من أصحابه الهنود الذين اختارهم بديلاً
عن رفقة كرة السلة في المدرسة.
أجل، هذه التكشيرة شكّلت، كما قدّرت،
على الكبار الذين يحتضرون في قاعات لعب البينغو والبارات.

* * *

"أي جزء؟" سألني،
وهو يخطو صوبي ليتفحص رسغي، "هنا؟"
"أم هناك"
الفجوة التي عند أديم حنجرتي.

* * *

لكني سرعان ما ركضت،
مبتعدة عن لمسته، ضحكته، نظرته،
غير مستعدة لرمي الحجاب
الذي استلزمني وقتاً طويلاً لحياكته،
غير مرحبة برؤية
حقيقتي النفيسة تنكشف.

ليندا بويدن (*)

من "الشيروكي"

المستقبل
الخميس 2 آب 2007