قاسم حداد:
كنت أقول لمارسيل: ليدافع الناس عن حروبهم ولنتفرغ للدفاع عن حبنا

ثقافة - جعفر العلوي:

اعتبر الفنان اللبناني مارسيل خليفة تجربته مع الشاعر البحريني قاسم حداد "نقلة نوعية" في تجاربه الموسيقية بعد العديد من تجارب التلحين والتأليف التي أدّاها بالتعاون مع عدة شعراء وكتاب، مضيفاً "أشعر مبكراً بما تقترحه التجربة من تشغيل المخيلة الفنية في أكثر من صعيد".
وقال خليفة في مؤتمر صحفي عقد بمتحف البحرين الوطني أمس الإثنين وجمع بينه وبين الشاعر قاسم حداد ومصممة الرقصات نادرة عساف والفنانة أميمة الخليل للتعريف بالتجربة الموسيقية الشعرية المسرحية المشتركة لهم والتي ستعرض على الصالة الثقافية في الأول والثاني من مارس المقبل ضمن فعاليات ربيع الثقافة 7002م، قال إنّ هذه التجربة أتاحت له "تحقيقاً فعلياً لفكرة التحويل الموسيقي للنص" بالإضافة للدلالة التي تجعل من الإشتراك بين موسيقاه وشعر قاسم إتصالاً برؤية مميزة في الكتابة الشعرية العربية على حد قوله.

وأوضح مارسيل أن عرض الإفتتاح الذي سيقدم يتضمن التعبير الجسدي والموسيقى والشعر في اقتراح تعبيري يستفيد من التراث والتوظيف التقني بالإضافة إلى اعتماده على تكوين الإضاءة وهندسة الصوت كمحورين في لحظة العرض، مؤكداً أنّ الفنون تتصالح مع بعضها في هذا العرض وليست تتكىء على الشعر.
من جهته، أشار الشاعر قاسم حداد إلى أنّ أهمية تجربته مع مارسيل خليفة تكمن في كونها نضجت عبر سنوات منذ نشره ديوان "مجنون ليلى" حيث أبدى له مارسيل ولعاً بالنص، الأمر الذي كان يسبب لقاسم قلقا دائما حسب تعبيره "لإحساسي أن مايذهب له مارسيل يضعني في سياق جديد لتجاربي السابقة مع فنون أخرى كالتشكيل والمسرح"، موضحاً أنّ قراءة مارسيل للنص جعلته يعيد قراءته، مما ولّد لديه إصراراً في أن يكون متواجداً مع المشاركين على المسرح.
وأضاف قاسم: "هذه التجربة هي جواب لسؤال مطروح على الأقل عربياً على صعيد تقديم الشعر بشكل مختلف، حيث يطرح سؤال عن كيفية وضع الشعر وتقديمه للناس لتحقيق اتصال مختلف عن السابق بين المتلقي والشاعر".
وأشار قاسم إلى أن الإتجاه الجديد لمارسيل جعله يتعلق باقتراح تحقيق "مجنون ليلى" لأنه يستجيب لرغبة مقاومة اللحظة العامة، موضحاً أن جواب العمل وطرحه هو رغبة لصد العنف والحرب وأضاف: "كنت أقوله له، ليدافع الناس عن حروبهم ونتفرغ للدفاع عن حبنا"، وأعتبر قاسم أن هذه التجربة "تختصر مفهوم الدفاع عن الحب وتستجيب لرغبة الانسان في الذهاب له"، متمنياً أن تسهم في الإجابة على أسئلة الواقع.
وفي رده على أسئلة الصحافة أشار مارسيل إلى أن العمل الذي يعتزم تقديمه لاعلاقة له بأعمال سابقة قدّمها مشيراً إلى أنه لأول مرة يشعر بتقديم عمل شخصي يخصه هو بعد تقديمه لأعمال عدّة،طيلة مشواره الفني، وأضاف مارسيل: "في هذا العمل قلنا كل شيء بحرية وبدون حدود وبدون مقص رقابة من ناحية النص والموسيقى والتعبير بالرقص"، مضيفاً: "سقطنا في كل شيء في السياسة وفي الثقافة وكل ماله علاقة بالإنسان، هناك كارثة حقيقية فيما نسمعه وفيما نراه لذلك جاء هذا العمل ضد المد الطافح، لنبعث من خلاله لاءاتنا بصوت عال".
بدا الحضور الصحفي متلهفاً لمعرفة التفاصيل الدقيقة لمشاركة الشاعر قاسم حداد في العمل، هذا التلهف أشبعه مارسيل عندما أوضح أن قاسم سيكون على المسرح "صاحب القصيدة ويعطينا من صوته وأدائه ويضيف على اللوحات حضورا جميلا"، مضيفاً:"لن يتحرك قاسم على الخشبة، وذلك ليس بدواعي إصابته بحادث قبل فترة، ولكنه سيكون جالساً يراقب العمل ويتدخل من فترة لأخرى كشاعر وروائي ومحرض، قاسم هو ضمير العمل، وفي وجوده على المسرح نستعيد الراوي في المعنى الجميل ونجسد الموضوع بصورة أدق".
وأكّد مارسيل على ماذهب إليه قاسم من أنّ الشعر بهذا العمل يفتح مجالاً آخر للتقريب بينه وبين المتلقي، مضيفاً: "رغم الهوة بين المتلقي والشعر لازال الشعر في عالمنا العربي قويا ومسيطرا على كل الفنون لأنه راسخ في ذاكرتنا واستطاع أن يؤثر على كل الفنون وحتى الشعر العالمي".
وعن المدة التي استغرقها الإعداد للعمل قال خليفة: "استهلكت الموسيقى الكثير من الوقت لأنه من الصعب كتابة الموسيقى لنص، ومن ثم جاءت مرحلة العلاقة مع النص ومصمم الرقصات بالإضافة للفترة التي استغرقتها في الوصول لما وصل إليه قاسم في كتابته للنص وهي فترة عشر سنوات من تاريخ قراءتي له"، موضحاً: "وعدني قاسم عند قراءتي النص بالنور، وأعطاني حرية أن أراه أو لاأراه، استفزني قاسم كشخص يضلل القاريء والمستمع، وأنا بطبيعتي أكثر ميلاً للشخص الذي يجعلني غير مطمئن".
إلى ذلك أشارت مصممة الرقصات اللبنانية نادرة عساف إلى أنّ الشاعر حداد بنصه ساعدها كثيراً لتطبيق فلسفتها في الرقص والتي تتعدى التسلية، مشيرة إلى أنّ الطريقة التي تستخدم فيها الجسد ليست طريقة رقص ولكنها تجعل منه جسداً قارئًا وحاكياً.
وعن الرسالة التي تريد إيصالها من خلال تعبير الجسد في عرض الإفتتاح قالت عساف: "الرسالة التي ترغبون في أخذها من العمل خذوها، ولكن رسالتنا نحن هي التوحد على المسرح".

*****

بحضور رئيس "الشورى" وسفراء.. والإقبال فاق الليلة الأولى
"المجنون" يعيد الجمهور البحريني إلى الشعر والموسيقى

الوقت - خالد الرويعي:

شهد العرض الثاني من ''أخبار مجنون ليلى'' يوم أمس إقبالا غير متوقع فاق الليلة الأولى، فمع دخول الجمهور الذي توافد إلى صالة البحرين الثقافية في الساعة السادسة بدأت اللجنة المنظمة بتنسيق عملية الدخول وتنظيم بعض حالات الازدحام التي شهدتها الصالة. ومع اقتراب موعد العرض في الساعة الثامنة مساء أغلقت اللجنة المنظمة الأبواب قبل الموعد بنحو نصف ساعة، مما حدا بالجمهور إلى الانتظار خارجاً لحين فتحه من جديد ومشاهدة العرض على عتبات الصالة الداخلية أو الوقوف على جنبات الصالة. ويقدر حضور الليلة الأخيرة للعرض بنحو 900 متفرج يشمل الجالسين على 750 مقعداً و150 متفرجاً على العتبات والجوانب، في حين عادت بعض الجماهير أدراجها لعدم وجود متسع داخل الصالة. وقد تنوعت أطياف جمهور مارسيل وحداد من المواطنين والمقيمين في البحرين، حيث حضر العرض رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح وعدد آخر من أعضاء المجلس، إضافة إلى عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية.
وتعتبر انطلاقة موسم ربيع الثقافة (2) تأكيداً على عمق الثقافة والفنون التي تحتضنها البحرين، حيث أشاد عدد من الفعاليات المحلية والعالمية بموسم الربيع لإبراز وجه البحرين الحضاري بوصفها ميناء ثقافياً. كما رحب عدد من الأوساط الثقافية داخل البحرين وخارجها بمبادرة تبني اللجنة المنظمة للمهرجان بإنتاج عدد من الاعمال المشتركة ك (أخبار مجنون ليلى) للفنان مارسيل خليفة وشاعر البحرين قاسم حداد، وأن يسهم هذا الإنتاج في دفع حركة التنمية الثقافية في البلد عبر مؤسساتها الأهلية والرسمية.
وقد أثار عرض الافتتاح حفيظة النائب البرلماني محمد خالد، حيث أورد موقع (إيلاف) تصريحاً لخالد عبر فيه بلغة تهديدية عن استنكاره لما سمع به، إذ أنه - وبحسب تعبيره- تلقى عدداً من الشكاوى تستنكر ما شاهدوه في العرض. وقال أيضا (إن هذا ربيع السخافة وليس ربيع الثقافة. وفي أسلوب تهديدي دعا النائب وزير الاعلام - بحسب إيلاف- إلى فتح تحقيق عاجل، مطالباً عدم تكرارها في المرات القادمة، وأضاف خالد (وسنحاسبه - أي الوزير - والقائمين على المهرجان بعد التأكد مما حدث تماما أمس). كما تداولت الهواتف النقالة يوم أمس عدداً من الرسائل التحريضية القصيرة والموقعة باسم أحد النواب المحسوبين على كتلة سياسية، متهماً انتاج العرض بسرقة أموال الشعب كما ورد في الرسالة.

*****

"أخبار مجنون ليلى".. وقيادة مشاعر الموسيقى

الوقت - خالد الرويعي:

عندما تحدث مارسيل خليفة في المؤتمر الصحافي الذي عقد بمناسبة عرض (أخبار مجنون ليلى) عن ان تجربته مع النص أتاحت له تحقيق الفكرة الجوهرية لما يسميه بالتحويل الموسيقى للنص بعناصر ابداعية مختلفة ومتنوعة، كان يقصد منها الدخول أيضا في عوامل مختلفة على الصعيد البصري، فالجمهور الذي حضر لعرض (أخبار مجنون ليلى) لم يكن على استعداد - وهو النقيض ذاته عند مارسيل - أن يصغي لعرض مدته ساعة و45 دقيقة، فبدا الجمهور مهوساً بالتصفيق مع نهاية كل مقطع.. مع نهاية كل أداء، وهو بعكس ما رغب مارسيل بتحقيقه، ففي طموحه كان يود تقديم لحمة متماسكة تعج بالصمت في حين والصراع الموسيقي في حين آخر.
لكن هذه الوجبة الدسمة التي قدمها مارسيل لجمهوره كانت تمهيدها -ربما- لمشروعات أخرى تهيئ استقبالا مختلفا لأعماله، وبدا واضحاً أنه يريد ان يري الناس كم ان الحب باستطاعته أن ينتصر على كل شيء، فالفنان الذي كان يقود الجماهير إلى (ريتا) و(أحمد العربي)، قاد جمهور الصالة الثقافية يوم أمس الاول إلى (قل هو الحب)، وبدأ الناس في ترديدها:

(قل هو الحب
الذي أسرى بليلى
وهدى قيساً إلى ماء الهلاك
قل هو الحب
يراك)

والموسيقى بحوارياتها أيضا ساهمت بنزع فتيل العادة التي كان يتربى عليها الجمهور لفترات طويلة، فمن الارتهان لحالات التصفيق والنزوح لرغبة المشاركة - وإن بدت في المشهد الأخير- إلى الانصات، وهو نفسه يعطي مؤشراً إلى قيادة (الجماهير) نحو الاستماع بدرجة كافية بعيدا عن الدرجات القصوى للحماس وحصر مارسيل في فكرة (الالتزام) المجانية والتي عانى منها كثيراً.
فالعزف الانفرادي (الصولو) - مثلاً- ساهم في جلاء حالة الشخصيات التي جسدتها الفرقة الراقصة، فمن (صولو) الكمان إلى الكلارنيت كانت هناك ثمة أحزان في حين ورجاء، وقد عبرت مثل هذه الأدوار عن الأصوات الداخلية التي توزعت في نص قاسم (أخبار مجنون ليلى).
فعازفة الكمان قادت المشاعر إلى عنف الواقع وهو يحيط بقيس.. يحيط بليلى، ولم يكن على مارسيل حينها إلا أن يضعها أمام مقدمة المسرح معتبراً إياها فصلاً في جنون قيس.
وفي عدد من المقطوعات لعبت الموسيقى دوراً رئيساً في إتاحة الفرصة للمخيلة، إلا أن واحدة منها وبدا واضحاً منها أن مارسيل أخذ يفتش عن بعد آخر في هندسة التوافق الموسيقي، فالآلات كانت تحكي أبعاداً نقيضة عن بعضها البعض ولم تلتزم بحالة الموسيقى التقليدية، وهو الامر الذي يتقصد إثارته مارسيل في بحثه عن القيمة الابداعية لتحويل النص الشعري إلى الموسيقى.
لكن مارسيل لم يكن وحده، كان هناك قاسم حداد يروي ويتقمص جالساً على كرسيه.. وكانت أميمة.
ففي أحيان كثيرة وعندما كان مارسيل يثير فينا كل ذلك الحزن وكل ذلك النشيج، ثمة صوت نسوي يخترق كل ذلك، عذب بعذوبة الماء ، صوت يمسح بأنامله كل ذلك النشيج وذاك القهر، قيل إنه صوت قوي، لكن قوته لا تكمن في مساحاته بل في حنوه ودفئه، إذ كيف يكون الحب عنيفاً إلى أبعد الدرجات، وذلك هو صوت أميمة.
وعندما غنت (سأقول عن قيس) ما عليك إلا أن تشرع صدرك لتتحسس حشرجة الصوت وهي تعزف على أوتار القلب بخفة من يضمد جراحاً وهي في الهزيع الأخير من الألم، كيف لا.. والآهات تتوزع بين الكلمات.

***

"مجنون" مارسيل ..
ربما حان الوقت لسماع وجهة نظر أخرى

الوقت - حسين مرهون:

نحو الساعتين أمضاهما جمهور الصالة الثقافية متسمراً أمام ‘’مجنون’’ مارسيل - حداد. وعلى خلاف أفق توقعه السابق، الذي أملى على بعضه أن يأتي إلى الحفل - كما العادة دائماً مع التقليد المارسيلي - متلفعاً بالشماغات البيضاء المبقعة بالأسود تأكيداً من جانبه (الجمهور) على التزامه بقضاياه ‘’المعممة’’ التي غنى لها مارسيل خليفة طيلة ثلاثين عاماً، (على خلاف ذلك) جاء ‘’مجنون ليلى’’.
فالعمل ‘’الكوروجرافي’’ المُبتَنى على تقاطع عدد هائل من الفنون والذي استُهلّ به يوم أمس الأول (الخميس) مهرجان ربيع الثقافة لم يهتف باسم القضية ولا باسم القدس أو المقاومة المظفرة، إنما باسم المغامرة الوجودية الأسمى في حياة الكائن البشري: الحب والرغبة
وعلى رغم ذلك، فإن الجمهور الذي جاء بعضه من سياقات اجتماعية مليئة بالندوب، وبعضه من ذاكرة تلقي حافلة باليوميّ والمعيشي، سرعان ما تأقلم مع المغامرة المارسيلية الجديدة، فلم يمنع نفسه من أن تجرب الذهاب بعيداً مع ما يقترحه مارسيل عليه أو، من أن يقف مصفقاً ومسدياً التحايا غضون المستقطعات الزمنية الفاصلة بين لوحة وأخرى.
لكن هتافات الأفئدة الحرّى، لم تكن كافية لكبح الكثير من الأسئلة التي طفت حال التأكد من انتهاء العرض. ومثل أي عمل يشتغل على الاختلاف وعلى الوعد بالمفارقة، لاقى ‘’مجنون ليلى’’ حصته - لن نقول الجاهزة!- من النقد. أولى الملاحظات الناقدة جاءت من الوقت الذي استغرقه عرض العمل، خصوصاً مع إمكانية الاستغناء عن بعض اللوحات التي دخلت مع الإطالة في إخفاق التكرار، حتى وإن حاول مخرج العمل عبر استثمار براعته في التنويع على الآلات الموسيقية، إيهام المتلقي بعكس ذلك.
من جهة أخرى، بدا واضحاً أن طغيان الرقص التعبيري الحديث، والتعويل عليه كثيراً، بعد تطعيمه بإيحاءات حسية، قد أكل الجوّ على دور الشخصيتين الرئيستين: قاسم ومارسيل.
ويمكن التدليل على ذلك بحالات الصمت المطبق التي كانت تستولي على الجمهور الحاضر، في أوقات الرقصات المبنية على حالة التصعيد الحسي، وعكس ذلك، حين غناء مارسيل أو إلقاء شعر حداد. ناهيك طبعاً، عن أن بعض الرقصات جاءت وفية إلى النص، وخاضعة على نحو أثير إلى سلطته اللغوية والتخييلية. وناهيك أيضاً، عن وفائها إلى الموسيقى التي لم يخفف تصريح سابق لمصممة الرقصات في العمل نادرة عساف بأن ‘’الممثلين تدربوا لشهور على الرقصات من دون الموسيقى’’، (لم يخفف) من وقوع الرقصات في شركها.
وليس غياب مارسيل وحداد، أمام طغيان اللوحات الراقصة، بالشيء السلبي، وجيدٌ أننا رأينا خلال العمل كسراً إلى ‘’كاريسما’’ قامتين فنيتين متينتين، إلا أن طريقة توزيع الأدوار على الخشبة، لا يشي بأن ذلك كان مقصوداً، أو قل ليس هناك الكثير من الدلائل التي تؤيد هذا الرأي. فوجود قاسم في أقصى المقدمة إلى اليمين، ووجود مارسيل في أقصى الخلف من الوسط، وحشر باقي المنفذين في الفضاء الجغرافي الواقع بينهما، لا يساعد كثيراً على الاطمئنان إلى أن المقصود هو كسر السلطة (سلطة حداد، مارسيل).

وحتى الآن، ما تزال هناك صعوبة في وضع العمل في سياق الأعمال السابقة التي اشتغلت على نص ‘’مجنون ليلى’’.
وتحديداً مع عمل ‘’أخبار المجنون’’ من تأليف أمين صالح وإخراج خالد الرويعي، بسبب أن عمل مارسيل يتقاطع كثيراً مع هذا العمل من جهة التقنيات المستخدمة: الغناء، صوت قاسم، الموسيقى. والمسألة ليست مسألة مقارنة، فالعملان مختلفان ما من شك، إنما المقصود مدى توفر الاشتغال الجديد على خصوصية في المعالجة تذهب بها في اتجاه آخر بعيد عن المعالجة السابقة. وربما تكون مشاهدة العمل مرة واحدة، لا تكفي لإصدار مثل هذا الحكم. ومنذ صدوره قبل نحو عشر سنوات عن دار أرابيسك في لندن، فإن ديوان حداد ‘’مجنون ليلى’’ قد أصبح محطة لتكاثر العديد من النصوص والفنون حوله. وكانت رسومات الفنان العراقي ضياء العزاوي أولى المحاولات التي سعت للاقتراب من النص، وقد عرفت طريقها إلى صفحات الديوان، قبل أن تتتوج التجربة تالياً بإقامة معرض مشترك بينهما (حداد، العزاوي) في العام .1996

وفي العام 1999 انتهى الروائي أمين صالح من مسرحة النص، وقام بإصدار المسرحية في كتاب العام الماضي 2006 ضمن منشورات مسرح أوال، وذلك تحت اسم ‘’أخبار المجنون’’.
وفي العام 2005 تصدى الزميل المخرج خالد الرويعي لإخراج المسرحية، وتم تقديمها تحت الاسم نفسه على صالة أم الحصم في عمل أهلي مشترك ظهر فيه قاسم حداد راوياً خلف الكواليس، كما لحن الفنان خالد الشيخ بعض النصوص للمسرحية بمرافقة العازف محمد حداد في الموسيقى.

****

ربيع الثقافة يفتتح أمسية حب
لقاء بين مارسيل خليفة وقاسم حداد في لوحات موسيقية

كتبت آمال الخيّر:

يفتتح مهرجان ربيع الثقافة لهذا العام بأمسية حب يمتزج فيها الشعر بالموسيقى، حيث سيقدم الفنان العربي اللبناني مارسيل خليفة قصائد الحب "مجنون ليلى" للشاعر البحريني الأكثر شعبية قاسم حداد إذ سيبرز مارسيل رؤية قاسم لقصة الحب الشهيرة "مجنون ليلى" في لوحات موسيقية غنائية راقصة يشارك فيها الشاعر نفسه بحضوره على المسرح ويقدم قصائده بأسلوب جديد ومختلف عما هو متعارف عليه في الشعر يصاحبه عمل موسيقي استعراضي ضخم تشكل الموسيقى والغناء والرقص عناصر رئيسية وهامة في العمل.
وبهذه المناسبة عقد صباح أمس مؤتمر صحفي تحدث فيه الفنان مارسيل خليفة والشاعر قاسم حداد ومصممة الرقصات نادرة عساف والفنانة أميمة الخليل، حيث تم التحدث عن العمل الافتتاحي للمهرجان الذي سينطلق في الأول من شهر مارس المقبل على مسرح الصالة الثقافية وسيقدم عرض ثان على الصالة نفسها في 2 مارس لإعطاء الفرصة لأكبر عدد لحضور التجربة. وفي كلمة له أكد مارسيل أن أي بناء موسيقي يعمل على نص شعري هو بمثابة التجربة الجديدة في كل مرة بالنسبة إليّ، فبعد العديد من التجارب التي اشتغلت عليها تأليفاً وتلحيناً، أجد أن تجربتي التي أشتغل عليها مع نص (أخبار مجنون ليلى)، هو النقلة النوعية التي أشعر مبكرا بما تقترحه من تشغيل للمخيلة الفنية في أكثر من صعيد. وقال: فهي بالإضافة إلى الدلالة الإبداعية التي تجعل من اشتراكي مع الشاعر قاسم حداد اتصالاً برؤية مميزة في الكتابة الشعرية العربية، فإنني أقف في تجربة تتيح لي فعليا أن أحقق الفكرة الجوهرية لما كنت أسميه دائماً التحويل الموسيقي للنص، بعناصر إبداعية لا يقودها الشعر ولكن يحاورها ويضعها في صميم المعطيات التي تتيحها أشكال تعبيرية مسرحية ليس فقط الأوبرا ولا التعبير الجسدي ولا الرقص ولا الدراما الموسيقية ولا الغناء الفردي أو الجماعي، ولكن كل هذه مجتمعة في اقتراح تعبيري يستفيد من ذلك التراث بالإضافة إلى التوظيف التقني لآليات العرض الفني الممتع والمبهج والرصين في ذات الوقت. وواصل في كلمته قائلا: ففي نص قاسم (مجنون ليلى) يمكننا تحقيق عرض جمالي يصدر عن تجربة بحرينية لبنانية من حيث المبدأ، لكنه من بين الأعمال التي تأخذ طبيعتها الإنسانية كلما صقلت بالعرض في أماكن أخرى من العالم، واستمتع بها جمهور مختلف في كل مرة. وسوف يعتمد العمل بالإضافة إلى الموسيقى والغناء، والتعبير الجسدي والسينوغرافي، وتكون نوعية الإضاءة وهندسة الصوت محوريين في لحظة العرض دائما. من جانبه قال قاسم حداد: إن هذه التجربة إذا كانت جديدة بالنسبة إلى مارسيل فهي جديدة بالنسبة إليه بشكل مضاعف فهي على الأقل في سياق تجاربه السابقة مع فنون تعبيرية أخرى، مؤكدا أن ما يعطي هذه التجربة أهميتها هي انها نضجت عبر عدة سنوات منذ إصدار الكتاب وتولع مارسيل بالنص حيث ظل لسنوات وكلما التقيا يتحدث بشغف عن الكتاب مما ولد لديه (أي حداد) قلقا دائما وخاصة أن ما يذهب إليه مارسيل يحتاج إلى جهد جماعي يضعه كشاعر في سياق جديد مع العلم بأن هذه المشاركة ستكون تجربة مختلفة عن كل تجاربه السابقة التي قدمها مع فنانين وتشكيلين ومسرحيين. وأضاف قاسم أن التجربة إجابة على سؤال قديم مطروح للمناقشة ويتعلق بكيفية تقديم الشعر بعيدا عن الأسلوب التقليدي من أجل تحقيق اتصال مختلف مع المتلقي حيث سيقدم النص الشعري في إطار عمل متكامل موسيقي وغنائي ورقصات تعبيرية، كما أنه سيكون ضمن هذا العمل من خلال حضوره على المسرح كعنصر فاعل في العمل ككل. وأكد أنه تولع كثيرا برغبة مارسيل بتقديم مجنون ليلى إذ أن طرح العمل هو رغبة حقيقية لرفض العنف والحرب، حيث قال لمارسيل ليدافع الآخرون عن حروبهم ولنتفرغ نحن للدفاع عن حبنا. ووجه قاسم الشكر لقطاع الثقافة والتراث الوطني الذي لولا دعمه ومساندته لتقديم العمل والموافقة على شروط مارسيل لم يكن لهذا الحلم أن يتحقق وأن يرى النور. وأكد مارسيل قول قاسم الخاص بالعمل الذي عمل على تنفيذه منذ أكثر من عام حيث إنه لولا دعم قطاع الثقافة وهذه العلاقة الجماعية الوثيقة بين هذا القطاع وفريق العمل ككل من شاعر وموسيقي وفناني إضاءة وراقصين ومصممة رقص ومطربين وغيرهم لما تحقق الحلم ولم يكن مهرجان ربيع الثقافة سيشهد هذه التجربة النادرة والمهمة. وبصدق شديد قال مارسيل: إن هذا العمل الفني هو شخصي وخاص به فهو مرتبط بالحب حيث يتم تقديم الحب والتعبير عنه وقوله بشكل واضح من دون أن يتم تخبئته كما هو الحال دائما ففي هذا العمل يتم قول كل شيء حيث إن النص والموسيقى والرقص التعبيري والجسد كله حاضر ويتجسد على المسرح إضافة إلى وجود قاسم حداد نفسه على المسرح فهو ضمير العمل كأنه ذلك الراوي بالمعنى الجميل. وحول الشعر قال: إن العمل أخذ منه الكثير من الوقت وخاصة مع محاولة توضيح العلاقة بين الجسد والرقص والعيش مع القصيدة مؤكدا أنه يحب الشعر كثيرا في الوقت الذي لا تتفاعل فيه الناس مع الشعر لكونها لا تقرأ إلا أن تلحين هذه القصائد وتقديمها للناس سيعطيها هذه الشعبية الكبيرة التي تجذب المتلقي وتدفعه للتفاعل مع القصائد الشعرية. وذكر أن الشعر العربي مهم وقد سيطر على كل الفنون مشددا على أهمية تصالح الفنون مع بعضها البعض مؤكدا في الوقت نفسه بأن الشعر العربي أثر بشكل كبير على الشعر العالمي. وفي سؤال حول الذي استفزه في شعر قاسم حداد كموسيقي قال: إنه يحب الأشخاص الذين لا يتركونك في حالة اطمئنان فهو كونه إنسان قلق يحب أن يذهب مع أشخاص أمثال قاسم حداد إلى أماكن بعيدة حيث لا يستقر به الحال في مكان واحد من خلال شعره. كما أن شعر قاسم جعله يرى ذلك النور في الأفق البعيد فقد وعده بأن يرى النور وحاول أن يرى النور واستطاع فعلا أن يراه إضافة إلى أن في قصيدة قاسم جرأة وحضور مضيء في وسط الظلام الدامس الذي نعيشه واصفا القصيدة كأنها الملاذ الآمن للدفاع عن نفسه وروحه ومشاعره من خلال الدفاع عن الحب في هذه القصائد وعن حياتنا وأطفالنا. وقال: إن الإضاءة ستكون مختلفة في هذا العمل إلا أن الإضاءة الحقيقية التي سيضيئها العمل هو محاولته إضاءة شمعة صغيرة قد تنير الظلمة الدامسة التي نعيشها معلنا حقيقة هامة هي أن هذه التجربة هي أول عمل مسرحي موسيقي غنائي يقدم بشكل مباشر وحي على المسرح من دون تسجيل في العالم العربي. وحول إمكانية تقديم العمل في الخارج أعرب عن أمنيته بأن يتحقق هذا الحلم كونه عملا مهما وكبيرا وضخما ومتعبا كما كان يتمنى أن يقدم في البحرين لأكثر من ليلتين فقط وأن يستمر في تقديم التجربة على مدى عشرة أيام إلا أن طبيعة المهرجان وتعدد الفعاليات يمنع ذلك. ومن جانبها ذكرت نادرة عساف أن فلسفتها للرقص مختلفة عن الآخرين فهي لا ترى فيه جانب تسلية بقدر ما هو رسالة وقد ساعدها الشاعر في توصيل الرسالة موضحة بأن الرقص لغة جميلة يتم توصيلها للآخر بحركات تعبيرية معينة حيث إن استعمال الجسد ليس فقط رقص إنما هو طريقة للتواصل مع العالم.

*****

قدمت فقرات "المجنون" الغنائية

كتب(ت) حاورها- سوسن دهنيم ، حسين الخباز:

ما إن تصعد المسرح، وتبدأ بترتيل النص الأول من ديوان (أخبار مجنون ليلى) لقاسم حداد: ''سأقول عن قيس/عن الهوى يسكن النار/عن شاعر صاغني في هواه/عن اللون و الأسم و الرائحة/عن الختم و الفاتحة''. حتى يتسع المكان.

أميمة الخليل شاركت في افتتاح مهرجان ربيع الثقافة في سنته الثانية على التوالي، بمشاركتها في عمل (مجنون ليلى) بغنائها لفقرات من النص، قام بتأليف ألحانها الفنان مارسيل خليفة.

على هامش مشاركتها في هذا العمل، التقت الوطن بها، وسألتها عن تجربتها بغناء نص (مجنون ليلى)، وقالت: '' تعودت مع مارسيل من قبل بغناء نصوص بنسق مشابه، وهناك الكثير من الأعمال التي قمنا بأدائها بهذه الطريقة''.
وتابعت: ''أنا لا أقحم نفسي بعمل المؤلف الموسيقي ولا في عمل الملحن، فمارسيل قرأ النص بهذه الطريقة وحمّله هذه الموسيقى و كل الذي استطيع عمله، أن طلب القليل من الوقت حتى استطيع أن أعثر على الطريقة التي اتمكن من خلالها إخراج هذا النص بنسقه الغنائي''.
وتابعت: ''لا أتدخل في عمل الملحنين ولا أتدخل في صياغة اللحن ولكن الذي أطلبه هو القليل من الوقت حتى أستطيع إيجاد طريقة للحصول على أسلوب أعبر من خلاله عن النص''.
وحول تجربة قيامها بغناء (أخبار مجنون ليلى)، قالت: ''هذه القصة من ذاكرتي وتمثل كل شخص، رجل كان أو امرأة، وأجد متعة كبيرة وأنا أضع نفسي موضع ليلى، وهذا الحضور أضعه ضمن بنية فنية. فمارسيل اشتغل على بنائها منذ سنين وحضوري تطور مع تطور هذه التجربة''. وتابعت: ''فمنذ عمل ''عصفور طل من الشباك'' وصولاً ''لمجنون ليلى''، وهذه الشخصية تتطور بمرور الزمن والتجارب بطريقة التعبير عن هذه النصوص بالغناء''.
وحول اختلاف تجربة تعاملها هذه المرة، اذ تشارك وتتفاعل مع الشعر و الرقص والغناء، قالت: ''نعم، هو شيء جديد بالنسبة لي ولكنني أعتبر نفسي ''طميعة'' عن الناس وأرغب دائماً بهذه التجارب المختلفة، ودائماً أحب أن يكون حضوري أكبر من الغناء، فأساهم في الحركة أيضاً، وأتمنى في الأعمال القادمة أن يكون حضوري -إضافة للغناء- أن يشمل الحركة أيضاً''.
وفي اجابتها حول سؤال عن مدى صحة انفصالها عن مارسيل خليفة، قالت: ''فكرة الابتعاد عن مارسيل فكرة بعيدة كابتعاد هذا الكوكب المجنون عن كوكب آخر، بالعكس فأنا أجرب بكل الطرق، وبالتزامي حتى استطيع تحقيق هذا الموقع، وأن يكون موقعي ضمن فرقة مارسيل خليفة''.
وأضافت: ''أحاول بشتى الطرق أن أجذّر حضوري مع مارسيل، فأنا لا استطيع ان أشاهد نفسي من دون مارسيل، وتابعت: ''لعلي استخدم صوتي لوحدي دون مارسيل، فترة توقفه عن العمل، ولكنني أعود اليه إذاً ما عمل من جديد''.
وعن تأثر أميمة بالنص و العمل، قالت: ''الكم الهائل من الحب في العمل مؤثر جداً، ولا يقتصر تأثيره على الجمهور فقط، وإنما نحن أيضاً نتأثر به، ونحن بحاجة إلى شحنة كبيرة من الحب حتى نقاوم الموت''.
وحول العمل، اضافت: '' العمل رسالة واضحة جداً، ورسالة للحب الكبير الذي لا ينتهي، ويجب أن ننشحن بالصفاء حتى نواصل الحب، حتى لا ننقاد وراء هذه الموجة المنتشر في الفضائيات''.
وتابعت: ''اعيش بدون هذه الكليبات الرخيصة ومن دون تلفاز ايضا، وحتى في السيارة هناك مستوى معيّن للذي نسمعه .. فالفن في حالة انقلاب''.

الوطن

****

في أولى أمسيات المهرجان
مارسيل خليفة يبدع في رائعة قاسم حداد (مجنون ليلى)

كتبت: آمال الخيّر

رقصت الكلمات وتمايلت على نغمات الموسيقى التي تغلغلت في قلوب الحضور بعد أن تمتعت أعينهم بالحركات التعبيرية الراقصة التي صاحبت تجربة مجنون ليلى هذه التجربة العاطفية الجميلة التي جسدها الشاعر البحريني قاسم حداد في قصائده الشعرية ليترجمها الفنان اللبناني الملتزم مارسيل خليفة موسيقيا وتؤديها غنائيا الفنانة أميمة الخليل
عضوة فرقة مارسيل ويولا كرياكوس ولتقدم حركاتها الاستعراضية الراقصة مجموعة من الراقصين المتمكنين بعد أن خلقت وصنعت الفنانة مصممة العروض نادرة عساف حوارا جسديا رائعا ليعبر عن قصة مجنون ليلى التي يعيشها الناس كلما أحبوا وعشقوا وتغنوا بالحب. مساء أمس في الصالة الثقافية انطلقت فعاليات مهرجان ربيع الثقافة للعام الجاري بأمسية حب امتزج فيها الشعر بالموسيقى حيث قدم الفنان العربي اللبناني مارسيل خليفة قصائد الحب "مجنون ليلى" للشاعر البحريني قاسم حداد إذ أبرز مارسيل رؤية قاسم لقصة الحب الشهيرة مجنون ليلى في لوحات موسيقية غنائية راقصة شارك فيها الشاعر نفسه بحضوره على المسرح وقدم قصائده بأسلوب جديد ومختلف عن ما هو متعارف عليه في الشعر صاحبه عمل موسيقي استعراضي ضخم شكلت الموسيقى والغناء والرقص عناصر رئيسية وهامة في العمل حيث كان لكل آلة موسيقية حضورها الذي صاحب لوحات استعراضية معينة . كانت للتجربة هيبتها حيث قدمت عرضا حيا على المسرح وهذه هي المرة الأولى في المنطقة العربية يقدم عملا استعراضيا ضخما بصورة حية وغير مسجلة ليؤكد القائمون على العمل أهمية التواصل مع الحضور والتفاعل بشكل إيجابي مع الجمهور الحاضر للعمل الذي يتمنى منفذوه أن يجوب الأقطار العربية ليتعرف العالم العربي على هذه التجربة الفريدة. وقد كان لقاسم حداد حضور مهيب على المسرح وهو يقدم القصائد راويا وضمير العمل كما كان لموسيقى مارسيل وعزفه حضور لافت فهاهو بعد أن قدم العديد من التجارب الفنية العربية يقدم تجربة جديدة مع شاعر بحريني وهو ما يخلق صورة أن الفن ليس له مكان أو عنوان أو فالفن كما الثقافة يحمل لغة عالمية تجمع الشعوب وتقربها. يقول قاسم في أبواب الحب: إن "الحب أبواب، عبرها قيس كلها ونحن في العتبة". باب المودة: قميصك الأثير كلما تهيأت للعيد..فرو الهواء يلثمك فتألف، فكأنها الطفولة عن كثب، تشخص إليه كلما لمحت ظله وتأنس. باب الشوق: يلج بك موج الليل مثل قارب غريب، تحسن العوم فتغرق شغل عن السوى. وحده لك، وردة الجمر تزدهر كلما هبت الريح. باب الولع: زفير الجنة، وقت من السحر في الروح، ليس إلا هو، نوم مهلهل وحلم نصف موجود، تطير في الريش والجناح ولا تهجع. باب الهيام: يمضك فتصفو مثل نيلج وتشف عقل رقيق وجنون شاهق، وحدك له، تتذكر وتنسى ولا تعود، تترف في بهجة الحواس. باب الشهوة: عرس أخلاط، هلع في العناصر، جحيم وجنة وما بينهما، وحدكما تختلج في الغياب والحضرة. داء بلا دواء، كله ولا يكفي. وقد غصت الصالة بالجمهور الذي حرص على حضور هذا العمل التاريخي والذي يجمع بين الموسيقى والشعر والغناء والاستعراض فتفاعل الحضور بشكل لافت مع التجربة التي تجاوزت لغة الزمان والمكان، وكعادة مارسيل فقد جعل الجمهور جزءا من العمل وتشجيعهم للغناء وللحب والهوى فهم مع قاسم حداد دافعوا أمس عن حبهم وتركوا الآخرين يدافعون عن حروبهم حيث قدم البهجة والحب والشجن. الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والتراث الوطني الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رحبت بالحضور في أول حب وأول لحن في ربيع الثقافة في عامه الثاني ووجهت لهم الشكر لجميل حضورهم وتفاعلهم مع الثقافة. ويتواصل مارسيل مع جمهوره هذا المساء في عرض ثان على مسرح الصالة الثقافية.

اخبار الخليج

أقرأ أيضاً: