عندما ذهبنا إلى التراث العربي بحثاً عما يضيء حاضرنا، ونستعيد به ما نسيناه وما افتقدناه في حياتنا الراهنة، نعني الحب، جلبنا درّة الحب الخالدة، شعلة الوجد التي لا تخبو جذوتها ما دام هناك عاشق أو عاشقة يتنفسان الحب..جلبنا حكاية من ذابَ - وقيل من جُنّ- حباً، وقمنا بصقل الحكاية بما
تيسر لنا من شعر وموسيقى وغناء ورقص ودراما. وما كان لدينا غير مطمحٍ واحدٍ: أن نحرض الناس على الفرح لا الغياب، على الحياة لا العدم..كانت غايتنا أن نعبّر عن العاطفة الإنسانية في أبهى وأنقى تجلياتها، وأن نمجّد الجدير بالتمجيد: الحب.. أبداً لم تكن غايتنا أن ندغدغ الغرائز الأدنى عند جمهور جاء، بكل براءته وثقته وفطنته، ليعرف ويستمتع ويفتح قلبه على سعته، بلا موقف مسبق، بلا ضغينة، ولا أحكام..جمهورٌ بيننا وبينه ميثاقٌ من الاحترام المتبادل، لا يمكن أن نحط من قدره بتقديم ما هو فجّ ومسفّ ومبتذل.. لكن أبداً لم يخطر ببالنا أن ما نقدمه من عرض نظيف وبريء، ومتجرّد من النوايا السيئة والخبيثة، سوف يتم تأويله -غيابياً- بخلاف ما هو مقصود، وسوف يرى فيه حماة الدين والأخلاق والطهارة عملا فاحشاً ومعيباً، وسوف يرون فيه خروجاً على الشريعة الإسلامية والأخلاق العامة.. إن محاولة نواب الكتل الإسلامية، وأتباعهم، التصدي لعمل "مجنون ليلى"، ولكافة فعاليات "ربيع الثقافة" في البحرين، وتشكيل لجنة تحقيق في ما يسمونه خروجاً على الشريعة، مثل هذه المحاولة لا ننظر إليها بوصفها رغبةً في تصفية حسابات سياسية أو شخصية، بقدر ما ننظر إليها، عمقياً، كمحاولة مقصودة، ومنظمة، لإرهاب كافة أشكال الفكر والثقافة، وقمع كل مسعى إبداعي. الثقافة الحرّة، الرافضة للامتثال، هي المستهدفة. إنه دفاعٌ باطلٌ، عقيمٌ، مشكوكٌ فيه، عن دينٍ لا يستمد قوته وعظمته واستمراريته من العنف (اللفظي والبدني) الذي يمارسه فقهاء الظلام وتجار الفتاوى، بل مما يدعو إليه من تعايش وتسامح ومحبة. دينٌ، في جوهره، قائمٌ على الحوار والاجتهاد. دينٌ لا يحتاج إلى دم شاعرٍ أو صمت أغنيةٍ كي يحافظ على بقائه، لا يحتاج إلى صراخ وانفعال وتشنج في الدفاع عنه.. إنها دعوة صريحة ومباشرة للانغلاق، لمصادرة حق الآخر في التعبير، لإنكار تعددية الأصوات، والمفارقة أن تنطلق هذه الدعوة من موقعٍ (برلمان) يُفترض فيه أن يكون منبراً لمختلف الأصوات والاتجاهات. إن مثل هذه الدعوة لا تحتقر الإنسان الحر، الراغب في المعرفة والمتعة، لكنها تحتقر أيضاً بلداً متحضراً ينتمي إلى القرن الحادي والعشرين. لذا يحق لنا أن نتساءل: هل يليق بوطن متحضر أن يمثّل شعبه نوّابٌ يتوهمون امتلاك السلطة.. سلطة المنع والكبح والمصادرة؟ نواب ترتعد فرائصهم كلما لاحتْ في الأفق قصيدة أو أغنية لا تمتثل لشروطهم فيستنفرون الكراهية والتعصب؟ نوابٌ يرون الشيطان الرجيم يسكن في كل أغنية أو رقصة أو مشهد أو نص؟ نوابٌ يظنون أن الله يبسط، لهم وحدهم جناحَ الرحمة ويعادي الآخرين؟ نوابٌ ليس من مهمات (مجلسهم) أن يعطي شعباً برمته درساً في الأخلاق، ولا لأحدٍ منهم أن يعلمنا الوطنية. ما يحدث هنا، حدث ويحدث في أراض عربية متفرقة.. بشكل أو بآخر. المثقف العربي متهم دوماً، أو عرضة للاتهام في أي وقت، ما دام يبدع. لذا فهو ليس مطالباً بأن يبدع فحسب، لكن أن يدافع أيضاً عن إبداعه ضد قوى القمع المتربصة به عند كل منعطف. يحق لنا هنا أن نحيي ونعانق جميع القلوب العاشقة والعقول الحرة، التي عبرت عن تمسكها الجميل بالحب وبالحرية، مسألتان لا يمكن التفريط فيهما كلما تعلق الأمر بالحياة والإبداع، نريد أن نقدر الموقف الحضاري الواضح والجرئ، مطمئنين بأن ثمة مستقبلاً جميلاً لا يمكن لأحدٍ منعنا من الذهاب إليه أحراراً، وبمختلف اجتهاداتنا الفكرية والفنية. نضم صوت شعرنا وموسيقانا إليكم، لنقول لهم معاً: ارفعوا أيديكم عن حناجرنا.

اخبار الخليج

****

قاسم حداد ومارسيل خليفة: جئنا لنعلن الحب..ارفعوا أيديكم عن حناجرنا
تعليقا على جدل 'مجنون ليلى' في البحرين

سعدية مفرح:

أثار عرض 'مجنون ليلى' الذي افتتح به مهرجان ربيع الثقافة في البحرين اخيرا جدلا واسعا بين الإسلاميين الذين طالبوا بمنع العرض لاحتوائه على 'مشاهد جنسية'، من وجهة نظرهم، وبين الليبراليين الذين رأوا في ذلك تقييدا للحريات والابداع.
'مجنون ليلى' من تأليف الشاعر البحريني قاسم حداد، وموسيقى الفنان اللبناني مارسيل خليفة، وتعليقا على ذلك الجدل المحتدم والآخذ في الاتساع والحدة في البحرين أصدر حداد وخليفة بيانا قالا فيه: عندما ذهبنا إلى التراث العربي بحثا عما يضيء حاضرنا، ونستعيد به ما نسيناه وما افتقدناه في حياتنا الراهنة، نعني الحب، جلبنا درة الحب الخالدة، شعلة الوجد التي لا تخبو جذوتها ما دام هناك عاشق أو عاشقة يتنفسان الحب.
جلبنا حكاية من ذاب - وقيل من جن- حبا، وقمنا بصقل الحكاية بما تيسر لنا من شعر وموسيقى وغناء ورقص ودراما. وما كان لدينا غير مطمح واحد: أن نحرض الناس على الفرح لا الغياب، على الحياة لا العدم.
كانت غايتنا أن نعبر عن العاطفة الإنسانية في أبهى وأنقى تجلياتها، وأن نمجد الجدير بالتمجيد: الحب.
وأضاف حداد وخليفة في بيانهما المشترك الذي أصدراه صباح أمس قائلين: أبدا لم تكن غايتنا أن ندغدغ الغرائز الأدنى عند جمهور جاء، بكل براءته وثقته وفطنته، ليعرف ويستمتع ويفتح قلبه على سعته، بلا موقف مسبق، بلا ضغينة، ولا أحكام.
جمهور بيننا وبينه ميثاق من الاحترام المتبادل، لا يمكن أن نحط من قدره بتقديم ما هو فج ومسف ومبتذل.
لكن، أبدا لم يخطر ببالنا أن ما نقدمه من عرض نظيف وبريء، ومتجرد من النوايا السيئة والخبيثة، سوف يتم تأويله -غيابيا- بخلاف ما هو مقصود، وسوف يرى فيه حماة الدين والأخلاق والطهارة عملا فاحشا ومعيبا، وسوف يرون فيه خروجا على الشريعة الإسلامية والأخلاق العامة.
إرهاب فكري
واشار البيان الى ان محاولة نواب الكتل الإسلامية، وأتباعهم، التصدي لعمل 'مجنون ليلى'، ولجميع فعاليات 'ربيع الثقافة' في البحرين، وتشكيل لجنة تحقيق في ما يسمونه خروجا على الشريعة، مثل هذه المحاولة لا ننظر إليها بوصفها رغبة في تصفية حسابات سياسية أو شخصية، بقدر ما ننظر إليها، عمقيا، كمحاولة مقصودة، ومنظمة، لإرهاب أشكال الفكر والثقافة كافة، وقمع كل مسعى إبداعي. الثقافة الحرة، الرافضة للامتثال، هي المستهدفة.
إنه دفاع باطل، عقيم، مشكوك فيه، عن دين لا يستمد قوته وعظمته واستمراريته من العنف (اللفظي والبدني) الذي يمارسه فقهاء الظلام وتجار الفتاوى، بل مما يدعو إليه من تعايش وتسامح ومحبة. دين، في جوهره، قائم على الحوار والاجتهاد. دين لا يحتاج إلى دم شاعر أو صمت أغنية كي يحافظ على بقائه، لا يحتاج إلى صراخ وانفعال وتشنج في الدفاع عنه.
إنها دعوة صريحة ومباشرة للانغلاق، لمصادرة حق الآخر في التعبير، لإنكار تعددية الأصوات، والمفارقة أن تنطلق هذه الدعوة من موقع (برلمان) يفترض فيه أن يكون منبرا لمختلف الأصوات والاتجاهات.
المثقف متهم دوما
وأكد الشاعر والفنان أن مثل هذه الدعوة لا تحتقر الإنسان الحر، الراغب في المعرفة والمتعة، لكنها تحتقر أيضا بلدا متحضرا ينتمي إلى القرن الحادي والعشرين لذا يحق لنا أن نتساءل:
هل يليق بوطن متحضر أن يمثل شعبه نواب يتوهمون امتلاك السلطة.. سلطة المنع والكبح والمصادرة؟ نواب ترتعد فرائصهم كلما لاحت في الأفق قصيدة أو أغنية لا تمتثل لشروطهم فيستنفرون الكراهية والتعصب؟ نواب يرون الشيطان الرجيم يسكن في كل أغنية أو رقصة أو مشهد أو نص؟ نواب يظنون أن الله يبسط، لهم وحدهم جناح الرحمة ويعادي الآخرين؟
نواب ليس من مهمات (مجلسهم) أن يعطي شعبا برمته درسا في الأخلاق، ولا لأحد منهم أن يعلمنا الوطنية.
ارفعوا أيديكم
لفت حداد وخليفة الى ان ما يحدث هنا( البحرين)، حدث ويحدث في أراض عربية متفرقة.. بشكل أو بآخر. المثقف العربي متهم دوما، أو عرضة للاتهام في أي وقت، ما دام يبدع. لذا فهو ليس مطالبا بأن يبدع فحسب، لكن أن يدافع أيضا عن إبداعه ضد قوى القمع المتربصة به عند كل منعطف.
وختما بيانهما قائلين: يحق لنا هنا أن نحيي ونعانق جميع القلوب العاشقة والعقول الحرة، التي عبرت عن تمسكها الجميل بالحب وبالحرية، مسألتان لا يمكن التفريط فيهما كلما تعلق الأمر بالحياة والإبداع، نريد أن نقدر الموقف الحضاري الواضح والجريء، مطمئنين بأن ثمة مستقبلا جميلا لا يمكن لأحد منعنا من الذهاب إليه أحرارا، وبمختلف اجتهاداتنا الفكرية والفنية.
نضم صوت شعرنا وموسيقانا إليكم، لنقول لهم معا:
ارفعوا أيديكم عن حناجرنا.

القبس
21-2-2007

******

ربيع الثقافة : المثقفون: حرية الفكر والإبداع أساس أي نظام ديمقراطي

إبراهيم النهام:

بعيداً عن عرض''أخبار المجنون'' وما صاحبه من ردود غاضبة، جاء رد فعل القيادة السياسية داعماً للثقافة مؤكداً توجه المملكة الراسخ نحو الديمقراطية والشفافية بما يتماشى مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله، ومشجعاً للإبداع والمبدعين.
وحول ذلك يقول عضو مجلس الشورى الدكتور حمد علي السليطي:'' يجب أن تكون هناك حماية للثقافة الوطنية والإبداع والفن والمبدعين، وألا يكون هناك أي حجر عليها، فالثقافة الوطنية ضمانة للتنمية والوحدة الوطنية، ونحن في البحرين نسير على النهج الديمقراطي الذي بادر به جلالة الملك حفظه الله، والديمقراطية لا يُفّعلها إلا حرية الفكر وتشجيع الإبداع والمبدعين والنقد الموضوعي المستنير، ولا تستقيم التنمية في مختلف مجالاتها إلا بفكر إبداعي في جانب الاقتصاد والتعليم والاجتماع، فالتنمية ارتكازها أساساً على حركة الإبداع، ونثمن نهج القيادة السياسية في حماية الإبداع وثقافة التنوير وتشجيع المبدعين والدستور يؤكد الحريات الأساسية ومن غير المنطقي تشكيل لجان تحقيق للفكر والإبداع''.

ويضيف السليطي:''وأثمن دور الصحافة في تعزيز حرية الرأي ومساندة المبدعين، وهناك أكثر من خمسين جمعية أهلية واجتماعية عّبرت عن رفضها لكبت الفكر والإبداع، والحضارة الإسلامية لم تزدهر وتعطي إبداعاً للإنسانية إلا بتشجيعها للفكر المستنير كل إنجازات الحضارة الإسلامية في بغداد أوالأندلس من إبداع إنساني جميل لم يأت من فراغ بل من حرية حقيقية استمتع بها المفكر والمبدع الإسلامي.

توجه حكيم
ويقول عضو مجلس الشورى صادق عبد الكريم الشهابي:''دعم القيادة السياسية للثقافة والمثقفين يدل على حرصها ومتابعتها للاحتياجات الثقافية في البحرين، وتأكيداً لتوجه المملكة الراسخ نحو الديمقراطية والشفافية، ولاشك أن ذلك يساعد على إبرازها بشكل واضح على مستوى الخليج والمنطقة العربية، وأعتقد أن كل دول المنطقة يعرفون أن منبع الثقافة كان ولا يزال في البحرين، فعندنا كبار المثقفين والشعراء الذين يجولون بدول الخليج منذ القدم وينثرون في جولاتهم العلم والثقافة والفكر، ويجب علينا أن نواصل هذه المسيرة بالانفتاح على ثقافات العالم وعدم التقليل من دور البحرين في هذا الشأن، وأشكر بشكل شخصي الشيخة مي آل خليفة التي تبذل جهوداً جبارة لإحياء التراث والثقافة في ربوع البلاد، وما عملته خلال السنوات الخمس الماضية من انجازات ثقافيه يشار إليها بالبنان''.

ويضيف الشهابي:''على المملكة متمثلة في وزارة الإعلام أن تستمر في نشر الثقافة بشكل عملي إضافة إلى النظري، بحيث تكون للثقافة والفنون أولوية كبيرة بجميع أصنافها، وتزيد من الارتباط مع جيل الشباب والناشئة وبنشر الثقافة بين طلبة المدارس الإعدادية والثانوية وأن تركز مناهج التربية والتعليم للأمور الثقافية بشكل أوسع، لاشك أن هناك شكر وتثمين لما تقوم به قيادتنا الرشيدة في المعهد الزاهر لجلالة الملك حفظه الله ورعاه، فالبحرين مميزة بذلك وشهادتنا بها مجروحة، ولن نسمع أصوات النشاز التي تلقي بظلالها على مجتمعنا المثقف المتحضر، وقد أصدرنا مؤخراً بياناً وقعه 25 عضواً بمجلس الشوري يساند جهود الدولة في نشر الأجواء الثقافية والعلمية التي تتماشى مع التوجه الديمقراطي وتدعم المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله''.

اختلاف طبيعي
ومن جهته يعلق الناقد الدكتور عبد الحميد المحادين:'' ليس مستغرباً أن تختلف وجهات النظر في الحكم على الظواهر الثقافية في أي مجتمع، وهذا يدل على حيوية المجتمع وعلى أن الثقافة إذا تعمقت تصبح مظنة للخلاف في وجهات النظر، ودائماً ينبغي أن نعلم أن الهامش الثقافي العريض لا يكاد يتبين الإنسان أول المباح فيه من آخر الممنوع منه وهذه السعة هي التي تورث اختلاف وجهات النظر، إننا حين نتفق ينبغي أن نتفق بتسامح وحث نختلف ينبغي أن نختلف بتسامح، وأن لاننظر إلى ما نختلف فيه على أنه مسألة ينبغي أن تشعر حرباً، وينبغي أن نكون عادلين في أن نحكم على الأشياء حكماً كاملاً لا أن نجتز من هنا وهناك ما نجعل منه تهمة أومطعناً، وبحسب دائرة الثقافة ووزارة الإعلام فهي تبنت حركة ثقافية نشطة ومنوعة تحت عنوان''ربيع الثقافة''، والربيع زهور وورود ورياحين ولا يمنع ذلك من أن تجد بالحديقة دودة أوعشبة لا تنسجم مع هذا الحقل البهيج، ومن الافتئات أن نتجاهل كل النسيج الجميل ونمسك بما نظنه خروجاً أومناقضاً لهذا الجمال، ومن هنا فإنني أنظر إلى ''ربيع الثقافة'' على أنه نشاط بناء جميل وفي ذات الوقت نتعلم منه أن نكون في المرات القادمة أكثر حذراً''.

خارج الربيع
الروائي والأديب عبد الله خليفة يقول:'' دعم الدولة للثقافة شيء جيد ومطلوب فمن دونها لا يمكن للثقافة أن تتطور أوتنمو، لكن كما رأينا أن أغلب الفعاليات والعروض كانت أجنبية حالها حال ربيع العام الماضي، قد يشكل نسبة البحرينيين المشاركين بالربيع الحالي20 فقط وهو خطأ فادح، فالجسم الأدبي البحريني وللأسف ظل خارج هذا الربيع وكأنه يعيش بالخريف لا غير، لو كان بالإمكان جعل ربيع الثقافة بشكل وطني شامل بحيث يركز على دعم كل التظاهرات الأدبية الفنية وبشكل كبير، والواقع سيان بالدول الخليجية الأخرى، فأهل الخليج لاحضور لهم في هذه المهرجانات والاحتفالات وكأنهم خارج العملية، والمفترض أن يكون عرب الخليج أساس الثقافة ومصدرها، لأنها بلدانهم ويفترض أن يعززوا العلاقات الخليجية من خلالها، ومثالاً على ذلك نشوء وتطور الرواية السعودية فرغم المستوى البديع التي وصلت إليه الآن لا نجد أي التفات واقعي لها لدى الإخوة السعوديين الآن المئات من الكتاب المتألقين والمفترض هنا إحضار البعض منهم ليتحدثوا عن تجاربهم وإمكانياتهم، ويجب التركيز على منطقتنا قبل التوجه إلى موزنبيق وكوريا وغيرها، فكم وكم أهملنا ثقافتنا الخليجية والبحرينية ؟ ربيع الثقافة شيء عظيم لكن المفترض أن تتوجه أغلب الفعاليات نحو الشأن الوطني والخليجي والعربي، وعرفنا القيادة السياسية دوماً بتوجهها لدعم الثقافة، وأحب أن أوضح هنا أن الإدارات السفلية تتصرف من نفسها أحياناً بشكل معين وقد يكون في الكثير من الأحيان غير مرغوب والمفترض أن تكرس ثقافتنا البحرينية والخليجية والعربية بالأساس.

الوطن
2 ابريل 2007

******

ربيع الثقافة : مع تصعيد سيناريو عرض "مجنون ليلى"

حسين التتان وإبراهيم أحمد:

أثارت بعض المشاهد في عرض "مجنون ليلي" الذي افتتح به مهرجان ربيع الثقافة جدلا واسعا في الأوساط المحلية، واحتدم الخلاف بين الإسلاميين الذين نادوا بالدفاع عن الدين والتقاليد البحرينية وطالبوا بتقييد الحريات، وبين الليبراليين الذين يبذلون جهدا كبيرا لوضع البحرين على الخريطة العالمية والعربية والخليجية من خلال ربيع الثقافة الذي حاز الإشادات العالمية والإعجاب العربي منذ دورته الأولى في العام الماضي، والتي ازدادت رسوخا في دورته الحالية.
في هذا التحقيق سعينا لتسليط الضوء على جوانب القضية:

يقول فضيلة الشيخ جاسم السعيدي عضو مجلس النوّاب: ''يُعد ربيع الثقافة أحد أهم الفعاليات الثقافية التي أقامتها مملكة البحرين في سنواتها الأخيرة، ومن شأنها تحقيق النفع للوطن والمواطن، إلا أن البعض استغلها استغلالا سيئا بعيدا عن القضايا الشرعية والأعراف والبحرين من البلاد المحافظة ضد كل ما يخل بالآداب والأخلاق، وعندما رأينا الصور المنشورة على ''النت'' والتي يشيب لها الولدان رفعت سماعة الهاتف وكلمت المسؤول المختص على رأس هذه الوزارة وقلت له بصراحة قل لي: هل خرج بعض الرجال والنساء من العرض حياءً أم لا؟، فقال: نعم خرجوا، فقلت له هل تستطيع أن تسمي لي من خرجوا، فقال: ما أذكر.. ما أذكر، فقلت له: ما رأيته هل يخدش بالحياء أم لا ؟، فقال: والله ما رأيت قبلات بينهم ولكن الناس لا يميزون هل هذا حياءً أم لا، فقلت له: إن هذا ليس من أخلاق الشعب البحريني الأبي المسلم وقلت له أن الآخرين سيصعّدون المسألة فما قولك؟ فقال: أنا بالحقيقة نصحت المسؤول القائم عن ربيع الثقافة بالابتعاد عن هذا المستوى الهابط، ولكن هداهم الله ما سمعوا، ثم بعد ساعة ونصف تقريباً عاود الاتصال بي وكان يريد أن يعرف ما هو التصعيد؟، فقلت له: نتمنى أن يعطى الموضوع حجمه فقط، وأرى أنه يجب أن نحترم مشاعر الآخرين والذين يتأثرون بهذه الفضائح.
ويضيف الشيخ السعيدي: ''قلت في نفسي أن ما يحدث في ربيع السخافة هذا يدعو الناس إلى الخوف كل الخوف على أبنائنا وبناتنا الطلاب الذين يتحمسون لرؤية هذه الاحتفالات والسخافات، فيتأثرون بهذا البرنامج السخيف وقد حذرت يوم الجمعة الماضية من الذهاب إلى هذه الأماكن التي تسيء إلى كل مسلم ومسلمة، والمؤلم والمؤسف أن نرى في بلادنا مثل هذه الأحداث التي تؤثر في أبنائنا وأوجه نداءً لسمو رئيس الوزراء الموقر أن يتدخل في هذه المسائل التي تمس شرائح المجتمع بأسرها، وهو رجل لا يرضى بهذه السخافات، ويذود عن عادات البحرين وتقاليدها''.

الغيرة على الدِّين
ويتفق الشيخ محمد خالد عضو مجلس النوّاب معه مؤكدا أن لجنة التحقيق ستستمر بقوله: ''أطالب جميع النوّاب باستمرار لجنة التحقيق، وأؤكد للمرة الألف أن الإسلاميين ليسوا ضد الثقافة، ولسنا ضد الثقافة أو التطوير ولكننا ضد ما جرى في ''مجنون ليلى'' من رقصات خليعة وكلمات شعرية أطلقها قاسم حداد في تلك الليلة، وكل إنسان شريف ينتمي إلى التيار الإسلامي أو غيره يستنكر ما حدث في ليلة الافتتاح، وهذا بيت القصيد والسؤال الأهم ما الضير من تشكيل لجنة تحقيق؟ وهي أداء برلماني أجازته اللائحة للنوّاب ولن يهدر وقت النوّاب بل ستضع النقاط على الحروف وسيأتي الوقت الذي سيعلم من هاجم الإسلاميين من هو ضد ربيع الثقافة؟.

وعن انصراف النوّاب للقضايا الهامشية كقضية نانسي عجرم وربيع الثقافة على حساب مواضيع أهم كالمستوى المعيشي وزيادة الرواتب والإسكان فقد قال النائب محمد خالد: ''أعتقد أن النوّاب لم ولن يغفلوا الملف المعيشي والأسعار بل هذا همهم الأول والأخير، لكن هل ما حدث تلك الليلة يرضي ضمائر نوّاب الشعب وهل يصمتوا ويغضوا الطرف، نقولها بكل صراحة إنها رسالة ليست لوزير الإعلام وإنما لمَن كان مسؤولا عن ربيع الثقافة، ولا يستطيع وزير الإعلام أن ينكرهم، وقد جرت العادة في برلمانات العالم في حالة وجود أية ملاحظة لأية وزارة أن تتم مساءلة الوزير وكنا ننتظر أن يأخذ وزير الإعلام خطوة أو يصدر بيانا حول الموقف لكنه للأسف الشديد لم يفعل ذلك، وكم من المواطنين رأوا هذه الصور واستنكروها؟ وهناك مكابرة من بعض الأطراف فيما حدث وعدم اعتراف بالحقيقة، والزاوية التي نتناولها فقط هي مجنون ليلى، وأتساءل هنا هل ربيع الثقافة لأدونيس وأصحابه فقط؟ هل الشعراء والمبدعون في العالم العربي قلة؟''.

مرحلة إصلاح لا هدم
ويقول سلمان درباس عضو جمعية الاجتماعيين: ''نحن الآن نعيش مرحلة إصلاح حقيقي، والمفترض أن يكون انفتاح البحرين شاملا على كافة الأصعدة، ونحتاج ربيع الثقافة بما يقدمه من مضامين ثقافية واجتماعية، ولا بد من وجود انفتاح على الثقافات الأخرى خاصة أن مجتمع البحرين شهد انفتاحا ثقافيا كبيرا منذ فترة طويلة مقارنة ببقية دول المنطقة الأخرى، ونحن نشجع على هذا الانفتاح ونحفز عليه، ولسنا مع فرض سيطرة من قوى دينية أو غيرها، ويتوجب على كافة القوى أن تكون منفتحة على الفكر العام، وربيع الثقافة بفعالياته المختلفة كما رأينا ولمسنا عبر وسائل الإعلام المختلفة حقق تطورا كبيرا على الساحة الثقافية البحرينية مقارنة بالعام الماضي، وهناك تجربة أدبية وثقافية رائعة يتوجب التفاعل معها وأن يكون هناك قبولا للرأي الآخر، وقد شهدنا في السنوات الأخيرة نقلة نوعية في المعروض من فعاليات وبرامج مختلفة، سواء فيما يتعلق بالموروث الثقافي أو بكافة الفنون المختلفة سواء أكانت موسيقية أو معارض تشكيلية أو فعاليات ضمها مهرجان الربيع، وأرى أنه من المناسب جدا أن يلتفت النوّاب للقضايا المهمة للمواطن دون الدخول بمعارك جانبية، وهناك قضايا يتوجب أن يتفاعلوا معها بصورة أكثر كالبطالة وتدني المستوى المعيشي، قضايا الإدارة وترشيدها وغيرها كثير من القضايا التي تمس شؤون المواطنين، وأعتقد أن ما أثير حول ربيع الثقافة لم يكن موفقا على الإطلاق''.

لجنة التحقيق كارثة برلمانية
عضو مجلس النوّاب ورئيس لجنة الشؤون التشريعية السابق المحامي فريد غازي يقول: ''إن لجان التحقيق البرلمانية المنصوص عليها في الدستور واللائحة الداخلية لمجلس النوّاب يجب أن تتشكل في القضايا التي تصب في مصلحة المواطنين بشكل مباشر، لكن هناك بعض النوّاب الحاليين يعتقدون أن تشكيل لجنة تحقيق بشأن ربيع الثقافة أمر يهم المواطنين وهذا كلام غير دقيق ولا يمت للواقع بصلة، إنها كلمة حق يراد بها باطل، والقضايا المعيشية التي تهم المواطنين كثيرة جداً، ويجب انتقاء أهم هذه القضايا حسب الأولويات وتشكيل لجان تحقيق بشأنها، أما تأسيس لجنة للتحقيق في أداء ربيع الثقافة وإحلال الفكر الظلامي محلها، ولا توجد مقارنة أصلاً بين هذه اللجنة وبين اللجان التي شكلناها في المجلس السابق، فلقد بدأنا بلجنة التحقيق في تجاوزات صندوق التقاعد وهيئة التأمينات والتجنيس وغاز المعامير وخليج توبلي، فلجنة ربيع الثقافة ليس لها هم بينما اللجان التي ذكرتها فهي تعني مباشرة بهموم كل المواطنين''.

ويضيف غازي: ''أستغرب استنكار النوّاب لرقصة عابرة، بينما البحرين فيها دور رقص كثيرة تجاوز عمر بعضها الخمسين عاماً، وهذه فرق تعني بالفن، وفي البحرين فرق للتعري تحمل عنوان الرقص تجدونها كل ليلة في فنادق البحرين فأين نوّابنا عنها؟ لكن إذا حدث رقص على مستوى راقٍ يهدف لإرسال رسائل رمزية وثقافية في حضور نخبة من المفكرين والمثقفين من داخل البحرين وخارجها فإن النوّاب لا يقبلون! ولهذا أجزم أن التحضير لمحاربة ربيع الثقافة كان من العام الماضي، ومع الأسف وزارة الإعلام تستجيب لهؤلاء بسرعة فائقة حتى غدت وظيفتها منع الحفلات الثقافية وغلق صالات الفنادق تحت ذريعة الدعارة وغداً ستمنع الاختلاط في الجامعات وستمنع المرأة من قيادة السيارة وقتل كل ما يتعلق بالثقافة، ويجب ألا نستغرب إن منعت وزارة الإعلام عبر بوابة ''النوّاب'' ربيع الثقافة العام المقبل، إننا جميعاً ضد تشكيل هذه اللجنة المشبوهة، ونتمنى من النوّاب الحاليين أن تكون توجهاتهم أفضل مما عليه ويتسع صدرهم للنقد البناء، لا أن تكون بدايتهم في المجلس تشكيل لجنة لمحاكمة الثقافة وللأسف الشديد فإن ممن يسمون أنفسهم معارضة في المجلس معهم فهذه كارثة برلمانية بكل المقاييس، وهذا يشعرنا أن نوّابنا لا يشعرون بحاجة المواطنين، وللأسف الحكومة تستجيب بسرعة لأي هجوم على الثقافة، وتستجيب لهؤلاء المتطرفين في الأفكار عند كل ضغط يصدر منهم، وكما رأينا خطب الجمعة في الأسبوع الماضي كلها تتحدث عن ربيع الثقافة فهل يعقل ذلك؟ وإذا استمر الوضع بهذا المنحنى الخطير فلن نفاجأ بأن نرى بحرين بدون ثقافة ولا مثقفين''.

هناك قضايا أخطر
عضو مجلس النوّاب السابق ورئيس الشؤون المالية والإدارية فيه ورجل الأعمال عثمان شريف الريس يقول: ''أنا على يقين أن النوّاب أعطوا الموضوع أكبر من حجمه الحقيقي وحدثت فيه مزايدات كثيرة، فكلنا يعلم أن الهدف الحقيقي من ربيع الثقافة إحياء التراث الثقافي، واستقطاب العالم إلى البحرين وتسويقها ثقافياً، والمشكلة بدأت مع حفلة مارسيل خليفة والشاعر قاسم حداد وعلى إثرها شكلت لجنة التحقيق في الوقت الذي هناك عشرات القضايا المصيرية الوطنية تمس حياة المواطنين يجب أن تشكل لجان بشأنها ونوّابنا لا يدركون ذلك، فهناك هموم تؤرق المواطن كغلاء الأسعار ومشكلة السكن والبطالة، والتحقيق في ربيع الثقافة قضية لا تهم المواطن الغلبان، ولن يستفيد من تشكيل لجنة لذلك فلن يحصل منها على أي مردود، أما إذا حدثت فعلاً تجاوزات في مهرجان ربيع الثقافة فيجب أن تعالج بصورة هادئة وحضارية، وما حدث في المجلس مزايدة من الكتل الإسلامية بلا ضرورة.
وسمعنا أن هناك تحركا لسحب تواقيع نوّاب أيدوا تشكيل لجنة تحقيق ضد ربيع الثقافة وهذا عين الصواب، لأنه لو شكلت هذه اللجنة بالفعل فستكون هناك تداعيات سلبية أكبر من غلق الموضوع، لأن الفساد الأخلاقي لا يعالج عبر البرلمان الذي اختاره الشعب لعلاج مشاكله وهمومه''.

لجنة التحقيق ستحرف المجلس
رئيس جمعية المنبر الوطني الديمقراطي الدكتور حسن مدن يقول: ''هناك مبالغات كبيرة في قضية ربيع الثقافة من ناحية تشكيل لجنة تحقيق، فبذلك ينحرف المجلس عن مهامه الأصيلة الموكلة إليه، فاللجان البرلمانية يجب أن تؤسس لجان تحقيق في تجاوزات تقرير الرقابة المالية الخطيرة، والفساد المالي والإداري، أما أن تتفق كل لجان المجلس على تشكيل لجنة تحقيق بخصوص ربيع الثقافة فهذه كارثة ومصيبة، وأنا مندهش لذلك، فالثقافة لا تحاكم أبداً، وشعب البحرين شعب متنوع ويملك روحاً حضارية ورؤى متعددة ولا يمكن قمع هذا الحضور الإنساني فيه، وأدعو النوّاب لصرف النظر عن ذلك وألا يكونوا حراساً على الثقافة، بل يجعلوا من أنفسهم حراساً على المال العام''

الوطن
20 مارس 2007

****

فريد رمضان يدعو إلى تحرك لمجابهة المد الرجعي

دعا السينرست والروائي فريد رمضان إلى تحرك عملي وفعلي وملموس عبر تشكيل تحرك آخر مختلف، يتعدى التصريحات الصحافية وتشتيت القوى هنا وهناك، ومحاولة لملمة كل المثقفين والمؤسسات الثقافية في كتلة واحدة لمواجهة ما وصفه بالمد الخطير على المجتمع البحريني.
فقد طالب رمضان المثقفين والقائمين على المؤسسات الثقافية بتحرك حقيقي لمجابهة ما أسماه بالمد "السلفي" الذي بات يتحرك في ممارسته السياسية بعقيدة لها مآربها المضمرة وليس لها علاقة بالمواطن البحريني. مضيفاً بأن هناك اتصالات جرت مؤخراً فيما بينه وبين منظمة القلم الدولية التي تعنى بحرية المبدعين "المبدعين المعتقلين والكتاب المحاصرين" لدعمهم بشتى السبل والوسائل، مشيراً إلى أن ثمة محادثات جرت بين رمضان ومنظمة القلم الدولية لبحث مسألة تأسيس مركز تابع للمنظمة في البحرين، لافتاً إلى أن المنظمة أصبح لها الآن ثلاثة مراكز في الوطن العربي واقتصرت على مصر ولبنان والجزائر، وآخر رابع سيتم تدشينه في الأيام القلائل القادمة في الأردن.
وعن أهمية الانضمام إلى هذا المركز بالنسبة للمجتمع الثقافي البحريني قال : بأن وجود مثل هذا المركز سيشكل قوة دفاعية للمثقفين البحرينيين على اعتبار أن المركز سيتشكل من خلال ضم كافة المثقفين والمؤسسات الثقافية والصحافية والمترجمين أيضاً، وسيكون له امتداد دولي حقوقي للدفاع عن حرية المبدع وعن اللغات الأقلية وكذلك الدفاع عن المرأة.

الايام- 16 مارس 2007

****

اقتراحات المبدعين لتطوير "ربيع الثقافة" وجعله أكثر شمولاً وتميزاً


مازال ''ربيع الثقافة'' وهو في دورته الثانية التي ستستمر لغاية 13 ابريل يناصر الثقافة ويظهر وجهها المشرق، ومن النجاح الذي حققه في دورته الأولى التي بدأت مطلع مارس ,2006 وبدأ (الربيع) يخطو أولى خطواته التي أثبتت هذا العام أنه مهرجان ثقافي عالي المستوى، ويحق لنا أن نفاخر به، ويحق لمؤسسيه والقائمين عليه أن يفكروا في برنامج العام المقبل (للربيع) في دورته الثالثة.
''الوطن'' رصدت آراء مجموعة من المثقفين والمتابعين أغلبهم طلب مزيداً من الوقت ليقدم مقترحاته، لأن ذلك حسب هيفاء الجشي ومحمد عبدالملك ''يتطلب الوقت والاستعداد''.
ودارت الأسئلة حول مقترحات المثقفين والمهتمين لجعل ''ربيع ثقافة'' أكثر شمولاً وتميزاً العام المقبل، والمحور الثاني حول إمكانية تجمع الجمعيات الثقافية لإنشاء فعالية ثقافية كبرى ومختلفة، وإمكانية مشاركات جمعيات وهيئات في الربيع، وأسباب عدم مشاركتها؟
يقول ''علي عبدالله خليفة'': ''أعتقد أن أي عمل ثقافي يجب ان يتم التخطيط له بشكل جيد والتجديد لضمان عدم التكرار وعدم إغفال الطاقات المحلية وإعطاء دور متساو لأصحاب الأعمال المتميزة، والشيء الجميل الذي أقيم في ''ربيع الثقافة'' هذا العام يذكر في تنوعه للفنون واستطاعته اجتذاب الجمهور، أضف إلى ذلك أنه فتح باباً للتواصل مع فنون العالم ، ونكون أكثر حرية في قبول الأفكار وقبول الأعمال المتميزة ذات البعد الفكري العميق، وهذا تصوري لأي عمل ثقافي وليس ربيع الثقافة فقط، والجمعيات الأهلية محدودة الإمكانيات ومساحة تحركها ضيقة، وأنا أريد أن أشكر وزير الإعلام بالتحديد الذي يوسع هذه المساحة كل ما ضاقت علينا، ولا أتصور أن تقوم قائمة للمؤسسات الثقافية الأهلية في ظل شح الإمكانيات ومحاصرتها، هذا الحصار الذي يلغي دورها ويهمش فاعليتها،وأقترح ألا تقوم المؤسسات الثقافية الأهلية بأي عمل مناسب في هذا المجال إنما عليها أن تنخرط في ربيع الثقافة الذي أفسح لها في المجال، ويجب ألا تقوم بأي عمل دكاكيني منافس لأنها غير قادرة عليه.''.
وحول عدم مشاركة الملتقى الأهلي في فعاليات ربيع الثقافة يقول: ''نحن نؤيد ربيع الثقافة ونعمل على انجاح اي عمل ثقافي رسمي أو اهلي، والملتقى الثقافي الأهلي له رؤية في العمل الثقافي في البلاد وله برنامج أسبوعي على مدار العام، والملتقى لا يتطفل على نشاط ثقافي كان أهلياً او رسمياً، والملتقى الثقافي لم يدع قط لأي نشاط من الأنشطة ويعتذر عنها''.
ويقول الفنان ''إبراهيم الدوسري'' : ''يجب أن تقوم الجهة المنظمة بوزارة الإعلام بالاتصال والتنسيق مع كافة الجمعيات المعنية والفنانين المتميزين في كافة المجالات، بالإضافة إلى دعوة ضيوف للمهرجان في كافة الفعاليات، ويجب أن يكون لربيع الثقافة هويته البحرينية التي سيكون لها صدى عند البحرينين وضيوف البلاد بهذه الفعالية الجميلة، وأعتقد أنه سيكون هناك اختلاف في طرح الأجمل من الفعاليات لو تم إشعار هذه الجمعيات وأخذ رأيها في المشاركة والبحرين حبلى بالمبدعين''.

وحول مشاركة الدور الشعبية في الربيع يقول: ''وزارة الإعلام تعلم ان ليس هناك قائد للدور الشعبية في البحرين يستطيع تنسيق فعالياتها للفنون الشعبية، وهذا القائد ما كان يسمي سابقاً ''جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية '' وفي هذه الحالة لابدّ لوزارة الإعلام أن تدعو كافة رؤساء الدور والتنسيق معهم لما هو مطلوب منهم''.

ويقول ''محمد عبدالملك'': ''كل مشروع ثقافي يبدأ جنيناً ثم يكبر مع الخبرة والتجربة،
ولاحظنا أن ربيع الثقافة هذا العام أفضل من العام الماضي، ونأمل أن يكون في العام المقبل، أفضل من هذا العام ومهرجان هذا العام يتفوق على بعض مهرجانات المنطقة، وربيع الثقافة هذا العام جاء حاشداً لأبرز فنون الشعر والفكر والفن التشكيلي وكل ما له صلة وطيدة بالثقافة، وإذاً كان هذا المهرجان متألقاً فماذا نريد أكثر؟ لا حدود للجمال ولا نهاية للفكر، وليس للفن محطة واحدة، ولأن المشروع الثقافي في المهرجان أوشك على التماسك والتألق والفاعلية فإننا لن نجد ثغرات كثيرة فيه فهي تكاد لا ترى بسبب غنى هذا المهرجان الثقافي،..لكن كيف نتميز على المميز؟
لا حدود للأهداف الثقافية، وما من مقياس يصف جمال الربيع، كما تضيق الاقتراحات والمواسم ذرعاً بالربيع، لقد عشنا في ابتهاج جميل مع كل الفعاليات التي مرت سريعاً لفرط إعجابنا بها، وليس غريباً أن نتحدث عن مميزات هذا المهرجان الكثيرة بدلاً من نقدها.
إنه قوس قزح أو أكثر، وأعتقد أن القائمين على المهرجان الذين بذلوا جهداً كبيراً وكثيراً أقدر مني على معرفة ما يمكن إضافته العام المقبل، وقد استطاعوا بهندسة فكرية رائعة وضع لمسات المهرجان الحية ويستطيعون تطويره للأفضل فقد كان تجاوزهم الجميل محل ثقتنا، وهذه الثقة كفيلة بأن تشحذ هممهم، و''إذا غمرت في شرفٍ مروم.. فلا تقبل بما دون النجوم''

وفي اشتعال آخر يقول المتنبي: ''على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم''، ومقاسات المهرجان دقيقة، والتفصيل جميل، ولباسه من الورد والجوهر، وكنت أتمنى أن يأخذ المسرح فرصة أكبر في المهرجان''.

ويختتم ''عبدالملك'' حديثه: ''على من يحسنون فهم المهرجان أن يقوموا بدعمه، مادياً ومعنوياً، ولعل المؤسسات التي زرعت هذه الأشجار تقتنع أكثر أن المهرجانات الثقافية والمشاريع تستحق أموالاً طائلة، ولن تذهب هدراً، والدعم المعنوي للمهرجان يأتي عن طريق دفع الآراء الفجة والبائسة التي تقف في طريق هذه القافلة الذاهبة للمستقبل، وحبذا لو أقيمت بعض الفعاليات في غير الأماكن التي تضيق بها، ولا يمكننا أن نحصر جمهور أدونيس أو أركون في أرضٍ صغيرة''.

من جهته يقول رئيس فعاليات مركز جدحفص الثقافي ''مهدي عبدالله'' : ''أولاً أود أن أشيد بربيع الثقافة في العامين الحالي والسابق، وأشدُّ على أيدي القائمين مما سمح للشعب البحريني بالتعرف على ثقافات وفنون عالمية مختلفة، وأحيي وزارة الإعلام على الميزانية والشركات الداعمة لهذه الفعاليات وتوفير ميزانية سخية لهذا المهرجان، لكن يؤخذ على ربيع الثقافة عدم إشراك الفعاليات المحلية والجمعيات الأهلية في أنشطته، باستثناء الفعالية التي شارك فيها قاسم حداد وخالد الشيخ''، وفي رأيي لكي يكون الربيع أكثر تميزاً ويلاقي الإقبال الأكبر والترحيب الشعبي الواسع عليه أن يهتم بالطاقات الأدبية والفنية البحرينية سواء كانت جمعيات أم أفراداً وأن يشركها في برامجه وأن يكون أحد أهدافه إلقاء الضوء على الثقافة البحرينية ونشرها فالحركة الأدبية والفنية في بلدنا لها تاريخ حافل وبها أعلام مميزون ولا ينقصها سوى الإعلام والدعم''.

وحول مشاركة الجمعيات الثقافية يقول ''عبدالله'': نعم ممكن وقد تتفق المسارح الأهلية كمسرح أوال والجزيرة والصواري ومسرح الريف على تقديم عمل مسرحي ضخم يعكس تطور الحركة المسرحية في البلاد، ويمكن أن تتفق الجمعيات التشكيلية على تقديم معرض فني متميز، ونفس الشيء ينطبق على الجمعيات الثقافية، فيمكنها إقامة فعاليات أدبية أو ثقافية كبيرة ترصد لها ميزانية جيدة.
وعن عدم مشاركة مركز جد حفص الثقافي في فعاليات الربيع يقول:'' نحن في مركز جد حفص الثقافي نرحب بالمساهمة في ربيع الثقافة القادم إذا دعونا لذلك، ونرى إن تضافر الجهود المحلية وتعاونها من شأنه أن يعزز اسم ربيع الثقافة ويكرسه لمهرجان سنوي مرموق''.
أما الناقد ''فهد حسين'' فيقول: ''السؤال يوجه للقائمين على ربيع الثقافة ولكن من حيث الآمال والتطلعات الثقافية نسبة الجمعيات وتحديداً أسرة الأدباء والكتاب فإنني بصفتي الشخصية وليس بصفتي الإدارية كعضو للأسرة، أتمنى أن تكون هناك لجنة استشارية وتنسيقية من أجل إقامة مهرجان ثقافي إبداعي يبدأ من 1 مارس (آذار) وينتهي في 30 مارس، ويشمل البرنامج مجموعة من الفعاليات للمؤسسات الثقافية من مهرجان الشعر الذي تقيمه أسرة الأدباء ومسرحيات أسبوعية من قبل المسارح الأهلية في البحرين وأمسيات موسيقية وفنية من قبل الفرق الموسيقية بالإضافة إلى مشاركة الملتقى الأهلي ومركز الشيخ إبراهيم والمراكز الأخرى الثقافية بمعنى آخر تتوزع كل الفعاليات على جميع المؤسسات الثقافية في مقارها وأيضاً اهتمام كبير للمؤسسات الثقافية الأخرى التي همشت في موسمين كاملين.. في ربيع الأول والثاني، والجمعيات الثقافية ومؤسساتها يمكن أن تقدم شيئاً مختلفاً إذا استطاعت أن وضعت في اعتبارها العمل المشترك التعاوني الذي يخدم المشهد الثقافي الأدبي والفني والموسيقى في البحرين، كإقامة مهرجان سنوي شبيه بمهرجان ربيع الثقافة، معتمداً على الكوادر الفنية المحلية، ولكن تبقى معضلة أساسية هي الدعم المالي من قبل المؤسسة الرسمية،
وأتوجه بسؤال إلى الجهة الرسمية المعنية بربيع الثقافة لماذا أقصيت الأسرة أو مؤسسات ثقافية أخرى في الوقت الذي شاركتنا مؤسسات في مقارها فقط.
%الوطن- 18 مارس

*****

تحذيرات من العودة البحرين إلى القرن 19

رئيسة "النسائي": العروض راقية.. قوى وطنية تنتقد تشكيل لجنة برلمانية لمحاكمة الثقافة

كتب- محرر الشؤون المحلية:

استهجنت عدد من الفعاليات السياسية والحقوقية والنسائية ونيابية سابقة، إقرار تشكيل لجنة تحقيق نيابية بشأن إحدى فعاليات "ربيع الثقافة"، محذرين من سعي البعض للهيمنة على المجتمع، في حين وصف النائب السابق عبدالنبي سلمان موقف النواب ب "حيلة العاجز".
وأكد رجل الاعمال الوجيه فاروق يوسف المؤيد بان ربيع الثقافة من المشاريع الرائدة التي تحدث في البحرين لاول مرة مما يؤكد متانة وقدرة الانسان البحريني في الابداع في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والمالية واليوم يقدم ابداعا في مجال اخر مما يتطلب تقديم الدعم اللازم لتحقيق النجاح المطلوب من كل افراد الشعب البحريني.
وتساءل فاروق المؤيد عن الاسباب التي دفعت بعضا من النواب الى شن الهجوم على مهرجان ربيع الثقافة هذا المهرجان الذي تمكن من جذب العديد من الزوار من العائلات الخليجية والبحرينية وذلك تاكيدا منهم على اهمية هذا الابداع، مشيرا الى انه ليس من المفهوم هذا التطرف في ادخال الثقافة والبرامج الثقافية التي تعرض من رواد ابدعوا دون خلاعة حقيقة كما يدعي من رفع راية محاربة التحضر والتقدم والابداع.
وتساءل فاروق المؤيد هل هؤلاء الفضلاء يتابعون ما تبثه القنوات العربية والعالمية من برامج وافلام واغاني قد تكون لا تتماشى مع العادات، موضحا بانه لماذا لا يتجه هؤلاء الذين ذهبوا لتشكيل لجنة تحقيق الى اصدار قانون يمنع دخول التلفزيون الى البحرين وكذلك قانون يمنع مشاهدة هذه القناة او تلك تحت حجة محاربة الفساد الاخلاقي.
ودعا فاروق المؤيد الى ضرورة الابتعاد عن القضايا الجانبية والتركيز على القضايا الاساسية التي تمس هم واحتياج المواطن بدلا من السعي الى الرجوع بالبحرين الى الوراء عبر اغلاق كافة منافذ الحرية والابداع والعودة بالبحرين الى القرن التاسع عشر.
واضاف المؤيد بانه ومع استمرار هذه التوجهات من قبل البعض فان البحرين ستتجه للوراء، ويعمل هؤلاء بتصرفاتهم على تشويه سمعة البحرين وتقديم الانطباع السيء عن البحرين بانها بلد المحرمات، مشيرا الى ان الاغلاق وزيادة الممنوعات سيدفع البعض الى الاتجاه اليها بشكل خاطئ مما يؤثر بشكل سلبي على حياتهم، موضحا ان التوعية هي الاساس في حماية المجتمع بدلا من التزمت الذي يؤثر سلبا على مستقبل المجتمع.
ومن جانبه، رأى رجل الأعمال نبيل الزين، خطوة النواب بتشكيل لجنة تحقيق بخصوص إحدى فعاليات ربيع الثقافة، بأنها (هي الرجعية بعينها).
وحذر الزين من هذه المواقف التي تتسبب في (هروب السياح والاضرار باقتصاد البلد، وأيضاً في ترهيب وتخويف الناس)، معتبراً أن موقف النواب الأخير (بلغ خطورة كبيرة جداً).
وطالب الحكومة بوضع سقف لهؤلاء النواب، حتى يعرفوا متى يتحدثوا وفي أين، وتحديد بعض الحدود لهم.
ونادى قائلاً (والله إننا لا نريد هذه الديمقراطية ان كانت ستسمح لمثلا هؤلاء الجهلاء والرجعيين أن يتحكموا في ثقافة وتطور هذا البلد).
وعبر الزين عن اعتزازه بالمكانة الثقافية للبحرين، والتي (احتلت فيها الصدارة منذ القدم على مستوى الخليج).
واستغرب رئيس جمعية المنبر التقدمي د. حسن مدن، من توافق الكتل النيابية على تشكيل هذه اللجنة، ذاكراً أن المسألة لا تستدعي كل هذا "الضجيج"، وأن على النواب الوقوف على "القضايا الحيوية" التي ينتظرها المواطن.
ونبه د. مدن الى ضرورة عدم التعاطي مع الثقافة بهذه الذهنية، وذلك عبر حصر المسألة في زاوية واحدة، داعياً الى أخذ الموضوع في إطاره الشامل.
وحذر من السماح لهذه النظرة بالاستقرار والتركز في المجتمع، حيث سينتج عنها الكثير من "المزالق"، بما في ذلك إدخال مجالات الإبداع الى خانة "المحظور والممنوع".
وطالب النواب بإعادة النظر في موقفهم، داعياً مؤسسات المجتمع المدني المختلفة، لأن تعبر عن استهجانها لهذا التوجه من قبل النواب.
ودعا الى تشكيل لجان تحقيق في قضايا الرقابة المالية والفساد والتجنيس التي ينتظرها الناس.
وفيما رأت رئيسة الاتحاد النسائي مريم الرويعي، أنه لا يوجد شيء يتنافى مع الآداب خلال عروض فعاليات الثقافة، قائلة "ان الكثير من الأسر حرصت على حضور هذه الفعاليات، والتي لم تحضر انتابتها السعادة لوجود مثل هذه الأجواء الراقية".
مؤكدة على أن ربيع الثقافة أوجد واقعا جميلا جداً، وأن الناس وجدت فيه متنفساً في جو من الإبداع الثقافي الراقي.
وتساءلت حول غاية البعض من غلق باب الانفتاح على ثقافات الشعوب التي أتاحها ربيع الثقافة، وذلك في أرقى صور الابداع الثقافي، مؤكدة على أن خطوة النواب تعد محاولة للمساس بالحريات العامة.
كما شدد رئيس جمعية "وعد" ابراهيم شريف، على أن الأمر لا يستدعي لجنة تحقيق، وأن بيانا واحدا يكفي".
ورأى شريف، "أن مثل هذا الضجيج هو شيء يمكن أن يهدئون به خواطر جمهورهم، وأن يكون بمثابة إعطاء المسكنات للتغطية على الفشل التشريعي".
ووصف خطوة النواب، بأنها انحراف عن عمل المجلس، لافتاً الى أن الانشغال بهذه التفاصيل الهامشية سيأخذ من الوقت الكثير والمهم وسيؤدي الى إضاعة الجهود، وذلك على حساب تعطيل الملفات الرئيسية".
ونبه الى ان موقف النواب هو محاولة للتضييق على حريات الناس، مطالباً باحترام وجهات النظر الاخرى "وعدم حصر الأمور من وجهة نظر واحدة فقط".
وذكر "أن الخلاف مشروع ولكن لا يستدعي تضخيمه"، مسجلاً استغرابه من أن هذا الأمر يستدعي السؤال عن أولويات النواب".
ومن جانبه، شن النائب السابق عبدالنبي سلمان انتقادات شديدة على "خطوة النواب"، واصفاً موقف النواب ب "حيلة العاجر"، معتبراً أن الأمر "يدل على أن هناك من يريد الهيمنة على المجتمع، وأن يفرض لغة ولونا واحدا"، في حين أن البحرين هي بلد التنوع والتعددية".
وفيما قال سلمان، ان موقف النواب كان محل سخرية بين الناس، تساءل عن أسباب تناسي قضايا سرقة الأراضي والفساد المالي، ذاكراً "كنا نتمنى تشكيل لجان تحقيق في أيٍ من القضايا التي وردت في تقرير ديوان الرقابة المالية، وأن يتم توافق النواب على القضايا التي تلبي وتخدم حاجات المواطنين، بدلاً من هذه المعارك الوهمية".
كما وصف ما جرى في المجلس النيابي بالمزايدات، قائلاً "ان شعب البحرين لا يحتاج أن يعلمه هؤلاء الأخلاق والمثل"، رافضاً التعاطي مع الشعب البحريني "وكأنه شعب متفصخ ومتحلل من الأخلاق".
وبين أن (التظاهرة الجماهيرية) التي تزامنت مع فعاليات ربيع الثقافة تدل على ان شعب البحرين هو تواقٌ دائما لأن يكون له تطلعات ثقافية وحضارية"، معتبراً أن موقف النواب هو "دليل عجز صارخ".
واستهجن كذلك من جهته النائب السابق جاسم عبدالعال، خطوة النواب، مشيراً الى أن هذا العمل للأسف لا يرقى لمستوى مجلس النواب، ناصحاً النواب بالتركيز على قضايا الفساد الحقيقية.
ومن جهته، أكد نائب رئيس الجمعية البحرينية لحقوق الانسان د. عبدالله الدرازي، أن موقف النواب يمس بشكل واضح الحريات العامة، والتي تُعد الثقافة جزءا منها".
وذكر د. الدرازي ، "أن ربيع الثقافة هو انعكاس للحراك الثقافي، وأن مثل هذه الأعمال تعد مسألة مهمة لأي أمة وحضارة".
وأشار الى أن البحرين معروفة منذ القدم بهذه الميزة والسمة الثقافية، وهي إحدى الجوانب الكبيرة التي تفتخر وتعتز بها البحرين"، معتبراً أن ما جاء في مواقف النواب "هو أمر مبالغ فيه جداً جداً".
ورأى أنه كان الأولى من النواب "أن يحققوا بشأن كيفية تطوير ودعم مثل هذه المشاريع الثقافية وليس محاربتها"، داعياً النواب الى تبني القضايا "الأكثر جدية وخطورة، والتي هي كثيرة".
كما ذهب من جهته العضو الإداري بجمعية الاخاء الوطني موسى الأنصاري، الى أن الامر لا يستدعي القيام بتشكيل لجنة تحقيق".

*****

بعد انشقاق في صفوف الإسلاميين وتوحد الليبراليين
البرلمان البحريني يتراجع عن محاكمة "ربيع الثقافة"

المنامة - منى النشابة:

يتوقع أن تشهد جلسة يوم غد للبرلمان البحريني تراجع المجلس عن تشكيل لجنة تحقيق مع وزير الإعلام بسبب مشاهد وصفت بأنها مخلة وأعلن رئيس المجلس النيابي البحريني خليفة الظهراني ان هناك مؤشرات لرغبة النواب في التراجع عن تشكيل لجنة التحقيق وكانت المشاهد المثيرة للجدل والتي جاءت ضمن عرض مسرحي بعنوان (مجنون ليلى) عرضت ضمن مهرجان (ربيع الثقافة) الذي يستمر شهراً كاملاً.
جاء هذا التراجع من النواب بعد جدل ساخن بين الإسلاميين والليبراليين على صفحات الجرائد المحلية أدى إلى انشقاق الموقف بين الإسلاميين وكان أبرز المتراجعين النائب الشيخ محمد خالد الذي ينتمي لكتلة المنبر الإسلامي "الإخوان المسلمين" وهو النائب الذي وصف المهرجان بأنه " ربيع السخافة" إذ قال أمس في موقف متراجع للصحافة إنه لو كان من الموقعين على طلب تشكيل اللجنة لسحب توقيعه، لكن مراقبين توقعوا عدم سقوط اللجنة ببروز تحالف جديد من بين كتلة (الأصالة السلفية) وكتلة (الوفاق الشيعية) بمجلس النواب حيث تصر (الأصالة) على التحقيق مع وزارة الإعلام بينما ترغب (الوفاق) في استمرار اللجنة لتتمكن من الدخول إلى دهاليز الوزارة لكشف أي فساد فيها، وإذا صدق وجود التحالف فستتمكن الكتلتان من تمرير اللجنة إذ تمتلكان قرابة 25صوتاً في البرلمان الذي يضم 40نائباً.
وكانت صحيفة (الأيام) أبرز الصحف التي قادت الحملة على لجنة التحقيق وقال رئيس تحرير الصحيفة عيسى الشايجي "لقد كانت لنا صدمة كبيرة وقاتلة لهذا الوطن الجميل إقرار مجلس النواب تشكيل لجنة تحقيق في ربيع الثقافة، وأضاف الشايجي: " إننا سنكون أضحوكة العالم عندما نبدأ بمحاكمة الفنان القدير مارسيل خليفة والشاعر المتميز قاسم الحداد وبتهمة ماذا؟ "الخلاعة" أي مصيبة حلت عليناَ.
وعلى الصعيد ذاته دعت عضو مجلس الشورى د. بهية الجشي إلى عدم تسييس الثقافة، مؤكدة أهمية بقاء القطاع قائما بذاته. وأشار العضو فؤاد الحاجي إلى أهمية التلاقح الثقافي بين مختلف دول العالم، وذلك في الوقت الذي أكد فيه أهمية تواؤم العروض الثقافية مع ثقافة البلد، وابتعادها عن الابتذال، لتمثل فنونًا راقيةً. ونوه بأن البحرين في حاجة لنهضة ثقافية، خاصة وأنها كانت تمثل مركز إشعاع ثقافي وحضاري في المنطقة العربية بأسرها، وليس فقط في منطقة الخليج.
الصور التي تم تداولها بواسطة شبكة (الإنترنت) باتت تثير الحوارات الساخنة إذ انضم رجال دين إلى جانب المعارضين لمحاكمة وزير الإعلام بسبب مهرجان (ربيع الثقافة) وأكد رجل الدين الشيعي وعضو مجلس الشورى السيد ضياء الموسوي ان (ربيع الثقافة) لا يمكن أن يختزل في مشهد واحد.
يشار على أن مهرجان (ربيع الثقافة) ينظم من قبل وزارة الإعلام البحرينية ويشارك فيه فنانون وعروض من دول شتى ويستمر لمدة شهر ودخلت صحيفة (الوطن) على خط الجدل بقوة بنشر صفحة كاملة عن فعاليات ربيع الثقافة التي تتضمن العديد من الفعاليات الدينية والتراثية معنونة الصفحة بقولها : "ليفرح المتدينون بربيع الثقافة القادم".

الرياض- - 19 مارس 2007م

*****

بوهندي: على المؤسسات الثقافية أن تعي أن قوتها تكمن في التكامل

أسرة الأدباء تبحث مع المؤسسات الثقافية والفنية تشكيل كيان موحد للدفاع عن المثقف والثقافة..

رؤى - المحرر الثقافي:

في تصريح خص به "رؤى" قال رئيس أسرة الأدباء والكتاب الشاعر إبراهيم بوهندي أن مجلس إدارة أسرة الأدباء يبحث الآن أمر استصدار بيان ثقافي باسم أسرة الأدباء والكتاب للوقوف ضد ما يتعرض له المبدع الشاعر قاسم حداد، مضيفاً بأنه لابد أن يكون لنا كشعراء وكتاب موقف ضد سن قانون أو إجراء تحقيق مع المبدعين، مشيراً في الوقت نفسه بأن الشاعر حداد هو من أبرز مؤسسي أسرة الأدباء والكتاب بتاريخها الفكري والثقافي والإبداعي، كما انه الآن يعد علامة بارزة في المشهد الإبداعي العربي والعالمي، مما يجعله أيقونة إبداعية لابد لمملكة البحرين أن تفخر به كمبدع وكإنسان استثنائي قدم للبحرين الكثير في حقل الإبداع والشعر المعاصر.
ورداً على سؤال "رؤى" له عن أوان التفكير الجدي والتحرك السريع لتشكيل كيان مؤسساتي للدفاع عن حقوق المبدعين وقضاياهم في الشأن الثقافي والاجتماعي قال بو هندي أن أسرة الأدباء تبحث مع المؤسسات الثقافية والفنية تشكيل كيان موحد للدفاع عن المثقف والثقافة، لافتاً بالقول وداعياً في ذات الوقت إلى أنه على المؤسسات الثقافية الأهلية والرسمية خصوصاً قطاع الثقافة والتراث الوطني، أن تعي بأن قوة الفعل الثقافي بكياناته ومؤسساته وحصانته تكمن في تكامله وتضامنه لا في حالة القطيعة واختزال الوجودات الثقافية وتحويلها إلى كنتونات ثقافية مشتتة وضعيفة.

أقرأ أيضاً: