مهرجان ربيع الثقافة:

ما جرى بربيع الثقافة ولسنا ضد الثقافة والتراث ولسنا ضد الفن النظيف وانما نحن ضد الابتذال وضد الدعوة للفساد والتحلل، فليست برامج ربيع الثقافة سيئة، لا فيها الكثير من البرامج جيدة ومفيدة وممتعة ولكن هناك فيها كذلك ما يسيئ الى دين وأخلاق ابناء هذا البلد وسمعته وهو ماجرى في برنامج او فعالية من فعاليات ربيع الثقافة وهو ما يتعلق بتزويج مجنون ليلى . فقد جرى ما لم يخطر على بال انسان يحظر على خشبة مسرح في دولة كدولة البحرين ، دولة اسلامية ودستورها يقول بأن الاسلام مصدر أساسي للتشريع.

أنا اتكلم نقلا عن شهود عيان وممن نثق بشهادتهم. أمورٌ يندى لها الجبين، يقف الرجل مع امرأة يمثل تمثيل لكل ممارسة العملية الجنسية بين الرجل والمرأة " صحيح كل ذلك بالملابس" .. فيبدأ ممثلاً بتخليعها ملابسها ويحتضنها ويعانقها ويرميها ارضا ويضجع عليها ويبدأ بممارسة العملية الجنسية " بس بالملابس " من يتصور بان هذا يحدث ضمن برنامج ربيع الثقافة أهذه ثقافة ؟؟!! لا ويقول صاحب النص وأعتقد أنه قاسم حداد ، يقول بانه من يقول بان مجنون ليلى لم يصل لليلى .. يقول بأنه وصل لليلى وواقعها .. ثم توجهوا للفقيه وسألوه بأن هل هذا زنى ن قال الفقيه لا ليس زنى انما الزنى بأن تسلم المرأة نفسها لرجل لا تحبه .. اما اذا كانت تحبه فلا يعتبر ذلك زنى. من اين لك هذا الكلام وهل تفتي من عندك ؟ وأي فقيه في الدنيا يقول بهذا الكلام ؟ هذا استهتار وتحدي للدين ..

لهذا نقول ومن على هذا المنبر .. نخاطب وزير الاعلام .. وقد كنا معه قبل يومين وشكرناه على توجهه للسياحة النظيفة وغلقه لصالات كثيرة تقوم بالفساد، ومحاربته للرذيلة والدعارة والفساد في الشقق وتحدثنا معه في امور كثيرة تخص الاعلام ولكن لم نكن نعلم بهذه النقطة والآن بعد علمنا نقول له بان هذا الأمر مرفوض ونطلب منه إعتذار لجميع أفراد الشعب ومحاكمة لكل من قام على هذا العمل لكي لا يتكرر هذا العمل مرة أخرى .. فربما يكون تدوال بين الكتل النيابية لمساءلة الوزير أو ماشابه ذلك.

أكتفي بهذا القدر و أستغفر الله لي ولكم وأسأله سبحانه أن يديم علينا جميعا نعمه ظاهرة و باطنه وأن يتقبل أعمالنا ويحسن عاقبتنا بأن يجعلنا من المنتظرين لوليه و يسقينا من حوض جده محمد (ص) إنه سميع مجيب رؤوف رحيم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

خطبة الجمعة 19 صفر الخير 1428ه ، الموافق 9/3/2007م - 2007-03-14

***

تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في "ربيع الثقافة"

أقر مجلس النواب في جلسته أمس بالاجماع تشكيل لجنة تحقيق برلمانية بشأن العروض التي قدمت خلال مهرجان "ربيع الثقافة" الذي تنظمه وزارة الاعلام حالياً، وتقرر عرض أسماء النواب أعضاء اللجنة في جلسة المجلس المقبل.
وذلك إثر مقترح بطلب تشكيلها تقدم به نواب من مختلف الكتل، من بينهم عضوا كتلة الأصالة الإسلامية إبراهيم بوصندل، وحمد المهندي، وعضو كتلة الوفاق سيد جميل كاظم، ورئيس كتلة المستقبل عادل العسومي، ورئيس كتلة المنبر الإسلامي صلاح علي.
وفيما لم يبد وزير شؤون المجلسين عبدالعزيز الفاضل اعتراضاً، أبدى تحفظه على مسمى اللجنة الذي ربط تشكيل اللجنة بالتحقيق مع وزارة الإعلام، حيث قال "لا نعترض على حق كفله لكم الدستور، لكن تحفظنا على تسمية اللجنة التي يفترض تشكيلها للتحقيق في موضوع معين، وذلك بما يتفق واللائحة الداخلية للمجلس".
ووافق المجلس حينئذ على تسمية اللجنة بلجنة التحقيق البرلمانية بشأن العروض التي قدمت خلال مهرجان "ربيع الثقافة".
إلى ذلك، علق النائب الشيخ إبراهيم بوصندل على قرار تشكيل لجنة التحقيق على هامش الجلسة قائلاً: "إن القائمين على قطاع الثقافة بوزارة الإعلام وعلى رأسهم الشيخة مي، لم يلتزموا بأدنى مبادئ الشريعة الإسلامية، فإذا لم تكن بحجم المسؤولية فلتقدم استقالتها". ويشار إلى النائبين بوصندل وحمد المهندي عرضا صوراً من المهرجان خلال الجلسة، منوهين بأنها بعيدة عن التعاليم الإسلامية والعادات والتقاليد، واطلع عليها بعض النواب، الذين أبدوا امتعاضم من المشاهد.

****

تشكيل لجنة تحقيق مع وزير الاعلام البحريني

 

مهند سليمان من المنامة:

صوت 32 نائبا بحرينيا من اصل 40 يمثلون مختلف الكتل السياسية بالبرلمان على تشكيل لجنة تحقيق مع وزير الإعلام البحريني حول مهرجان "ربيع الثقافة" وخصوصا في بعض مشاهد العرض الافتتاحي "مجنون ليلى" المأخوذ عن كتاب للشاعر البحريني قاسم حداد قام بتلحينه مارسيل خليفة، والتي اعتبرها الإسلاميون "لقطات استعراضية خليعة" ، وكان المجلس الذي يسيطر عليه النواب الاسلاميين سنة وشيعة صوت قبل ايام لصالح اقتراح تقدمت به كتلة "الاصالة" (سلفيون) بتشكيل لجنة التحقيق وحظي اقتراحهم بالاغلبية اليوم عند التصويت عليه.
ووافق مجلس النواب على تشكيل لجنة تضم 7 نواب منهم النائبان السلفيان عبدالحليم مراد، وابراهيم بوصندل ، والنائب المستقل عادل العسومي، ونائبين من الاخوان المسلمون وهم ناصر الفضالة وابراهيم الحادي، ونائبين من الوفاق الإسلامية وهم محمد جميل الجمري، ومحمد المزعل.

وشهدت جلسات اليوم مداخلات ساخنة ضد وزير الإعلام الذي لم يتم دعوته للجلسة والوكيل المساعدة للثقافة والتراث الشيخة مي آل خليفة حيث شن نائب الاخوان المسلمين محمد خالد هجوم ضد الوزير متهما إياه " بالخضوع والخوف من وكيلته وعدم قدرته على السيطرة عليها وضرورة إيجاد حل لما تقوم به في الوزارة ، وخصوصا انها تنتمي إلى العائلة الحاكمة".

النائب السلفي جاسم السعيدي قال في مداخلته " يؤسفنا في المجلس ان نتطرق لمواضيع عن ربيع السخافة ، وأنا قلت للوزير هل يرضيك ما حدث ، الم تكن موجودا ، قال لي "بلى" فقلت له الم تر الناس تخرج من المكان بسبب ما حصل". مضيفا السعيدي " الوزير رفع السماعة واتصل بي لاحقا وقال ان القضية لا تتناسب مع ديننا ، وابلغته اننا لن نسكت، وان سكتنا لن نسكت على المنابر".
وقال السعيدي" نريد ان تحقق الحكومة بذلك ويأخذون الوزير ويسألونه من الذين لا يقدر عليهم في الوزارة ، والذين لا يقدر عليهم يستطيع المجلس ان يقدر عليهم ، المسئولون نائمون ولا يعرفون ما يحصل من ورائهم ويجب ان تؤخذ القضية بالاعتبار".
من جهة اخرى رد ممثل الحكومة في الجلسة وهو وزير مجلس النواب والشورى عبدالعزيز الفاضل على الاتهامات والهجوم الذي شنه النواب قائلا " لست وزير الاعلام او مسؤول عن ربيع الثقافة، الحكومة لا توجه المجلس ، واعترف هناك خطأ يجب ان يعدل ويصحح دون ان نعطي الشيئ اكبر من حجمه ووفق الآلية الصحيحة".
وحسب اللائحة الداخلية والمادة السادسة لطلبات التحقيق في البرلمان البحريني فيحق للمجلس فى كل وقت أن يؤلف لجاناً أو أن يندب عضوا أو أكثر من أعضائه للتحقيق فى أى أمر من الأمور الداخلة فى اختصاصه، وتنص المادة 161، على انه "تتخذ الإجراءات المقررة فى المادة السابقة بناء على طلب مكتب المجلس أو إحدى لجانه ، أو بناء على اقتراح مقدم من خمسة أعضاء على الأقل، ختار المجلس اللجنة أو العضو الذى يقوم بالتحقيق بناء على ترشيح رئيسه ، مع مراعاة التخصص والخبرة فى الموضوعات التى يجرى بشأنها التحقيق"
وتنص المادة (62) انه " للقائمين بالتحقيق أن يتخذوا كافة الإجراءات اللازمة للحصول على البيانات والمعلومات والأوراق المتعلقة بما أحيل إليهم من موضوعات، وعلى جميع الجهات المختصة أن تعاون القائمين بالتحقيق فى أداء مهمتهم ، وعليها أن تقدم لهم الوسائل اللازمة لجمع ما يرونه من أدلة ، وأن تمكنهم من أن يحصلوا على ما يحتاجون إليه من تقارير أو بيانات أو وثائق أو مستندات"
4 شهور مدة لجنة التحقيق
كما تنص المادة 163" يجب أن تقدم نتيجة التحقيق خلال مدة لا تتجاوز أربعة أشهر من تاريخ بدئه . وإذا تعذر تقديم التقرير إلى المجلس فى الميعاد المقرر ، وجب إعداد تقرير للمجلس يتضمن العقبات والأسباب التى أدت إلى هذا التأخير ، وللمجلس أن يمد هذه المهلة لمدة أو لمدد أخرى لا تتجاوز جميعها أربعة أشهر أو يتخذ ما يراه مناسبا فى هذه الحالة"
وحسب المادة 164" يجب أن يشتمل التقرير على ما اتخذ من إجراءات لتقصى جميع الحقائق عن الموضوع المحال ، والمقترحات بشأن علاج ما تبين من سلبيات، ويناقش المجلس التقرير فى أول جلسة تالية لتقديمه ، وتكون أولوية الكلام لمن يقدم طلبا كتابيا بذلك لرئيس المجلس قبل الموعد المحدد للمناقشة".
وفي الوقت الذي شن النواب هجوما على الصحافة ودفاعها عن الثقافة اشعل قرار مجلس النواب البحريني تشكيل لجنة التحقيق معركة بين النواب والمثقفين والفنانين والمدافعين عن الحرية حيث نددت نحو 50 جمعية ثقافية واهلية وسياسية في البحرين ب"محاولات بعض القوى السياسية في مجلس النواب خنق مناخ الحريات والابداع في البحرين" واعربت عن "خيبة الامل لما آلت إليه الأوضاع في البحرين من هيمنة للفكر الأحادي والتوجهات الاقصائية الرافضة للآراء الأخرى والتشهير بأصحابها والتشكيك فيهم".

ووقعت على هذا البيان 53 جمعية من بينها 12 جمعية نسائية منضوية في الاتحاد النسائي البحريني وجمعيات ثقافية وسياسية وصحافية وجمعيات شبابية ومهنية ونقابات.
وفي خطوة دعم اضافية، اعتبر مجلس الشورى البحريني (المعين) في بيان اصدره أمس الاثنين ان مهرجان "ربيع الثقافة" "يمثل خطوة كبيرة لرفد مشروعنا الإصلاحي الذي يؤكد على تكريس انفتاح البحرين على العالم".

مارسيل والحداد في بيان لهما : ارفعوا أيديكم عن حناجرنا".
وصف الفنان مارسيل خليفة و الشاعر قاسم حداد في بيان مشترك صدر لهما اليوم ، الحملة التي تتزعمها ثلة من نواب الكتل الإسلامية ضد عمل ((مجنون ليلى)) أو لكافة فعاليات (ربيع الثقافة) بأنها حملة منظمة، و مقصودة لإرهاب كافة أشكال الفكر والثقافة، وقمع كل مسعى إبداعي. كما وصفوا منطق الدفاع الذي تزعمه هذه الثلة، بإنه دفاعٌ باطلٌ، عقيمٌ، مشكوكٌ فيه، عن دينٍ لا يستمد قوته وعظمته واستمراريته من العنف (اللفظي والبدني) الذي يمارسه فقهاء الظلام وتجار الفتاوى، بل مما يدعو إليه من تعايش وتسامح ومحبة. دينٌ، في جوهره، قائمٌ على الحوار والاجتهاد. دينٌ لا يحتاج إلى دم شاعرٍ أو صمت أغنيةٍ كي يحافظ على بقائه، لا يحتاج إلى صراخ وانفعال وتشنج في الدفاع عنه.
وذكر البيان الذي جاء على لسان مارسيل والحداد " عندما ذهبنا إلى التراث العربي بحثاً عما يضئ حاضرنا، ونستعيد به ما نسيناه وما افتقدناه في حياتنا الراهنة، نعني الحب، جلبنا درّة الحب الخالدة، شعلة الوجد التي لا تخبو جذوتها ما دام هناك عاشق أو عاشقة يتنفسان الحب، جلبنا حكاية من ذابَ – وقيل من جُنّ- حباً، وقمنا بصقل الحكاية بما تيسر لنا من شعر وموسيقى وغناء ورقص ودراما. وما كان لدينا غير مطمحٍ واحدٍ: أن نحرض الناس على الفرح لا الغياب، على الحياة لا العدم".
ويضيف البيان على لسان المبدعين بأن غايتهما كانت التعبير عن العاطفة الإنسانية في أبهى وأنقى تجلياتها، وأن يمجّدا الجدير بالتمجيد: الحب، ذاهبان بالنفي أن تكون غايتهما أن يدغدغا الغرائز الأدنى عند جمهور جاء، بكل براءته وثقته وفطنته، ليعرف ويستمتع ويفتح قلبه على سعته، بلا موقف مسبق، بلا ضغينة، ولا أحكام.

وقال البيان إنه لم يخطر ببال كل من مارسيل أو قاسم أن ما يقدمانه من عرض نظيف وبريء، ومتجرّد من النوايا السيئة والخبيثة، سوف يتم تأويله –غيابياً- بخلاف ما هو مقصود، وسوف يرى فيه حماة الدين والأخلاق والطهارة عملا فاحشاً ومعيباً، وسوف يرون فيه خروجاً على الشريعة الإسلامية والأخلاق العامة.

مارسيل : مايجصل ارهاب للفكر والثقافة
كما تحدث البيان عن إن محاولة نواب الكتل الإسلامية، وأتباعهم، الدعوة للتصدي لعمل "مجنون ليلى"، ولكافة فعاليات "ربيع الثقافة" في البحرين، وتشكيل لجنة تحقيق في ما يسمونه خروجاً على الشريعة، لا يمكن النظر إليها بوصفها رغبةً في تصفية حسابات سياسية أو شخصية، بقدر ما ينظر إليها، عمقياً، كمحاولة مقصودة، ومنظمة، لإرهاب كافة أشكال الفكر والثقافة، وقمع كل مسعى إبداعي. الثقافة الحرّة، الرافضة للامتثال، هي المستهدفة.
وقال البيان إن مثل هذه الدعوة لا يمكنها أن تعدوا كونها دعوة صريحة ومباشرة للانغلاق، لمصادرة حق الآخر في التعبير، لإنكار تعددية الأصوات، والمفارقة أن تنطلق هذه الدعوة من موقعٍ (برلمان) يُفترض فيه أن يكون منبراً لمختلف الأصوات والاتجاهات.
إن مثل هذه الدعوة – بحسب ما جاء في البيان - لا تحتقر الإنسان الحر، الراغب في المعرفة والمتعة فقط، لكنها تحتقر أيضاً بلداً متحضراً ينتمي إلى القرن الحادي والعشرين.
لذا يحق لنا أن نتساءل، هكذا أختتم مارسيل خليفة و قاسم حداد بيانهما :
هل يليق بوطن متحضر أن يمثّل شعبه نوّابٌ يتوهمون امتلاك السلطة.. سلطة المنع والكبح والمصادرة؟ نواب ترتعد فرائصهم كلما لاحتْ في الأفق قصيدة أو أغنية لا تمتثل لشروطهم فيستنفرون الكراهية والتعصب؟ نوابٌ يرون الشيطان الرجيم يسكن في كل أغنية أو رقصة أو مشهد أو نص؟ نوابٌ يظنون أن الله يبسط، لهم وحدهم جناحَ الرحمة ويعادي الآخرين؟ نوابٌ ليس من مهمات (مجلسهم) أن يعطي شعباً برمته درساً في الأخلاق، ولا لأحدٍ منهم أن يعلمنا الوطنية، ما يحدث هنا، حدث ويحدث في أراض عربية متفرقة.. بشكل أو بآخر. المثقف العربي متهم دوماً، أو عرضة للاتهام في أي وقت، ما دام يبدع. لذا فهو ليس مطالباً بأن يبدع فحسب، لكن أن يدافع أيضاً عن إبداعه ضد قوى القمع المتربصة به عند كل منعطف.
ويضيف البيان " يحق لنا هنا أن نحيي ونعانق جميع القلوب العاشقة والعقول الحرة، التي عبرت عن تمسكها الجميل بالحب وبالحرية، مسألتان لا يمكن التفريط فيهما كلما تعلق الأمر بالحياة والإبداع، نريد أن نقدر الموقف الحضاري الواضح والجرئ، مطمئنين بأن ثمة مستقبلاً جميلاً لا يمكن لأحدٍ منعنا من الذهاب إليه أحراراً، وبمختلف اجتهاداتنا الفكرية والفنية، نضم صوت شعرنا وموسيقانا إليكم، لنقول لهم معاً: ارفعوا أيديكم عن حناجرنا".

ايلاف
الثلائاء 20 مارس

***

"سنقول" عن ليلى.. عن القتلى.. وعن دمنا الذي هدروا

مثقفون وفنانون يدعون البرلمانيين إلى حل "بلاوي
الناس بدلاً من الهجوم على الجمال والوعي:

المحرر الثقافي:

أعربت فعاليات ثقافية وفنية عن أسفها الشديد لتشكيل لجنة تحقيق في مجلس النواب للنظر في تجاوزات حفل الافتتاح في مهرجان ربيع الثقافة. وتساءل المخرج المسرحي إبراهيم خلفان ‘’ما سر السرعة في تشكيل هذه اللجنة؟’’. مجيباً: ‘’لا شك من وجود نية مبيتة ضد الثقافة’’. مضيفاً ‘’إذا تمت جرجرة المسائل الثقافية والفنية إلى البرلمان فهذه كارثة’’. وتساءل الناقد يوسف الحمدان في معرض تعليقه على القضية التي بدأت تتصاعد إثر تصريح لأحد المواقع الإلكترونية، ثم وصلت إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، بعد موافقة 29 نائباً من أصل 34 على مقترح كتلة الأصالة. تساءل ‘’من يقف ضد الثقافة وضد الحب وضد الجمال وضد القيم الإنسانية؟ لا شك أنهم الذين وجدوا ليعلوا من شأن الكره والبغض، ويبسطوا ظلاميتهم على المساحة المضيئة البسيطة في المجتمع’’. مديناً في الوقت نفسه تصرفات مؤسسات المجتمع المدني التقدمية التنويرية التي ‘’لم تصدر بياناً واحداً ضد هؤلاء’’ بحسب تعبيره.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الأمور وتصل إلى تصريحات صحافية وخطب منبرية من هذا النائب أو ذاك ليس ضد حفل الافتتاح فحسب، بل ضد شعر قاسم حداد كذلك، رأى القاص والروائي فريد رمضان ضرورة التأني في المرحلة الراهنة. قائلاً ‘’ إن اللحظة الراهنة تستدعي وعي الحكومة، إزاء ما تقوم به هذه المجموعة، التي لا تسعى إلى الدفاع عن حرية المواطن بل إلى تحقيق مآرب جمعياتها السلفية’’. واصفاً هذه الممارسات بأنها ‘’ ذات خطورة كبيرة على المنجزات الاجتماعية والحضارية التي حققها الإنسان على هذه الأرض، ومنها حرية التعبير للمبدع’’.
هذا، ويشهد البرلمان في الفصل الجاري إنشاء أول لجنة تحقيق، هي الثانية في مسيرته منذ إنشائه. وهذه اللجنة مشكلة للتحقيق في عرض فني، ويعلق على ذلك الفنان التشكيلي عبدالجبار الغضبان ‘’يعد هذا الموقف تجن على الثقافة، وعلى المظاهر الحضارية لعطاء الشعوب بمختلف ثقافاتها، ومعاداة صارخة وسافرة ضد أي تطلع نحو ديمقراطية المعرفة والانفتاح المتجدد على الأفكار الجديدة’’.
‘’اليوم الثامن’’ أجرى الاستطلاع الآتي للوقوف على آراء مجموعة من المثقفين والفنانين حول هذه القضية، التي شهدت إجماعاً على ضرورة أن يتوجه البرلمانيون إلى القضايا المعيشية للمواطن ويتركوا الثقافة والفن لأهله، وفيما يأتي نصه.

نريد ربيع الثقافة لا عفن العنف

- ورأى الناقد والفنان المسرحي يوسف الحمدان: أرى في مثل هذه التصرفات خير دليل على وقوف هؤلاء ضد الثقافة، وضد أي فكر تنويري، وضد أي فكر حر يمشي، وضد أي رؤى تتنفس الأوكسجين. ففي السابق ضد وقفوا ضد قانون الأحوال الشخصية، وشغلوا الناس بنناسي عجرم. وأتساءل من يقف ضد الثقافة، وضد الحب والجمال، وضد القيم الإنسانية. لا شك أنهم هؤلاء الذين وجدوا ليعلوا من شأن الكره والبغض. ويبسطوا ظلاميتهم على المساحة المضيئة البسيطة في المجتمع.
إنني أدين مؤسسات المجتمع المدني التقدمية التنويرية حيث لم تصدر بياناً واحداً ضد هؤلاء. فنحن نريد ربيع الثقافة ولا نقترح خريف الفكر ولا عفن العنف. والغريب في الأمر أنه لم تكن مملكة البحرين وحدها التي أقامت ربيعاً للثقافة. ففي قطر وبقية المجتمعات العربية نرى فعاليات مشابهة، ولكن لا نرى مثل هذه التصرفات. إن القضية خطرة، ونحن لا نريد الانقياد إلى الاستفزازات. ولا نريد أن يضيع هؤلاء على المجتمع قضايا ذات أهمية كبرى، ويستعيضوا عنها بمثل هذه الزوبعة المجانية الرخيصة. فمن يرفض قاسم حداد، ومن يرفض مارسيل خليفة الذي يعد ثامن مغن في العالم ؟ فلينصرفوا إلى معالجة الإسفاف بدلاً من الهجوم على الجمال والوعي بهدف تدميره. ينبغي الوقوف بجرأة وجسارة ضد الظلاميين، بل هم أشد حلكة من الظلام، الذي لا قمر فيه ولا نجوم.

هل أصبح الشعر الجميل إسفافا؟

الفنانة التشكيلية لبنى الأمين علقت على هذه القضية بالقول: إذا كان ثمة أناس لا يقدرون الفن فهذا شأنهم. ولكن هناك جمهور واسع في البحرين يحب الثقافة. ونحن في وطن منفتح على الثقافات منذ سنوات بعيدة جداً، لذا يجب الاستمرار في هذا الانفتاح. ومن المفترض على النواب الاشتغال بأمور أخرى أهم تعني وتهم البلد. يبدو وكأننا في انحدار، وهذا أمر مخيف تجاه وطن اعتاد أهله على الحب والتسامح. إذن هل صار الفن الراقي إسفافا وأصبح الشعر الجميل إسفافاً وانحطاطاً.. هذا ما يخيف بالفعل.

لننتظر وعي الحكومة في معالجة القضية

ومن جانبه قال الروائي فريد رمضان: إن المسألة المطروحة تحت قبة البرلمان لا تتطلب بيان استنكار ضد تصرفات نوابنا ( الأفاضل ). لأن إبداء آرائنا والتأكيد على حرية التعبير المكفولة للمبدع تتطلب ما يتجاوز بيان الاستنكار، للحؤول من دون نجاح هؤلاء في فرض برامجهم الخاصة على المجتمع البحريني. وفي ظني أن المسألة أكبر من مجرد استنكار نواب الأصالة والذين معهم. لذلك لابد للمثقفين من موقف يتمثل في اجتهادات فكرية تكتب في مواجهة هذه الآراء المتخلفة. ومواقف عملية تجاه هذه العناصر التي تريد إعادة البلاد إلى منطقة معتمة من حرية الرأي والإبداع. وأعتقد أنه في الوقت الراهن لا بد من التأني وانتظار كيفية معالجة هذا الموضوع داخل قبة البرلمان. ومتابعة وعي الحكومة، إزاء هذه المجموعة، التي لا تدافع عن حرية المواطن بقدر ما تسعى إلى تحقيق مآرب جمعياتها. فلننتظر ونرى ما الذي سيتم داخل البرلمان من ممارسات ذات خطورة كبيرة على المنجزات الاجتماعية والحضارية التي حققها الإنسان على هذه الأرض، ومنها حرية التعبير للمبدع.

للتو تنفسنا وهم يريدون خنقنا من جديد

وبدورها قالت الفنانة التشكيلية نبيلة الخير: لا أحد يرضى بإرجاعنا إلى الوراء، وإلى التخلف السابق. ولا أحد يستطيع الوقوف بوجه الثقافة. الرجاء عدم تسييس الجوانب الإبداعية والثقافية، لأنه ثمة أمور حياتية ومعيشية أهم من ذلك تستلزم الوقوف عندها. ‘’ لا لقمع الثقافة ‘’ لأنه بصراحة للتو تنفسنا أيريدون خنقنا من جديد؟

اتركوا الثقافة لأهل الاختصاص وحلوا مشاكل الناس

وأدلى المخرج المسرحي إبراهيم خلفان: هذه كارثة. جرجرة المسائل الثقافية والفنية إلى البرلمان كارثة حقيقية. فعلى أهل البرلمان أن يتوجهوا إلى الناس، ويتركوا الثقافة إلى أهل الاختصاص. فهناك مسائل أهم من ربيع الثقافة، فالربيع شيء موسمي يأتي ويذهب في موسم معين من السنة. لكن المواطن الذي يعيش براتب هزيل وسكن غير موجود و ‘’بلاوي’’ كثيرة تكويه صباح مساء، وطول أيام السنة، هو الأولى بالتوجه إلى قضاياه. وأسأل ما السر في سرعة تشكيل هذه اللجنة؟ لاشك في وجود نية مبيتة تجاه الثقافة. بينما هناك أمور كثيرة أكثر أهمية للمواطن لم يتم البت فيها، وهناك الكثير من الأمور المعلقة كذلك.. اهتموا بأمور الناس ومعيشتهم فهذا أفضل لكم ولنا.

موقف ظلامي ومتجن لا يمت لروح البرلمان

وأفاد الفنان التشكيلي عبدالجبار الغضبان: يعد هذا الموقف تجن على الثقافة، وعلى المظاهر الحضارية لعطاء الشعوب بمختلف ثقافاتها. كما أن لجنة التحقيق هذه هي معاداة صارخة وسافرة ضد أي تطلع نحو ديمقراطية المعرفة، والانفتاح المتجدد على الأفكار الجديدة. إن ربيع الثقافة أخذ طابعاً جماهيرياً وشعبياً واسعاً في البحرين لتنوعه في مجالات ثقافية عدة. لذلك فإن هذا الموقف يعد موقفاً ظلامياً لا يمت بصلة إلى روح ودور البرلمان الذي من المفترض أن يضطلع به على أمور أهم بكثير يحتاجها الشعب، وعكس ذلك يجب أن يمجدوا هذا المهرجان وأن يدعموه.

نرفض العقليات الضيقة المسيسة للإبداع

وكانت للمخرج السينمائي بسام الذوادي هذه المداخلة على القضية المطروحة: يعتمد الفن بشكل أساس على الحرية. فإذا قيدت الحرية بوجهة نظر معينة فلا حرية ولا فن. والإبداع بطبيعة الحال شيء شخصي، يقوم على حرية تفكير، وعلى الثقافة، وعلى تراكم الخبرات .. وإذا ما تمت عملية التسييس والتسيير لوجهة نظر معينة، فالإبداع لاغ. لا مجال هنا على الإطلاق لفرض وجهة نظر معينة على الشعب، فهذا ليس هدفاً لا للإبداع ولا للثقافة، بل محاولة لقتل حرية الإبداع. ولسنا بطبيعة الحال في معرض رفض أي حوار حقيقي مع عقليات متفتحة تستوعب حرية التعبير. ففي الفن والإبداع لا نلغي على الإطلاق وجهة النظر الأخرى، طالما كان النقاش والحوار مبنياً على أسس صحيحة، وكان الشخص يمتلك أدوات الحوار والثقافة اللازمة ويتحمل قبل ذلك الحوار. لكن عقلية ضيقة الأفق تريد التسيس وتواجهني أنا وكأنها تفهم أكثر مما أفهم، فهذا لا مكان له، ولن يسفر عن شيء.

لابد من الأسلوب الحضاري والرزانة في الاعتراض

وبينت الفنانة التشكيلية فائقة الحسن: لا يمكن إيقاف نبض المجتمع المتمثل في الثقافة. فهذا المحرك يعكس تقدماً للبلد وتأخرها. نحن ضد فرض الأفكار بالقوة على الآخرين. وما عرفناه من الكثيرين من العرب والأجانب ممن حضروا فعاليات ربيع الثقافة أنهم كانوا فرحين وسعداء جداً. فما تقوم به الشيخة مي شيء رائع. وقد استطاعت أن تخلق شيئا لهذا البلد ونحن نشكرها عليه. وإذا ما كان هناك اعتراض، فيجب أن يتم بأسلوب حضاري ورزين، لا نقبل بإيقاف ربيع الثقافة وإبداله بربيع الكآبة.

زوبعة وستنتهي .. وهي دليل نجاح المهرجان

الفنانان الشابان جعفر العريبي وخالد فرحان، هما من المشاركين في ربيع الثقافة، وصرح الأول بالقول: لابد من ترك المجال للآخر ليفكر ويقول ويطرح ما يريد. وإذا كان هناك أي رأي مخالف، فالأمر متروك للحوار وليس لفرض الآراء بالقوة. فلا مجال لزيادة عدد الأوصياء على الفكر والفن.
فيما قال زميله: دعوا الآخرين يتكلمون بمفردهم ويحلمون كما يشاءون، وما هذه الزوبعة إلاّ مجرد نقطة وستنتهي، لأن مهرجان ربيع الثقافة شجرة مثمرة بقيادة الشيخة مي. هذه الشجرة سيستمر عطاؤها مهما طال الزمن، لأن هذه الأنواع من الثقافة، الشعر والموسيقى والتشكيل والنحت ما هي إلاّ غصون هذه الشجرة. وما هذا القول والمواقف الجديدة إلاّ دليل على نجاح هذا المهرجان واستمراريته.

الوقت
17 مارس 2007

****

البحرين :تسييس الثقافة


نواب البحرين يسيسون الثقافة ويحاربونها

مهند سليمان من المنامة:

ينشغل الشارع البحريني السياسي والثقافي الذي يتابع مهرجان ربيع الثقافة بإهتمام، ما أعلن عنه مجلس النواب البحريني من تشكيل لجنة تحقيق برلمانية أمس بشأن العروض التي إعتبرها الإسلاميون "خليعة" وقدمت في المهرجان ، حيث إعتبرها أعضاء مجلس الشورى البحريني - المجلس المعين- وعدد كبير من المثقفين البحرينيين بأنها محاولات إسلامية لعودة "فترات تكميم الأفواه" و"كارثة ثقافية"، ورفض عدد من أعضاء مجلس الشورى تسييس الثقافة وطالبوا بابعاد النواب عن إشغال الساحة المحلية بقضايا ليست ذات أولوية، مؤكدين حاجة المملكة إلى نهضة ثقافية تتزاوج مع حضارات وثقافات الدول الأخرى.

إيلاف كانت قد إنفردت قبل أسبوعين بخبر تشكيل لجنة التحقيق على لسان عضو كتلة الإخوان المسلمين محمد خالد الذي شن المثقفون عليه هجومًا لاذعًا، بسبب تصريحاته ضد المهرجان ، وقال النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو إن مهرجان ربيع الثقافة يعد أكبر تظاهرة ثقافية في البحرين، مشيرًا إلى أن على النواب الذين شكلوا لجنة للتحقيق في هذا المهرجان أن يسألوا عن أسباب نجاحه وفشل مهرجانات أخرى.

صحيفة الأيام البحرينية المحسوبة على التيار الليبرالي شنت هي الأخرى اليوم هجومًا على الإسلاميين وقالت في إفتتاحية لرئيس تحريرها عيسى الشايجي: "لقد كانت لنا صدمة كبيرة وقاتلة لهذا الوطن الجميل إقرار مجلس النواب تشكيل لجنة تحقيق في ربيع الثقافة، هذه الثقافة التي يريد بعضهم أن يهدروا دمها على مذبح الحرية والديمقراطية، وباسم الدين والإسلام والأخلاق!!، وبالطبع سوف نتقبل القرار لو كان يتعلق بتشكيل لجنة تحقيق في فساد أو إختلاس أو رشاوى أو إهدار المال العام، لكن أن يتم التحقيق مع الثقافة فهذا أمر لا يستوعبه عقل الإنسان". وأضاف الشايجي: " إننا سنكون أضحوكة العالم عندما نبدأ بمحاكمة الفنان القدير مارسيل خليفة والشاعر المتميز قاسم الحداد وبتهمة ماذا؟ "الخلاعة"؟ أي مصيبة حلت علينا".

وعلى الصعيد ذاته دعا دعت عضو مجلس الشورى د. بهية الجشي إلى عدم تسييس الثقافة، مؤكدة أهمية بقاء القطاع قائم بذاته. وقالت: "بصراحة، فإن البحرين بحاجة إلى نهضة ثقافية يعززها تقديم فعاليات متنوعة، ويجب ألا نضع على الثقافة قيوداً، وننغلق على العالم، بل نحن بحاجة إلى الإنفتاح ثقافيًا وعلى التيارات الثقافية المختلفة في العالم". وأشار العضو فؤاد الحاجي إلى أهمية التلاقح الثقافي بين مختلف دول العالم، وذلك في الوقت الذي أكد فيه أهمية توائم العروض الثقافية مع ثقافة البلد، وإبتعادها عن الإبتذال، لتمثل فنونًا راقيةً. ونوه بأن البحرين في حاجة لنهضة ثقافية، خاصة وأنها كانت تمثل مركز إشعاع ثقافي وحضاري في المنطقة العربية بأسرها، وليس فقط في منطقة الخليج.

ودعا الحاجي إلى عدم إحباط القائمين على قطاع الثقافة، واصفًا "ربيع الثقافة" بالعنوان الجميل. ومؤكدًا ضرورة أن تأخذ البحرين دورها الريادي في الثقافة كما كانت في السابق، وذلك لإمتاع الناس وإستقطاب السياح.

الروائي أمين صالح قال: "كيف لنا أن نتعايش أو أن نتعامل كمبدعين مع جملة من القوى الظلامية تريد أن تفرض قرارات وأحكام تجاه قضايا إبداعية بناءً على ثقافة السامع - وفي هذا دلالة على عدم إحترافية ممثلي الشعب وجهلهم بأبجديات العمل البرلماني المتقن من حيث دقة استقاء المعلومات والتحري ومن ثم استخلاص الأحكام والقرارات، فهم بهذا يثبتون ودون شك في أنهم فاشلون بكل ما تحمله الكلمة من معنى . وأضاف بأن مجلس النواب أثبت عدم قدرته على ضبط مسار العمل البرلماني وآليته، التي تفتقد إلى الإستراتيجيات والخطط الواضحة في التعاطي مع قضايا الشعب، فهم يتركون القضايا الرئيسة المتعلقة بالبطالة وغلاء المعيشة والإسكان، ويقحمون أنفسهم في مناطق ليس بمقدورهم إلا التورط فيها ولا يسعهم إلا الخروج منها أكثر جهلاً، فالعمل الإبداعي عصي على أفهامهم.

وذكر الشاعر كريم رضي " كنت أظن بأنهم كانوا سيتعرضون للأخطاء التقنية في إدارة (ربيع الثقافة) من حيث مستوى الإخفاق الإداري والتنظيمي لقطاع الثقافة والتراث الوطني، لا أن تحاكم الفعاليات الثقافية للربيع محاكمة أخلاقية، فالبحرين بتاريخها الفكري والثقافي لا يمكنها أن تخضع لمثل هذا المنطق الذي أقل ما يمكن أن يوصف به هو الرجعية، وأنا هنا أستحضر مقولة كانت بمثابة نبوءة لمثل ما نحن بصدد الحديث عنه الآن، وهي للشاعر قاسم حداد والتي يقول فيها "أبشروا فالماضي قادم".

ويرى الفنان التشكيلي راشد العريفي أنّ خطوة هذه التيارات تهدف للرجوع بنا إلى فترات تكميم الأفواه ونتيجةً للعمى الذي أصابهم - يقول العريفي - يعتقدون أن المجتمع البحريني غير مدرك لما يحاولون المساس به من قيمه المتسامحة وقيمه التقدمية، معتقدين أنّ المجتمع يقف في صفهم، ولكني أؤكد أن المجتمع بكل فئاته يعرفهم جيدًا، ويرفضهم تمامًا، ويضيف أن المجتمع البحريني هو مجتمع متسامح، ومجتمع تقدمي وطوال تاريخه كان مؤمنًا بأن التقدم هو الصورة الصحيحة التي تسير من خلالها الحياة، ولم تكن للأفكار الظلامية موقعًا تتغلغل فيه داخل مجتمعنا البحريني.

وكان النائب محمد خالد قد طالب عبر إيلاف بالتحقيق في ما حصل في كونه ينافي العادات والتقاليد البحرينية والإٍسلامية، فيما إعتبر عدد من المثقفين أن ما حصل لقطات إستعراضية تعبر عن واقع الحب ولا تخدش الحياء.
وقال النائب محمد خالد عضو كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان ل"إيلاف"، إن هذا ربيع السخافة وليس ربيع الثقافة، وإن الثقافة بعيدة كل البعد عما يحدث في هذا المهرجان. وقال خالد: "تلقيت عددًا من الشكاوى تستنكر ما شاهدوه ليلة أمس من مناظر لا تليق بعاداتنا وتقاليدنا العربية الإسلامية الأصيلة، وأدعو وزير الإعلام إلى فتح تحقيق عاجل ومنصف حول هذه الشكاوى على ألاّ تتكرر في المرات القادمة وسنحاسبه والقائمين على المهرجان بعد التأكد مما حدث تمامًا".

ودعا خالد القائمين على المهرجان أن يجذبوا مهرجانات الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة كمهرجان الجنادرية الذي يجلب الآلاف من الزوار والسياح من الداخل والخارج، مضيفا أنه لا يعلم إلى متى يتعالى المسؤولون أو القائمون على هذا المهرجان على الجمهور البحريني المثقف، والذي يعلم كل العلم أن هذه المهرجانات هي بعيدة كل البعد عن الواقع، وللأسف يبدو أن القائمين على المشروع لا يسمعون ولا يرون وليست عندهم ثقافة عن واقعنا.

الخميس 15 مارس 2007

********

أقرأ أيضاً: