من ناحية أخري توالت بيانات التضامن مع قاسم حداد ومارسيل خليفة. فقد أصدرت مؤسسة المورد الثقافي بيانا أعربت فيه عن قلقها إزاء تراجع الحريات في العالم العربي وجاء في البيان: "تعلن مؤسسة المورد الثقافي رفضها للإجراءات التي اتخذها البرلمان البحريني أخيرا بشأن تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في العرض المسرحي أخبار مجنون ليلي الذي قدٌمه كل من الشاعر قاسم حداد والموسيقار اللبناني مارسيل خليفة في افتتاح مهرجان ربيع الثقافة. كما تعرب عن دهشتها من التصريحات التي أطلقها رئيس لجنة التحقيق النائب إبراهيم بوصندل وكشفت نياته في التفتيش في النص الشعري والعرض الفني وتأويلهما بما يسيء لمقاصد مبدعيه المعروفين بتاريخهما الإبداعي والنضالي. وتنتهز المؤسسة هذه الفرصة لتؤكد تضامنها مع مارسيل خليفة وقاسم حداد، كشريكين أساسيين في كل عمل إبداعي خلاق يستهدف تأكيد الطابع المستنير لهذه الثقافة ويعمل علي مواجهة القوي الظلامية في كل مكان.
كما حيٌت المؤسسة جهود مؤسسات المجتمع المدني البحرينية والهيئات الثقافية التي أعلنت رفضها لهذه الإجراءات التي تزيد القيود المفروضة علي حرية التعبير. وأضاف البيان: تحيي المؤسسة الوقفة الشجاعة التي وقفها المثقفون الفلسطينيون لمواجهة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية لمنع تداول كتاب الحكايات الشعبية الفلسطينية قول يا طير وإتلاف جميع نسخه داخل مكتبات المدارس الحكومية بحجة أنٌه يخدش الحياء. كما تعلن المؤسسة رفضها للموقف الرقابي الذي اتخذته وزارة الثقافة التونسية من العرض المسرحي خمسون حين طالبت مخرجه فاضل الجعايبي بحذف الأسماء والتواريخ والمقاطع الدينية الواردة في المسرحية التي تحلل الأسباب التي تنمي ظاهرة العنف الإسلامي والتي تغذيها أزمة الانتماء وانحطاط العالم العربي والإسلامي وانتشار الدكتاتوريات في كل زاوية من زواياه.
وأخيرا، دعت المؤسسة المثقفين إلي رفض هذا التوجه الذي يتستٌر بأقنعة الممارسة الديموقراطية، فيما يستهدف ممارسة أدوار تسلٌطية تحد من حرية الرأي والتعبير ويضع قيودا علي حرية الإبداع، الأمر الذي يفرغ أي ممارسة ديموقراطية من جوهرها.

اخبار الأدب
8 ابريل 2007

****

قاسم حداد:
الحريات لم تتراجع في العالم العربي.. إنها ليست موجودة أصلا

حوار ه في قطر: طارق الطاهر

يتعرض الآن الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد لهجوم حاد من قبل نواب الكتلة­ الإسلامية في البرلمان البحريني، وذلك اعتراضا علي 'مجنون ليلي' وهو العرض الموسيقي الشعري الراقص الذي افتتح مهرجان ربيع الثقافة بالبحرين، وهو لقاسم حداد وموسيقي الفنان اللبناني مارسيل خليفة، وقد اتخذ البرلمان قرارا بتشكيل لجنة للتحقيق في هذا الموضوع، وقد رد الفنانان ببيان أكدا فيه ان ما يحدث هو قمع كل مسعى إبداعي.

التقيت بقاسم حداد في قطر، حيث شارك في أمسية شعرية استقبل فيها شعره بحفاوة بالغة، وكانت فرصة لكي اسأله عن تداعيات الأمور، فأجاب بأنه قال كل شيء في بيانه المشترك مع مارسيل خليفة، وان كان هذا الرفض لم يمنع من هذا الحوار الذي جاء في قلب الأحداث.

أصدرت بيانا مع مارسيل خليفة.. ما دوافع هذا البيان؟

­ لا اعرف، ربما لكي نتأكد من قياس المسافة بين الهواء والقلب.

هل هناك تراجع عن الحريات في العالم العربي.

­ أبداً، في العالم العربي... ليست هناك حريات أصلا.ً

لماذا من آن لآخر تتم ملاحقة المبدعين في جميع الأقطار العربية الى قضايا تبعدهم عن إبداعاتهم؟

­ لا أحد، لا شيء يقدر على إبعاد المبدع عن إبداعه، غير ان ثمة أوهام تخالج بعضنا بأن علي جميع العالم ان يوافقنا على ما تذهب اليه مخيلتنا، في حين ان موقف استنفار المجتمع، في أغلبيته، مما يكتب المبدعون مسألة لابد ان تكون متوقعة، ما دامت سلطات الماضي هي التي تتولي قيادة عربة المستقبل.

ما بين البشارة وأيقظتني الساحرة، هل قاسم حداد راض عن تجربته، وهل يرى أنها أحدثت ما كان يتمناه عند المتلقي؟

­ راض حين أكون في النص، وكلما ابتعدت عن النص الأخير خالجني الشك في ما صنعت. لا يرضي المرء بالكف عن الذهاب الى أحلامه، وهذا ما يجعلني اذهب الى النوم باكرا حيث أحلام كثيرة في انتظاري.
أما عن متلقي الشعر، فيصعب الزعم بأية معلومة في هذا الحقل. لكن كلما أحدث النص شرارة الحب في الكائن يكون الشاعر قد حقق إشارة إنسانية ممكنة.

آخر أعمالك 'أيقظتني الساحرة' عام 2004 ونحن الآن في العام 2007، لماذا لم يصدر عمل جديد طوال هذه الفترة.

­ لا اعرف، لا أظن ان ثمة مايجبرني علي فعل ذلك.
فالكتابة ليست مرتهنة بترتيب زمني محدد لا افهم آلية الحتمية التي يقترحها سؤالك.
من جهة أخرى، اشعر أحيانا أنني كتبت شعرا كثيرا، ربما أكثر مما ينبغي، ويتوجب ان اكف عن ذلك كلما استطعت.

ابنك محمد عازف ماهر علي البيانو، استمعنا اليه بصحبة الشاعرة ميسون القاسمي. هل من الممكن ان نستمع الى قصائدك مع بيانو محمد؟

­ محمد يكتب شعره علي طريقته، وربما كان هذا من الأسباب التي تؤكد ضرورة الكف عن الكتابة والإصغاء الى الموسيقي كلما تيسر لنا ذلك. لقد سبق ان قرأت شعري مع موسيقي محمد 'بيانو وعود' في السنوات الأخيرة. وسوف يسعدني هذا اذا طاب لمحمد ان يفعل، وهو كريم معي علي كل حال. لكن الحق ان سعادتي لا توصف كلما رأيته يشارك شعراء وفنانين

أخبار الأدب
8 ابريل 2007

أقرأ أيضاً: