هجوم ضار عليها لم يتوقف منذ سنوات

الوقت - تمام أبوصافي:

الى اين تسير الحريات الفردية في البحرين؟. هذا السؤال بات هو السؤال المهم الذي يتوارى في غبار المعارك التي تنشب من حين لاخر في البحرين في قضايا تمس صميم الحريات الفردية والاختيار الشخصي المقرر لاي فرد.
ان مواقف شخصيات التيارات الإسلامية تحت قبة البرلمان، لم تتوقف عن اثارة جدل عميق لا يدفعنا في النهاية الا الى مواجهة هذا السؤال بقلق متزايد.
فعلى رغم ان الإصلاحات التي شهدتها البلاد منذ العام 2001 أوجدت مناخا مقبولا من الحريات السياسية والتعددية السياسية وحيزا من حرية التعبير ومكاسب للمرأة، إلا ان المناخ الذي بات سائدا في البلاد جراء الإصلاحات أصبح محكوما بمفارقة كبرى: حريات سياسية مقننة وحريات فردية يجري قضمها وانتهاكها بالتدريج وعبر الممثلين المنتخبين ديموقراطيا. اكثر ما يثير القلق هو سكوت الحكومة وعدم مبادرتها الى وضع كلمة فصل فيما يتعلق بهذا الانتهاك المتوالي للحريات الفردية. فالحماسة التي تظهرها الحكومة في القضايا المتعلقة بالعمل السياسي وحرية التعبير، يقابلها سكوت وسلبية تامة عندما يتعلق الامر بالحريات الفردية.
لقد أثار قرار مجلس النواب وحماسه واتفاق معظم الكتل النيابية على المضي قدما في محاكمة ربيع الثقافة ردود فعل واسعة وحالة استقطاب بينهم وبين المدافعين عن الحريات الفردية وحرية الابداع الادبي والفني والثقافي.
لقد اصدرت اكثر من 50 جمعية اهلية تضم جمعيات ثقافية ونسائية ومهنية وسياسية بيانا في 21 مارس/ آذار يعبر عن رأي قطاع عريض من البحرينيين ورفضهم لهذا الاتجاه المتنامي لمحاكمة الثقافة والابداع مدخلا لانتهاك الحريات الفردية والتدخل في صميم الحريات التي كفلها الدستور. فهل القلق على الحريات الفردية حقيقي؟
حالة تقويض للحريات
الأمين العام لجمعية (وعد) إبراهيم شريف يرى ان ‘’هناك حالة من التقويض في الحريات العامة والخاصة’’ لكنه يلحظ ‘’مع الفارق بان الحكومة هي من يقوم بتقويض الأولى فيما تتولى التيارات الإسلامية تقويض الثانية’’.
في الوقت الذي يرى شريف ‘’وجود محاباة بين الحكومة والاسلاميين في البرلمان’’ يشير إلى ‘’ان التيار الإسلامي يقف عاجزا عن طرح برامج او تنفيذ رغبات شعبية في مجلس يجزم بمحدودية صلاحياته’’.
يقول شريف ‘’كثيرا ما ينحرف التيار الإسلامي عن قضايا تشكل أولويات بالنسبة للمواطن ليتجه نحو قضايا ثانوية تمس حرية الآخرين (...) على رغم ان الحكومة هي من روجت لهذا المهرجان (ربيع الثقافة) الا أن الحكومة لم تدافع حتى الان عن نشاطات ربيع الثقافة بل تركت المثقفين وحدهم ليدافعوا عن حقهم بالتعبير والفن’’.
الاستنتاج بالنسبة لشريف واضح ‘’الحكومة تتجنب الصدام مع الاسلاميين حتى وان كانت هي المسؤولة عن برنامج ما وهذا يدل على ان الحكومة لا تريد ان تتحمل مسؤولية قرارتها’’.
ويضيف’’ ما حدث مع مهرجان ربيع الثقافة كان قد حدث مع قرار وزارة الاعلام الخاص بالفنادق (...) بدا القرار كما لو انه مواجهة بين الاسلاميين وأصحاب الفنادق وليس مواجهة مع الحكومة التي هي بالأصل منحت التراخيص لهذه الفنادق (...) اعتقد ان هناك خطورة مع هذا الشكل من التعاطي لاسيما بالنسبة للاسلاميين الذين لديهم أجندة وطنية بحيث الا يجرو الى هذه الساحة مع التيار الإسلامي المحسوب على الحكومة والذي لا يريد أي معارك مع الحكومة بل يتجه الى افتعال معارك مع الليبراليين’’.
لا يرى شريف ان بيان مجلس الشورى الذي صدر في 19 مارس/ اذار من ‘’ربيع الثقافة’’ يعبر عن موقف أصيل من الحريات. لقد اعتبر المجلس المهرجان رافدا للمشروع الإصلاحي بل طالب الحكومة بتطوير المهرجان كي يستمر.
على رغم هذا، يرى شريف ان ‘’مجلس الشورى يبدو انتقائيا في التحرك نحو صون الحريات’’. وحسب شريف ‘’فانه في الوقت الذي يصدر فيه المجلس بيانا ينتصر فيه لقضية تمس الحريات الفردية، فانه يقف عاجزا عن قول كلمة عندما يتعلق الأمر باعتقال سياسي لأي مواطن على خلفية طباعة منشور يعبر عن رأي ما’’.
مفاهيم الديموقراطية المتعثرة
لكن ردة الفعل حيال قرار مجلس النواب بتشكيل لجنة التحقيق، تطرح تساؤلات عميقة حيال المدافعين عن حرية التعبير. ما هو مصدر قوتهم وهل يمثلون تيارا قويا او واسعا ربما يكون السؤال الاول، لكن هذه المعركة تطرح مسألة ابعد واخطر من السؤال عمن يقارع من. انها تطرح مسألة المفاهيم الاساسية للديموقراطية. فحتى الآن ليس هناك تعريف او اتفاق على هذه المفاهيم والمفارقة واضحة تماما: في ظل الديموقراطية نفسها تتراجع الحريات الفردية.
يقول شريف ‘’الديمقراطية ليست لعبة أقلية أو أغلبية بل ان مكوناتها الأقلية والأغلبية مع وجود ضمانات للأقلية سواء كانت فكرية أو سياسية أو عرقية (...) لا يعتبر مجتمعا ديمقراطيا من يرى بحكم الأغلبية فيه فقط (...) من شروط الديمقراطيات الناجحة أن تكون ديمقراطية متسامحة وليس منغلقة على الأغلبية(...) وهذا هو التوازن المطلوب بين حكم الأغلبية وبين احترام خيارات الأقلية وتذوقها للموسيقى او الفنون المختلفة’’.
ويستدرك بالقول ‘’اعتقد يجب الا نبالغ في الأمر حول أن الحريات الفردية باتت في وضع خطر بل هناك اتجاهات ليبرالية حكومية تدفع للتصادم مع الاسلاميين (...) وارى ان الإسلاميين في هجومهم على (ربيع الثقافة) كانوا متواطئين مع الحكومة التي بدت صامتة على رغم مسؤوليتها عن المهرجان وبالتالي من الخطر على الليبراليين ان يوجهوا سهامهم نحو الإسلاميين فقط بل نحو التيار الإسلامي على اعتبار انه يضيق على الحريات’’.
ويوضح أكثر ‘’هذا مخالف لمعنى الديمقراطية وتوجيه السهام للحكومة التي لا تقوم بمسؤوليتها في الدفاع عن حريات الناس ولا تتحمل مسؤوليتها اتجاه قراراتها (...) نحن لسنا في خصومة مع التيار الإسلامي بخياراته الأيدلوجية وذوقه الفني (...) وقد اتفق معه بان بعض ما جاء في ربيع الثقافة قد لا يستجيب لتقاليد البحرين أو يحمل شيئاً من الجرأة لكن أدافع عن حق الفنان بان يكون سخيفا إذا هو أراد أو إذا قدم عملاً يراه الآخرون سخيفا (...) هذا دور النواب بحيث أن يحموا حقوق الآخرين حتى وان كان لا تستسيغه الغالبية’’.
من الثابت، ان تراجع الحريات الفردية اسهم في ولادة تيار مازال متواريا اخذ على عاتقه الدفاع عن الحريات الفردية. لكن الجديد هنا سابقة أولى تعبر فيها احدى غرفتي البرلمان (الشورى) عن موقف مؤيد ومناصر لقضية تمس الحريات الفردية وعلى تضاد مع الغرفة الثانية (مجلس النواب).
لكن هل يمكن اعتبار هذه الخطوة مضافا إليها تكتل أكثر من 50 جمعية أهلية وإعلانها بصوت مسموع وواضح موقفا مدافعا عن حرية الإبداع والثقافة ووجود تيار اعلن عن نفسه في 2005 باسم ‘’لنا حق’’، إرهاصات لنشأة تيار يدافع عن الحريات الفردية وبشكل واضح ومؤثر وبصوت مسموع؟.
ضريبة التغيير والإصلاح
يقر النائب الاول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو ان ‘’التغيير والإصلاح لم يكن ليمضي قدما من دون عوائق وعقبات تعترضه’’.
يعزو فخرو ما يحدث الى ‘’ان المرحلة الحالية تفرض مكاسب في مواقع وخسارة في مواقع أخرى كنمو طبيعي لديمقراطية لن تتحقق من دون ترسيخ ثقافتها بين الشعب’’.
يقول فخرو ‘’لقد أتت الديمقراطية بجملة حريات مختلفة ومنها حرية الصحافة والتعبير (...) لكن للأسف استغل هذا الهامش من الحريات لنشر بعض الأفكار التي لم يعتد عليها المجتمع البحريني المعروف بالتسامح والانفتاح وقبول الآخر والثقافة والإبداع (...) اعتقد ان ما حدث في البحرين في الأعوام الأخيرة هو أمر طبيعي للإصلاحات السياسية وتغير نمط الحياة داخل البحرين’’.
ويضيف’’لا ننسى ان النائب وصل الى المقعد النيابي من خلال الناخب البحريني الذي منح صوته للجمعيات السياسية الدينية (...) وكما أن لهذه الجمعيات صوت يجب ان يحترم ويسمع نرى ايضاً انه يجب ان يكون للتيار الليبرالي صوت يجب ان يحترم ويسمع’’.
لكن هل صحيح ان مجلس الشورى وعلى رغم موقفه الواضح من ‘’ربيع الثقافة’’ ‘’انتقائي’’ في دفاعه عن الحريات ولا تخرج مواقفه عن موقف الحكومة؟.
يرد فخرو ‘’هذا غير صحيح، مواقف مجلس الشورى الوطنية لا يمكن لأي احد ان يزايد عليها ولقد عبر عنها في كثير من المواقف وساندنا كثيراً من الجمعيات السياسية وأصدرنا بيانات تناشد الحكومة باتخاذ مواقف معينة (...) نحن لا نستطيع ان نعبر بالآلية نفسها التي لدى النيابي لان دور الشورى محكوم بأمرين أساسيين هما تعديل القوانين وتوجيه أسئلة للوزراء في حين ان الإخوة في النواب لديهم حرية اكبر في التعبير والنقاشات والرغبات’’.
يخلص الى القول ‘’لذلك لا اتفق مع من يقول ان الشورى عندما طرح موضوع الحريات الفردية استشاط وعندما طرحت قضايا الحريات العامة والسياسية لم يبادر أو يتخذ أي موقف واعتقد ان مضابط اجتماعات المجلس تعبر عما أقوله بشكل واضح’’. ويضيف ‘’الواقع هناك رأيان مختلفان في هذا الاتجاه(...) فهناك رأي الشورى المعبر الواضح عن ان البحرين لا يمكن ان تتراجع، وهذا ترجم نفسه في كثير من القوانين التي أضفنا عليها تعديلات او اتخذنا منها موقف بحيث الا تطرح هذه القوانين بما تحمله من اخطاء قد تعيدنا الى الوراء (...) هناك تيارات إسلامية لها مواقف مختلفة عما تحمله مواقفها وهذا هو الجميل في التشكيلة البرلمانية في البحرين بحيث يستطيع الجميع ان يعبر عن رأيه والصوت النهائي يبقى للغالبية بين المجلسين’’.
سكوت الحكومة
لكن فخرو أيضا يتفق إلى حد كبير بان الحكومة لم تبدِ حتى الآن وجهة نظر واضحة اتجاه قضايا تمس الحريات الخاصة في البحرين.
يقول ‘’نعم اتفق معكم بذلك (...) في اليوم الذي طرحت فيه أسئلة حول موقف الحكومة من ‘’ربيع الثقافة’’ تغيب الوزير المعني عن الجلسة كما ان الوزير المعني بشؤون مجلسي الشورى والنواب عبدالعزيز الفاضل ابدى رأيه ازاء المهرجان بشكل شخصي (...) لذلك اتفق معكم بان هناك عدم وضوح في الموقف الحكومي تجاه ما يحدث’’. يستدرك بالقول ‘’لكنني أرى اننا كقوى ليبرالية لا نحتاج لمساندة من الحكومة كي نعبر عن موقفنا تجاه قضايا نؤمن بها بل آن الأوان للقوى الليبرالية ان تقول رأيها كما سمح للقوى الدينية بأن تقول رأيها(...) نحن الان نعبر عن رأينا بشتى الوسائل القانونية والسلمية للحفاظ على المكتسبات الوطنية والحريات الشخصية هي جزء من هذه المكتسبات والآن لدينا حملات ناجحة على مختلف الأصعدة سواء داخل البحرين او خارج البحرين’’.
يتابع موضحا ‘’عندما تصدر بيانات من جهات دولية تدعم المهرجان هذا يدل على أننا نخطو خطوات صحيحة واعتقد أن الساحة مفتوحة للجميع (...) لدينا شعب واع ومثقف والبقاء لمن يستطيع ان يقنع الشعب بأن الثقافة والإبداع من مكونات هذا المجتمع’’.
لكن هناك استدراك ضروري ومهم في هذا الجدل. فهل يعني الصدام مع نواب منتخبين بالضرورة صداما مع ناخبيهم الذين اوصلوهم الى قبة البرلمان؟.
يقول فخرو ‘’نحن لا نختلف مع حرية التعبير عن الرأي من قبل نواب منتخبين لكن هناك في الشعب البحريني من يختلف مع هذا الرأي وهذا هو الموقف الأخر(...) لذلك ارى اننا امام ممارسة حقيقة للعمل الديمقراطي والحرية وأرجو ان تتسع صدور الناس جميعاً لهذا الحوار وأوجه الاختلاف’’. ويضيف ‘’لقد اعتدنا ان يكون المجتمع البحريني حاضرا بكل وجهات النظر سواء كان رأيا سياسيا أو غيره (..) نحن مجتمع مستنير ومثقف ونريد للتيار المثقف ان يكون له صوت مسموع وإذا لم يكن لهذا الصوت تمثيل في النواب فلديه تمثيل في الشورى ومن خلال مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات السياسية (...) ما يحدث الآن من اختلاف في الرأي ليس غريبا على البحرين إنما الغريب ان يكون هناك رأي واحد هو السائد’’. هذه أفضل خلاصة لهذا الجدل ‘’الغريب ان يكون هناك رأي واحد سائد’’، فهل هذا هو المستقبل الذي نسير إليه؟.

مفكرة الحريات الفردية المتراجعة
منذ عودة الحياة النيابية إلى البحرين في العام 2002 وحتى الآن، شهدت الساحة البحرينية ردود فعل نواب إسلاميين تشير إلى تراجع مستوى الحريات الشخصية في مجتمع يتسم بالتعددية الفكرية والاجتماعية ويحترم الآخر.
فبدأ من أحداث شغب شهدتها ضاحية السيف احتجاجاً على حفلة غنائية للمطربة اللبنانية نانسي عجرم في أكتوبر/ تشرين الأول 2003 عرفت باسم (مظاهرات نانسي عجرم).
؟ بعد التظاهرات المضادة لحفلة نانسي عجرم، اعترض نواب إسلاميون قادهم نواب جمعية المنبر الوطني الإسلامي (إخوان مسلمون) على إنتاج برنامج تلفزيون الواقع (الأخ الأكبر) الذي كانت تنتجه محطة ‘’ام بي سي’’ على ارض البحرين تخللتها تظاهرات قرب الاستديو الذي يصور فيه البرنامج في جزر امواج انتهى بانسحاب الشركة المنتجة للبرنامج وإيقاف عرض البرنامج في الأول من مارس/آذار .2004
؟ بعدها بايام قليلة، كان أحد مطاعم الدرجة الأولى في المنامة يشهد اعتداء من قبل مجموعة من الملثمين قاموا بالاعتداء على رواد المطعم والعاملين فيه واحراق سيارات في باحة المطعم.
؟ في ديسمبر/ كانون الثاني ,2005 أدت اعتراضات مجموعة من الاسلاميين الى قيام وزارة الاعلام بسحب الترخيص الممنوح لمطعم ‘’تياترو’’ في مجمع (الدانة) بعد ان اقام حفلة غنائية قوبلت بانتقادات شديدة من قبل بعض النواب الإسلاميين الذي وصفوا الحفلة الغنائية بالفجور وفساد الاخلاقيات.
؟ في 24 يونيو/ حزيران ,2006 سحبت وزارة الإعلام الترخيص الذي منحته لاول اذاعة خاصة هي (صوت الغد) التي بدأت بثها التجريبي منذ اكتوبر/ تشرين الاول 2005 بعد انتقادات نواب إسلاميين اعتبروا موادها الاذاعية لا تتناسب مع الأعراف والتقاليد البحرينية وتم ايقاف البث بقرار من وزارة الإعلام وانسحب طاقم عمل الاذاعة من البحرين بعد ان فشلت كافة المساعي لإعادتها الى الأثير.
؟ لم ينته العام 2006 الا وكان قرار حكومي قد صدر في ديسمبر/ كانون الأول من العام فسر على انه محاباة لتيارات إسلامية، يقضي بإيقاف تراخيص الفرق الفنية وتقديم المشروبات الروحية في كافة المرافق التابعة للفنادق من فئة أربع نجوم وما دون. وعلى رغم ان القرار استفز المتضررين ودفع باتجاه إقامة دعوى قضائية نتيجة للتضرر الا ان الوزارة أعلنت لأكثر من مرة أن القرار لا رجعة فيه وتم العمل به اعتبارا من مارس/ آذار الجاري.
* في 20 مارس/ آذار الجاري، صوت مجلس النواب بغالبية 29 نائبا من أصل 34 نائبا حاضرا وامتناع 5 عن التصويت لصالح تشكيل لجنة تحقيق في فعاليات ‘’ربيع الثقافة’’ وسمى 7 من أعضائه في لجنة التحقيق هذه.

****

مثقفون يتضامون مع قاسم حداد ومارسيل خليفة

القاهرة 4-4-2007 (ا ف ب)

اكد عدد كبير من المثقفين المصريين والعرب اليوم الاربعاء تضامنهم مع مبدعي عرض اخبار مجنون ليلي الذي طالب نواب بحرينيون بالتحقيق حوله بعد ان افتتح مهرجان ربيع الثقافة في البحرين في الاول من اذار/مارس الماضي.

وقرر مجلس النواب البحريني في 20 اذار/مارس بغالبية كبيرة تشكيل لجنة للتحقيق في ما اعتبر من قبل الاسلاميين خروجا عن الشريعة و"لقطات تثير الغرائز وتشجع على ارتكاب الفاحشة في العرض المستوحى من كتاب للبحريني قاسم حداد ولحنه الفنان اللبناني مارسيل خليفة.

واستنكر المثقفون الموقعون على بيان صادر عن مؤسسة المورد الثقافي في القاهرة قرار البرلمان البحريني تشكيل لجنة تحقيق وعبروا عن قلق الموقعين البالغ بشان ما لمسته من تراجع في هامش الحريات المتاحة في عدد من البلدان العربية إذ لم تعد هذه الضغوط التي تواجه المبدعين العرب قاصرة على الانظمة الحاكمة التي تعمل على تشديد قبضتها عبر اليات العمل التشريعي او التنفيذي وامتداد تلك الضغوط لتشمل قوى اجتماعية وسياسية محافظة وجدت في تدخلها في الشان الثقافي مجالاً لممارسة نفوذها واستعراض هيمنتها".

وعبر الموقعون عن دهشتهم من التصريحات التي اطلقها رئيس لجنة التحقيق النائب (البحريني) ابراهيم بوصندل وكشفت نواياه ورغباته في التفتيش في النص الشعري والعرض الفني وتأويلهما بما يسيء لمقاصد مبدعيه المعروفين بتاريخهما الإبداعي والنضالي".

واعتبر البيان ان ما يجري يسيء لوجهين بارزين من وجوه الثقافة العربية ولسعيهما لتأكيد طابعها الإنساني، وكشريكين اساسيين في كل عمل ابداعي خلاق يستهدف تأكيد الطابع المستنير لهذه الثقافة ويعمل علي مواجهة القوي الظلامية في كل مكان .

وضمن السياق حيا الموقعون موقف المثقفين الفلسطينيين في مواجهة اجراءات الحكومة الفلسطينية في منع تداول كتاب الحكايات الشعبية الفلسطينية (قول ياطير) واتلاف جميع نسخه داخل مكتبات المدارس الحكومية بحجة انه (يخدش الحياء)".

وعبروا عن مساندتهم لموقف المخرج التونسي فاضل الجعايبي الذي حاولت وزارة الثقافة التونسية حذف مقاطع من عمله المسرحي خمسون تحلل اسباب ظاهرة العنف الاسلامي وحالة الانحطاط التي يعيشها العالمان العربي والاسلامي وانتشار الديكتاتوريات.

ومن بين الموقعين على البيان الفلسطينيون مديرة مركز خليل السكاكيني فاتن فرحات والشاعرة فاتنة العزة والصحفي علاء حليحل ومن الجزائر عادلة العابدي ومن بريطانيا هيلاري واير ومن الاردن الفنان التشكيلي محمد شقديح ومن مصر الصحفي مصطفى الحسيني والروائية سحر المودي والصحافي سيد محمود ومن المغرب الشاعران طه عدنان وسعد سرحان.

****

ربيع الثقافة يزيح كل شيء عن طريقه

شهر حافل بالصخب.. وعناقيد غضب المثقفين تنفجر

الوقت - حسام أبوأصبع، حسين مرهون:

على العكس من جميع التوقعات، جاء مارس .. ذهب مارس بضجيج فاق أي توقعات مفرطة في التفاؤل أو موغلة في التشاؤم. فقد توجهت الأنظار والقلوب والعقول إلى مبنى البرلمان الذي لا يبتعد كثيراً عن الصالة الثقافية التي شهدت افتتاح ربيع الثقافة وتقديم مارسيل خليفة وقاسم حداد عملهما المشترك ‘’مجنون ليلى’’. ربيع الثقافة توارى وأصبح في الهامش، وانقلب حال الساحة الثقافية من جدل ونقاش ونقد وتوطيد علاقات إلى ساحة من المعارك الطاحنة، تعدد الأبطال فيها. نواب البرلمان وقعت في أياديهم بضع صور فوتوغرافية مسربة، لوحوا بها وهددوا وتوعدوا، فتحول تلويح الصور إلى إقرار تحقيق في تجاوزات ربيع الثقافة وفي العرض الافتتاحي له. إنها المرة الأولى التي فيها يزج بالثقافة والفن إلى البرلمان. من حسن الحظ أن مارسيل خليفة وقاسم حداد هما صاحبا العرض - المشكلة. ولو كان سواهما لانتهت القضية بسرعة، وربما لم تحدث ضجة وتتصاعد من الأساس؟ من حسن الحظ مجدداً أن مارسيل خليفة أحد أسباب المشكلة، وفي هذا ضمان لاستجلاب التعاطف الدولي مع الثقافة والمثقفين هنا، ومحلياً من حسن الحظ - أيضاً - أن قاسم حداد أحد الأطراف، فللرجل مناصرون ومؤازرون كثر في الداخل بدرجة تفوق الخارج - في مناظرة قناة الجزيرة كانت البطولة لغير الضيوف لمارسيل وحده، عبر تقرير أعدته القناة عنه من دون ذكر لشريكه في العمل -.
تحرك المثقفون أخيراً ومعهم مجموعة من الساسة، بدوا هذه المرة متكاتفين.. استجمعوا القوة، وراحوا يعقدون الاجتماعات، ويبذلون المساعي في سبيل رد هذه الهجمة ردات قوية. فقاموا بتسجيل المواقف الفردية، عبر المقالات في الصحف التي فتحت معظمها -وليس جميعها - صفحاتها أمامهم. كما نُشرت الإعلانات الداعمة والمؤازرة، ودشنت البيانات والعرائض في الخارج. وجاءت مقالات المدد من مثقفين ومبدعين عرب من كل حدب وصوب. ولعل الأكثر صحية أن فزغة عفوية حدثت، فبدأ الذين يهيمون ويسبحون فرادى يشعرون أنهم بحاجة إلى المؤسسة حتى لو كانت ضعيفة أو حتى فاشلة على ما عبر أحد اعضاء لجنة التحقيق البرلمانية. وهذا مهم، فمهما كان الهدف سواء لسرقة الأضواء وأخذ ‘’ الشو ‘’، أو لسماع كلمات المساندة والمؤازرة، هو شيء مهم لو استمر، فهذه المؤسسات، أي مؤسسات المجتمع المدني هي إحدى مؤشرات حيوية المجتمع، وأن الفرد مهما كان، ومهما كانت علاقاته بالمؤسسة الثقافية الرسمية قوية، وكذلك بالخارج فكل هذا غير كاف على الإطلاق في مثل هذه المحن القمعية.

فعاليات «الربيع»
وبالعودة إلى ربيع الثقافة، فقد هدأت الاحتجاجات التي لم تكن بأي حال من الأحوال صاخبة نتيجة إقصاء وتهميش الجهات الأهلية كافة بمجرد انطلاق فعاليات الربيع. فالجهات الأهلية وللسنة الثانية على التوالي زج بها جميعاً إلى ما وراء الهامش. وهذه الجهات - أو بعض الأفراد فيها على وجه الدقة - هي التي أقامت الدنيا ولم تقعدها دفاعاً عن الربيع وعن عرض المجنون، بل حتى لم يجدوا حرجاً في المنافحة عن الذين أقصوهم. وليتذكر القائمون على الربيع هذا الشيء في السنة المقبلة. فالمثقفون والفنانون تعاضدوا وهبوا للدفاع لا عن قيمة حرية الإبداع والفكر فحسب، بل كانت دفوعهم عن عرض المجنون والربيع أيضاً. ومعظمهم أو نسبة معتبرة منهم غير مقتنعين لا بأهمية هذا العرض، ولا بقيمته الفنية، ولا بالفاتورة الباهظة التي دفعت لإنتاجه. بل حصل استدعاء متكرر من الكثيرين للعرض الذي قدمه الزميل خالد الرويعي في 2005 لمصلحة مسرح أوال، مفضلين قراءة الرويعي على قراءة مارسيل. وشتان ما بين كلفة العملين / القرائتين.
بدأ التسخين إذاً في مارس/ آذار الجاري مع العرض الافتتاحي للربيع، مناوشات خفيفة كان بطلها أحد الذين يريدون إحداث فرقعة إعلامية. إلا أن لعبته سرعان ما تصدت لها كتلة الأصالة بالبرلمان، فعقدت التحالفات على عجل، وأقرت لجنة تحقيق على عجل أيضاً. وقد تعرضت أشعار قاسم حداد في سياق متصل إلى قراءات بائسة في مختلف أشكال وأنواع المنابر، حتى إن بعضهم عد أشعاره فتاوى، وأنَّى لحداد أن يكون مفتياً وفقيهاً؟ وأنَّى للشعر أن يكون فتاوى؟ فمنذ ‘’ بانت سعاد ‘’ إلى يومنا هذا لم نسمع قط أن الشعر هو من مظان الفتوى ومصدر من مصادرها الأصيلة وغير الأصيلة، وأن الشعراء الذين يخاطبون الوجدان أصبحوا يعلبون الفتاوى ويوزعونها. واللافت أن لجنة التحقيق ستقوم بالتحقيق في النص أيضاً أي في الشعر. سيقرأون النص إذاً حرفاً حرفاً، وسطراً سطراً، ويقيناً لن يناقشوا الإيقاع ولا الخيال ولا اللغة ولا الفضاء النصي ولا الصور الشعرية ولا تكنيك إعادة رواية سيرة مجنون بني عامر و و و .. ما الذي سيناقشونه إذاً، وليس فيهم نقاد أدب ؟!
إلى ذلك، شهد ربيع الثقافة إقبالاً كثيفاً من الجمهور، الذي صدم مرة أخرى بما قدمته فرقة كركلا اللبنانية التي صرحت بعد تقديمها العرض أنها لم تكلف بتقديم عرض جديد وخاص. بينما، من جهة مقابلة أفادت الجهة الرسمية أنها طلبت الجديد والخاص، هذا التضارب في الأقوال والتصريحات لا يؤكده أو يفنده إلا العقد الموقع بين الطرفين. وهو ما يصعب الوصول إليه.
وبخلاف الإشكالات التي تتالت من دون توقف في ربيع الثقافة، بدءاً من الافتتاح، مروراً بتأخر وصول شحنة الرخام، التي أجلت بموجبها افتتاح سمبوزيوم البحرين الدولي الثالث للنحت، ثم عدم تفريغ بعض المدرسين المشاركين من وظائفهم إلا بعد حين، إلى كركلا، فمعرض جلناز فتحي، فالردح الذي حصل في المناقشات التي أعقبت محاضرة محمد أركون، فرداءة الطقس الذي ألغى فعالية الطائرات الورقية، وغير ذلك من تفاصيل ومعلومات لم تنكشف بعد.

تنوع.. بعيداً عن الإشكالات
بخلاف هذه الإشكالات مجتمعة توزعت فعاليات الربيع الذي ينظمه مجلس التنمية الاقتصادية بالتعاون مع قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، وبدعم من بتلكو، توزعت على العروض الفنية، والموسيقى، والغناء، والشعر، والفن التشكيلي، والمحاضرات الثقافية والفكرية والسياسية. كما توزعت أماكن احتضان هذه الفعاليات بين الجالريهات الخاصة التي أدرجت فعالياتها في البرامج من دون أي دعم مادي حتى على مستوى طباعة كتيبات خاصة بفعالياتها ‘’البارح، الرواق، لافونتين’’. وعلى منظومة مراكز الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ‘’مركز الشيخ إبراهيم، بيت عبدالله الزايد للتراث البحريني الصحفي، بيت الشعر’’. هذا بالإضافة إلى ما يتبع وزارة الإعلام من المتحف والصالة الثقافية ومركز الفنون والقرية التراثية. بالإضافة إلى قلعة عراد التي أضيئت قبل أن تشهد سلسلة من الحفلات الغنائية والاستعراضات الفنية. مع فعالية يتيمة أقيمت بجمعية البحرين للفنون التشكيلية. وقد كان الشهر حافلاً بالفعاليات، فمع بداية الربيع تكسر الزجاج في الصالة الثقافية نتيجة الازدحام والتدافع من الجماهير المتعطشة للفن، التي حجزت مقاعدها قبل نحو الساعتين من بدء الحفل. وتوزع الجمهور في كل مكان ممكن للجلوس أو الوقوف فيه. وعلى مقربة من قلعة عراد توجه الآلاف لحضور الفعاليات الاستعراضية والفنية لفرقة كركلا، والمطرب السنغالي يوسو ندور بمصاحبة فرقة السوبر إتوال، وفرقة الطبول اليابانية، والأخوان شحادة مع أوركسترا الجذور الشرقية بقيادة المطرب اللبناني طوني حنا. كما شهدت مراكز الشيخة مي التي زادت مركزاً جديداً هو ‘’بيت الكورار’’ الذي افتتح رسمياً ضمن فعاليات الربيع. شهدت إقبالاً كثيفاً على الفعاليات التي احتضنتها مثل الأمسية الغنائية لكاميليا جبران، والأمسية الشعرية لأدونيس، ومحاضرة محمد أركون، وغناء غادة شبير. وبدرجة أقل مع محاضرة الصحافي البريطاني باتريك سيل.
وعلى مستوى الفن التشكيلي والنحتي كان السمبوزيوم الدولي الثالث، والمعرض المشترك لجعفر العريبي وخالد فرحان (الرواق)، والسعودية شادية عالم (البارح)، وعلي المحميد، والإيرانية جلناز فتحي (لافونتين )، وإبراهيم بوسعد (جمعية البحرين للفنون التشكيلية)، معرض المنحوتات الزيمبابوية (البارح)، أحمد باقر.
وعلاوة على ما تقدم أقيمت فعاليات غنائية وموسيقية واستعراضية ومسرحية، وورشة وحيدة هي ‘’ الممثل والقناع ‘’ للمخرج الغواتيمالي آبل سولاريس. وبقية الفعاليات كانت عبارة عن: مسرحية ألف وردة ووردة لمسرح الدمى اللبناني، أمسية موسيقية صوفية فارسية لسالار أغيلي (لافونتين)، فرقة براعم محمد بن فارس، خالد الشيخ، فرقة الرقص الوطنية الفيلبينية بايانيهان.

على مبعدة من «الربيع»
وفي الوقت الذي اختفى المسرح تماماً من حسابات المنظمين، كانت هناك ندرة في تدشين الكتب، باستثناء كتاب واحد لأحمد باقر عن الخيول العربية النجيبة في البحرين، مع معرض مصغر استضافته صالة الرواق لبعض إصدارات الجامعة الأميركية بالقاهرة، وخصوصاً الرواية العربية المترجمة إلى الإنجليزية.
وفي مارس/ آذار/ الجاري، افتتحت أسرة الأدباء والكتاب مقرها الجديد، واحتفلت بيوم الشعر العالمي يومي 21 و 22 مارس/ آذار الجاري بمشاركة شاعرة وشاعر من روسيا الاتحادية هما: يلينا ريتشيكوف وفاديم إيرخوف، والشاعرة المصرية فاطمة ناعوت. وقامت الأسرة بتكريم شخصيتين من مؤسسيها، هما: الناقد إبراهيم غلوم والروائي عبدالله خليفة. وقد شارك في الأمسيتين الشعريتين اللتين عقدتا بالإضافة إلى الضيوف من الخارج كل من: حسين السماهيجي، كريم رضي، أحمد العجمي، عبدالحميد القائد، نبيلة زباري، وضحى المسجن، وأحمد الستراوي. وقد أعلنت الأسرة عشية الاحتفالية تضامنها التام مع قاسم حداد، في عدد من الكلمات قبل انطلاقة الأمسية، حيث شددت الكلمات على الحرية في الفن والإبداع من دون قيود.
إلا أن اللافت في شهر مارس/ آذار الجاري اختفاء الإصدارات الجديدة، باستثناء كتاب مترجم لأمين صالح حول سينما الإيطالي فريدريكو فيلليني لم نتمكن من الإطلاع عليه بعد - وكتاب لعلي الجلاوي حول الأقلية البهائية في البحرين، مع كتاب أحمد باقر المشار إليه. وسوى ذلك واصل الملتقى الثقافي الأهلي محاضراته الاعتيادية، ومن ضمنها إقامته ندوة حول فيلم ‘’حكاية بحرينية’’ بمشاركة المخرج بسام الذوادي والمؤلف فريد رمضان، وكل من حسن حداد ومحمد العباس. أما جمعية البحرين للفنون التشكيلية فأقامت معرضاً رباعياً مشتركاً لكل من: مريم فخرو وكريمة طه وبلقيس فخرو وعلي المحميد. وأقامت جامعة البحرين معرضاً للصور الفوتوغرافية لعلي محمد علي، ومعرض نحتي لمحمد إسحاق بعنوان ‘’مدونات’’ إضافة إلى عدد من المحاضرات الثقافية نظمتها اللجنة الثقافية بكلية الآداب، وقسم اللغة العربية.

الوقت- 31 مارس 2007

***

البحرين تتألق دفاعا عن حرية التفكير والإبداع

22/03/2007
المنامة
أسامة مهران وسعد العتيبي:

لم يكن 'ربيع المنامة' هذا العام كسابق عهده.. مهرجانات احتفالات وأجواء تغري على الانطلاق.. كان الربيع البحريني ولايزال مشتعلا بالجدل.. مفعما بالضجيج ومكسورا إلى حين.
أما السبب فلم يخرج عن مجرد مهرجان، مجرد مسرحية في مهرجان، وربما مشهد في مسرحية من داخل مهرجان.. لم يكن ربيع المنامة هذا العام لطيفا إلى الحد الذي اعتاده الكثيرون، متنزهات مفتوحة بحرية أمام الناس، فنادق تستقبل زوارها بكرم الضيافة المعهود، وحفلات تكتسي بها مسارح المملكة طولا وعرضا وارتفاعا.
ربيع هذا العام زلزال يطل بأعناقه من تحت قبة البرلمان.. يتبادل الأعضاء فيه الاتهامات، والهجوم المضاد، والتهديدات والوعيد والانتقادات. هددوا الوزراء مثلا بالاستقالة وبلجان التحقيق والاستجوابات، وفتحوا النار على كل منافذ التحرر أينما وجدت وحيثما كانت.. نعم، تلك هي صورة ربيع المنامة في البحرين هذه السنة.
لهذا لم يكن غريبا أن تنتقل عدوى التشنج إلى ما يسمى بربيع الثقافة طالما ان ذلك هو واقع الحال على مختلف الصعد والمجالات 'ربيع الثقافة' بعد غلق الفنادق كان ثاني الضحايا تقصده السلفيون بكل أنواع الأسلحة، واستخدموا معه جميع أشكال القصف.. حاكموا منظميه بدءا بوزير الإعلام وانتهاء بأصغر موظف في المنظومة، مرورا بالوكيل المساعد للثقافة والفنون المتألقة الشيخة مي آل خليفة.

من 3 جمعيات
لم يفهم أحد أسباب الضجة.. فهناك احتجاجات داخل
كواليس ثلاث جمعيات سياسية دينية. هي الأصالة والمنبر الإسلامي والوفاق الوطني الإسلامية، وطالما ان الهتافات المعادية لمهرجان ربيع الثقافة لم تخرج عن حدود الجمعيات فإن كل شيء كان يمكن أن يكون مقبولا، وكان يمكن أن يكون معقولا، وكل شيء كان بالفعل هادئا حتى قام أحد النواب المنتمين لإحدى الجمعيات السياسية الثلاث المذكورة أعلاه بتوزيع صور للراقصات اللاتي شاركن في مهرجان 'ربيع الثقافة' وهو مهرجان سنوي تنظمه وزارة الإعلام البحرينية، وتدعو إليه كبار المفكرين والمبدعين والفنانين العرب أمثال أدونيس ومحمود درويش ومارسيل خليفة وغيرهم.

مجنون ليلى.. ومجنون من؟
وبالفعل كان للتوزيع الانتقائي لبعض صور المهرجان التي تم التقاطها من المسرحية العالمية 'مجنون ليلى' ضمن إحدى الفعاليات الفنية الموصوفة عادة بالراقية، فعل السحر على النواب، حيث هاجوا وماجوا، وعلت صيحاتهم تطلب القصاص من المسؤولين عن المهرجان تارة، وعزله عن مسؤولياته تارة أخرى، إلى أن استقر الأمر في النهاية على تشكيل لجنة تحقيق نيابية تتكون من سبعة نواب للوقوف على طبيعة هذه المشاهد، وبالتحديد التحقيق مع وزير الإعلام المحافظ بطبيعته.
لكن، لماذا يشنون تلك الحملة الشعواء على الوزير الآن بعد ان كانوا يساندونه في قراراته بحق الفنادق والمناهل والمرافق الليلية؟ لماذا اختلط الحابل بالنابل ولم يعد أحد يعرف من أصبح مع من، ومن بات ضد من؟

جلسة سوداء
ما يسمى بالصحافة الداعمة لموقف وزير الإعلام أطلقت على الجلسة النيابية الأخيرة لقبا خاصا ولونتها ب 'السواد'.
في الوقت نفسه وقفت صحف أخرى تدافع عن المبدأ.. عن الحرية وعن الفكر المتحرر والإبداع، فيما اتخذت صحيفتان موقفين: أحدهما يمكن أن يوصف بالتجاهل للمعركة التي تدور حتى اللحظة تحت قبة البرلمان، والآخر بالمحايد الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة.

أكل العيش أفضل
رئيس كتلة المستقبل في المجلس النائب عادل العسومي يدخل ضمن فريق التهدئة يقول: لست مع الضجة لكنني مع كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تعميق الوعي، وإلى دعم المواطن أينما كان، وتوفير مستوى معيشي وصحي وتعليمي افضل له.
بتفصيل اكثر، يعتبر العسومي ان هذا الدعم، سواء كان معنويا او ماديا، لا ينبغي ان نهمله، ولا يصح ولا يستقيم ان نهمشه تماما مثلما لا يجب ان نغوص اكثر في رمال هذه الضجة، ولا ينبغي ان نغرق حتى النهاية في ماء عكر حاول الجميع اصطياد اي شيء فيه ونسوا ان أكل العيش افضل وتوفير سكن عائلي لائق للمواطن ابرك واسلم.

جسور بهزاد
عضو مجلس الشورى احمد ابراهيم بهزاد، لا يرى ان لجنة التحقيق مع الوزير يمكن ان تجدي نفعا، لان مشهدا في مسرحية لايعني بالنسبة لتوجه الوزارة المحافظ شيئا، كما ان دعم الاعمال الثقافية الراقية لا يمكن ان يجابه بلجان تحقيق ومحاكم تفتيش.
يجب ان نفتح حوارا بعضنا مع بعض، وان نقيم جسورا للتعاون وليس معاول لهدم هذه الجسور.
المهم في نظر بهزاد ان نقبل بالآخر، وان نعترف بحقه في الوجود والتعايش مع نسيج المجتمع الواحد، حتى لو كان لهذا الآخر فكرته، وحتى لو كان يمتلك من الفعاليات ما يتناقض مع افق طيف سياسي معين او مع ايديولوجية جمعية سياسية بعينها.
بهزاد يرفض ايضا كل محاولات الاصطياد في الماء العكر عندما يسقط بعض المسؤولين في دوامة الحدة عند مناقشة قضية من القضايا تحت القبة لان التشنج لن يصل بنا الى اي مكان!

قانون حماية التفكير
هكذا ينظر المعتدلون الى الضجة، ولكن اصحاب المشكلة، وعلى رأسهم الشاعر البحريني المعروف ابراهيم بو هندي بوصفه رئيسا لاتحاد الكتاب والادباء في المنامة ينظر الى لجان التحقيق البرلمانية على انها سابقة خطيرة لاخضاع الابداع الى المساءلة والتحقيق في الوقت الذي كفل فيه الدستور حرية التفكير والابداع الثقافي والفني.
الناقد الادبي البحريني زكريا رضي يغضب بشدة من محاولة الاجهاز على فكر المجتمع، او الحجر عليه، ويرفض في الوقت ذاته اي محاولة لتصفية الحسابات من خلال شماعة المهرجان، حيث لا يجب ابدا، في نظر زكريا، ان نحكم على ظاهرة بخطايا ظاهرة اخرى، وان ندعي الخوف على المصلحة العامة وكل المراد محبوس في زنزانة الرغبات الخاصة.
ويدعو زكريا الى التهدئة والى قانون لحماية حرية الفكر والتعبير والابداع، بعيدا عن اي اسقاطات ايديولوجية او سياسية او عقائدية، وان يترك المجتمع حرا محايدا وعميقا ضمن الحراك اليومي لثقافته وعاداته.
والمفاجأة الحلوة ان 53 جمعية ثقافية ومهنية وسياسية اصدرت بيانا قويا يدين كل تعد على الحريات، وخاصة حرية التفكير والتعبير والابداع.
وبين هذا وذاك، يبقى للرأي المساند لحرية التفكير صولجانه، ليس داخل مؤسسات المجتمع المدني فحسب، انما داخل افراد العائلة الواحدة، لكن احدا لا يفصح.

القبس- الكويت

****

نائب بحريني يهاجم عرضاً لمارسيل خليفة بسبب "الإيحاءات الجنسية"
دبي - العربية .نت

شن النائب في البرلمان البحريني محمد خالد حملة على عرض "مجنون ليلى" الذي قدمه الفنان اللبناني مارسيل خليفة في افتتاح مهرجان "ربيع الثقافة" المقام حالياً في العاصمة البحرينية المنامة وتستمر فعالياته حتى منتصف الشهر المقبل، بسبب تلقية شكاوي تشير لوجود "إيحاءات جنسية" بالعرض ، وهو ما رفضه الشاعر قاسم حداد صاحب نص العرض.
وقال خالد من كتلة "المنبر الوطني" القريبة من الإخوان المسلمين: "لم أشاهد العرض لكنني تلقيت عدداً من الشكاوى تستنكر ما جاء فيه من رقصات فيها الكثير من الايحاءات الجنسية التي لا يفترض تقديمها في بلد إسلامي"، واصفاً فعاليات المهرجان بأنها "ربيع للسخافة وليس الثقافة"، بحسب تقرير كتبه الصحافي سيد محمود في صحيفة الحياة اللندنية الاحد 4-3-2007.
ودعا خالد وزير الاعلام البحريني محمد عبدالغفار إلى فتح تحقيق عاجل في القضية بما يضمن عدم تكرار تقديم هذا النوع من العروض، مؤكداً انه لا يقف ضد المهرجان لكنه يطالب باختيارات تراعي التقاليد الاسلامية والاقتداء بما يقدم في بلدان مجاورة بدلاً من اختيار فعاليات ذات نزعة غربية".
من جهته، رفض الشاعر البحريني قاسم حداد صاحب نص العرض التعليق على الحملة التي شنها خالد وتناقلتها بعض الهواتف النقالة عبر رسائل "تحريضية" متهمةً انتاج العرض بسرقة أموال الشعب، كما ورد في الرسالة.
وقال حداد: "ليس لدي انا او مارسيل خليفة رغبة في التعليق على هذا النوع من الاتهامات".
وذكرت صحيفة الحياة أن النائب خالد كان وجه الاتهامات نفسها للمهرجان في العام الماضي مما يشير الى ان تصريحاته الأخيرة لا تتصل بعرض "مجنون ليلى" بقدر ما تعبر عن موقف من المهرجان.
ويعتمد عرض «اخبار مجنون ليلى» على مجموعة من الرقصات الكوريغرافية التي اعدتها نادرة عساف وتقدم على خلفية موسيقية لخليفة واغنيات لأميمة الخليل مع القاء بعض الابيات الشعرية يقدمها حداد على المسرح في عرض حي بمشاركة حوالى 30 راقصاً وراقصة.
ورغم حملة النائب محمد خالد، فقد وجد المهرجان دعماً سياسياً واضحاً، اذ حرص وزير الاعلام البحريني الدكتور محمد عبدالغفار على حضور العرض في اليوم الاول بينما حضره في اليوم الثاني رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح وعدد آخر من أعضاء المجلس.

العربية نت- لأحد 4 مارس 2007م، 14 صفر 1428 هـ

****

ليفرح المتدينون فالربيع يعود من ثاني والبدر يهل من ثنيات الوداع!

كتب(ت) محمد أحمد البنكي:

الزمان: مارس 2008
المكان: مدرجات ربيع الثقافة 3 - قلعة عراد
المشهد: الشيخ محمد خالد يُقبل معانقا قاسم حداد وسط الجموع المحتفلة بالافتتاح.. بحركة لطيفة يشيح عن مصافحة الشيخة مي الخليفة (لأن الفتوى لا تجيز مثل ذلك الأمر).. في جانب المشهد يتبادل وزير الإعلام ضحكات مع سيد ضياء الموسوي وعادل فخرو. تبدو الجموع مبتهجة فيما تتداول كتيب برنامج المهرجان.
زوبعة الربيع الماضي تبددت وبدت كما لو أنها حديث ذكريات يجري فيه تبادل النوادر والطرف. هذا ربيع ثقافة أكثر استجابة لطموحات الجميع، والبرامج التي يتضمنها خططت كما لو أنها تشترع محاصصة جديدة ترضي جميع الأطراف..

ترى هل يكتب لمثل هذه الصورة أن تحدث في ربيع الثقافة القادم 2008 .. هل يعبر الفرقاء أزمة الثقة التي صنعت بينهم ما صنع الحداد. أخذ العبرة من عنتريات مداولات مجلس النواب 2007 ألقى بظلاله على صيغة التعاطي الأكثر رشدا بين الجميع. لم يفقد ربيع الثقافة حس الالتقاط النوعي للبرامج الفنية الرفيعة وفي الوقت نفسه اجتاز بعض الإسلاميين حاجز الخوف من المخالطة والحوار والتدامج، حتى وإن ظلت لهم خصوصياتهم في الحضور والمشاركة. كان الشيخ محمد خالد قد أطلق تصريحا بأنه ليس ضد الثقافة وأنه يتمنى على المسؤولين التأسي بمهرجان الجنادرية في الشقيقة العربية السعودية. لا مانع بالطبع من الاستفادة من تجارب الآخرين لا سيما إذا كان في الأمر ما يصنع أرضية مشتركة مع شريحة ظلت متحفظة وبمنأى عن المحافل التقليدية للمثقفين. سيكون علينا في البحرين دائما، بموجبات المزاج الذي يصنعه الموقع الجغرافي السياسي للمملكة، أن نكون وسطيين دائما نرغب في تلاقح الأفكار، وإن لم يمنعنا ذلك من إعطاء القوس لباريها. سيكون علينا أن نبني الثقة بين الجميع، فهذا قدرنا ولا حاجة لاستعراض القوة والضرب تحت الحزام.
ربيع الثقافة أكثر حوارا مع الإسلاميين؟ هذا ممكن، وقد لا يحتاج الأمر إلى أكثر من فتح منافذ للنقاش والتفاهم والوصول إلى صيغة واقعية تضيف على الألوان القزحية الجميلة للربيع ألوانا وظلالا تغني بهجة التنوع ورونق التعدد. لنرسم صورة تخيلية لإمكانيات متاحة:
مؤسسة مثل مركز اكتشف الإسلام تستضيف مفكرين عدة على تماس مختلف مع الإسلام يصحبه في كثير من الأحيان تحول جذري في القناعات وربما في الديانة، ما الذي يمنع: على غرار ما يجري مع جاليري الرواق أو جاليري البارح من التنسيق مع مخططي البرنامج لتوفيق رزنامتهم السنوية مع فعاليات ربيع الثقافة بحيث يستضاف أحد المفكرين ممن يمكن أن يغني البرامج بنكهة مختلفة لها طلابها وجمهورها على أي حال. ''بيت القرآن'' إحدى المؤسسات المتميزة في نسيج الفكر والثقافة في البحرين، وقد استضاف مستشرقين وأساتذة جامعات ومهتمين بالتراث الإسلامي وفنانين في الخط العربي، لا مانع إطلاقا من دخول بيت القرآن على الخط ، وترشيح بعض ممن يضمهم موسمه الثقافي للإسهام في إغناء برنامج الربيع بشكل عام.
ثمة تجارب أخرى تستحق الإضاءة كذلك، وهي بالمواصفات الجماهيرية حائزة على مؤهلات النجاح، كما أنها رفيعة القدر بالمقاييس الفنية أيضا، ماذا لو كان أحد ضيوف المهرجان هو المغني العالمي يوسف إسلام (كات ستيفنسون)، ماذا لو استضفنا تجربة فنية تستقطب البريق والأسئلة مثل تجربة الفنان سامي يوسف.
منذ فترة وجيزة ترجم عبد القادر عقيل دراسة رائعة عن فن القوالين الباكستانيين، هل يفكر المهرجان باستضافة أحد من هؤلاء للشدو بفن عريق، لا بد أن بعض الجاليات المقيمة في البحرين ستتفاعل معه كما سيتفاعل معه المعنيين بموسيقى العالم والشعوب وبمناخات الإنشاد الديني. مدينة فاس بالمغرب تستضيف سنويا مهرجانا للموسيقى الروحية يحضره وزراء ثقافة من دول أخرى وتتبلور حوله ثقافة انفتاح وحوار بين الثقافات، وقد شارك فيه موسيقيون ومغنون كبار بينهم المالي سليف كيتا، والفرنسي أنريكو ماسياس والتونسي لطفي بوشناق والتبتية يونج شن لامو وغيرهم.، ويقام المهرجان في مواقع تاريخية لفاس مثل باب الماكينة ومتحف البطحاء وموقع وليلي. ما الذي يمنع أن يدخل على خط مهرجان الربيع اهتمام بحوار القيم الروحية من خلال الفن والموسيقى.
العلامة اللبناني هاني فحص وهو معمم حوزوي كتب في المسرح حتى ألف كتبا مختصة في ذلك، ما المانع من استضافة الوجه الآخر له، وروجيه عساف ذاك المسيحي اللبناني الذي تحول إلى الإسلام واستمر في تقديم مسرحه الذي انطلق من محترف بيروت المسرحي وغيرهم كثر، وأرجو أن لا يفوت المقام هنا دون فتح طاقة على التراسل الخصب الكامن في التحولات بين الفن والثقافة، لدينا بعد أيام حفلا استعراضيا كبيرا لخالد الشيخ في الدوحة يشارك فيه الفنان فهد الكبيسي، وهو منشد إسلامي قطري توسعت آفاق عطائه فدخل ساحات أوسع من الفن، ولدينا الفنانة هالة الصباغ التي ستشارك الفنان خالد الشيخ في أمسيته الغنائية بالبحرين ضمن ربيع الثقافة بعد أيام، وهي قد دخلت الفن من تجربة الإنشاد الديني في البدايات أيضا (صاحبة أنشودة: يا طيبة يا طيبة)
وهناك في ساحة الفكر اسماء تحافظ على السمت الرفيع لبرامج ربيع الثقافة مضيفة نكهة دينية آفاقية تفتح على تنوع أخاذ في البرامج: لنتصور أن أحد ضيوف المهرجان القادم هو طارق رمضان، استاذ الفلسفة الأكاديمي، حفيد الأمام حسن البنا، الذي يشغل كل جامعات واعلام أوروبا اليوم من موطن اقامته في سويسرا، أو لنتصور أن أحد المنتدين في الربيع هو المفكر الإسلامي الإيراني عبدالكريم سروش أو الشيخ محمد مجتهد شبستري، وللأخير حوارية رائعة مع أدونيس واتصال معمق بمدرسة التأويل الألمانية رغم كونه رجلاً معمماً.
لا يعني هذا أن يتحول ربيع الثقافة إلى ربيع ديني من قمة الرأس حتى أخمص القدمين، بوضوح أكثر المطلوب هو استكمال ألوان الطيف لا تحويل الربيع عن وجهته، ولا استبدال توجهات خطط واستراتيجيات الجهات المنظمة في الترويج السياحي والترفيه المستوعب لمختلف أشكال الفنون بوجهة حصرية تضيق واسعا وتستجلب شريحة وحيدة إلى مدرجات العروض، فيلتفت المرء ولا يجد إلا لحىً وعمائم ومنقبات تحوقل وتسبح وتطلق التكبير إثر التكبير.
ليست المشكلة في الفن بحد ذاته ولا في الثقافة ولا في الدين أيضا، المشكلة في عقلية من يقصي هذا عن ذاك. ومن لا يعرف تاريخ تعالق الفنون بالديانات فيجفف كل منابع للإرتواء المتبادل. إنها مشكلة قراءات إبتسارية للدين وللثقافة والإبداع معا. وربما يكتب لربيع الثقافة أن يجسر هذه الفجوة فتتجه الجهود جميعا إلى ربيع مدعوم بتكاتف مشترك يحترم كل القيم الأخلاقية والروحية.
الحوار كفيل بتذليل الكثير من العقبات لكن هل هناك من يقدم على ارتكاب هذا الحوار دون ضجيج ودون إقصاء ودون مزايدة؟

الوطن

*****

... وهجمة متشددة "مجنونة" على "مجنون ليلى" لحداد وخليفة في البحرين:

المؤسسات والرموز المدنية والثقافية البحرينية ترد: انها حملة شعواء
ضد الحياة وضد الحرية والشعر والتراث والثقافة والإنسان العربي

الدوحة يقظان التقي

"فليدافع الآخرون عن حروبهم، ولندافع نحن عن حسبنا"، بهذه الكلمات الموجزة والمقتصدة رد الفنان مارسيل خليفه على منتقدي عمله الأخير "مجنون ليلى" في البحرين، معتبراً الهجمة التي يقودها نواب متشددون غير مبررة وتمثل انهياراً شاملاً طافحاً بالأسى والبؤس الذي يرزح تحته العالم العربي.
واضاف خليفة غنينا اشعاراً كثيرة منذ زمن بعيد، ولم يقل يوماً أحد بأنها إباحية أو غير أخلاقية، فلماذا هذه الردة الآن على الشعر العربي وقيمه الجمالية، ولماذا تتهم "مجنون ليلى" بأنها ضد الاخلاق؟

يذكر أن القضية التي طرحها في البرلمان البحريني اعضاء في كتلة الاصلاح الاسلامي مطالبين بلجنة تحقيق برلمانية لمحاسبة الجهة التي دعت وسمحت بعرض "مجنون ليلى" في إفتتاح مهرجان ربيع الثقافة في البحرين في 11 آذار من هذا الشهر.

تفاعلت القضية أمس مع عقد جلسة نيابية أثيرت فيها المسألة ومع عاصفة ردود شاجبة لاثارة القضية في البرلمان والتعاطي مع مسألة ثقافية على هذا النحو وسجلت 40 جمعية ثقافية واجتماعية وانسانية في البحرين استنكارها لرفع دعوى على لجنة المهرجان بحجة سماحها للعرض.

خليفة وفي دردشه مع "المستقبل" الذي التقته (مصادفة) في الدوحة عاصمة قطر، بدا منزعجاً للغاية من الضجة المفتعلة حول عمل جريء، ونص شعري جريء لقاسم حداد، جريء بكل معطياته، ولا يتكلم اطلاقاً عن الدين، ذلك أن كل رجل على الأرض فيه شيء أو أشياء من قيس، كما أن في كل امرأة حسن شيئاً ما من ليلى". واعتبر خليفة ان الحملة تمثل اشياء ضد الحياة وفيها أذى كبير للشعر والثقافة العربيين، مستغرباً أن لا تتحمل البحرين عرضاً مسرحياً ذنبه انه شعر يقول: "قل هوالحب"، ولحن بسيط يردد الجملة، "وكل ما فعلناه أننا اعدنا كتابة النص، وقربنا قيس من ليلى، لا أكثر، ومجدنا الحب، هل ممنوع تمجيد الحب شعراً، وما هو الشعر اذاً". وأوضح خليفة أن لجنة من وزارة الاعلام في البحرين كانت طلبت منه فعلاً عشية العرض حذف بعض المقاطع من العرض وما كان منه الا أن رفض الطلب، رافضاً استخدام مقص الرقابة، ورافضاً طبيعة الاجراء الذي يناقض طبيعة الابداع الفني النوعي والحر.

قاسم حداد

يذكر ان الشاعر البحريني قاسم حداد هو من كتب "مجنون ليلى" شعراً، في عمل مهم من التراث والذاكرة. وشكل عرضه في البحرين حدثاً كبيراً حضره جمهور غير مسبوق تهافت على حجز المكان في افتتاح ربيع الثقافة حيث غصت الساحات المحيطة بصالة البحرين الثقافية، بجمهور كبير من كل حدب وصوب. من البحرين وخارجها، من كافة الشرائح والأعمار والفئات والمواقع والمرجعيات.
قصة من اعظم قصص الحب في التاريخ العربي رواها قاسم حداد شعراً ومارسيل خليفة ونادرة عساف والفرقة الاستعراضية.

احتفالية دمج فيها مارسيل خليفة الفنون وجمع بين الموسيقى والشعر والغناء والرقص التعبيري والشاعر نفسه الذي جسد دور الراوي.

كان الجمهور كبيراً لدرجة يقول مارسيل خليفة "كان يمكننا تقديم عروض العمل لشهرين نتيجة الحشود التي تقاطرت الى المكان وتدافعت وكسرت قطع الاضاءة والديكور التي وضعت عند المداخل بنتجة التدافع ليومين وبقطع الانفاس.
"كتلة الاصلاح الاسلامية" في البحرين، وبعد عرض مجنون ليلى طالبت بلجنة تحقيق برلمانية مع وزارة الاعلام البحرينية، بشأن كيفية السماح بالعرض، حيث وصفت العرض بأنه "عرض إباحي وخليع.. مناف "للدين والاخلاق والعادات، كما ان النص الشعري فيه مخالفة صريحة للثوابت التي تنص عليها شريعة الاسلام".

"قل هو الحب
الذي أسرى بليلى
وهدى قيساً الى ماء الهلاك
قل هو الحب يراك".

"قل هو الحب يراك"، غناها مارسيل منشوراً عشقيا محرضاً على الحب، وحفز الجمهور على تكرارها مراراً، ونغنيها معه في تمجيد الحب.
خليفة لم يتوسع كثيراً في رده على التهم الموجهة الى العمل، مستدركاً إن الأمر مخجل جداً ان تثار عاصفة حول عمل شعري جريء وحر، مبدياً حزناً عميقاً يشعر الفنان العربي والشاعر العربي مرة تلو الأخرى "أنه وحده في هذا العالم العربي".

و"دوماً بتحس حالك وحدك".

التشريع

النائب ابراهيم ابو هندل قال "إن الدستور البحريني في المادة الأولى ينص على أن مملكة البحرين عربية اسلامية مستقلة، كما نص في المادة الثانية على أن دين الاسلام والشريعة الاسلامية هو المصدر للتشريع".
واضاف ما معناه ان ما يجري على أرض المملكة يجب أن يتوافق مع القيم الدينية والعادات، ولا يجوز تنظيم أي فعالية تصدم في مضمونها الدين الاسلامي او العادات العربية التي يعرف بها الشعب العربي. واشار النائب الاصلاحي المتشدد في تبرير الدعوة الى لجنة تحقيق برلمانية: "إن افتتاحية ربيع الشعر قد تضمنت ممارسات لا أخلاقية تصطدم مع الدين فيما يخص الموسيقي والغناء وما يضمره العمل".

أي ان النائب المشدد يجري تصفية حسابات مع النوايا.

الملفت سرعة القرارات والاجراءات المتصاعدة بعد يومين على تقديم العرض، من مقترح الكتلة واقرار البرلمان تشكيل لجنة تحقيق في "مجنون ليلى"، وقد وزعت على أعضاء البرلمان من قبل النائبين أبو صندل وحمد الهندي صوراً من العرض للقول "بأنها بعيدة عن التقاليد الاسلامية". واطلع عليها بعض النواب مبدين انزعاجهم من اللقطات المصورة.

ترحيب
بالمقابل قامت في الوسط الثقافي والفني والصحافي في البحرين عاصفة من الردود الشاجبة:

فوزية الرشيد، رحبت بالعمل واعتبرته عالماً يأسر الأرواح.
عيسى الشايجي (الأيام) كتب: "البحرين بلا ثقافة هي ليست البحرين كما نعرفها تشييداً ومنارة للثقافة والحضارة العربية في الخليج العربي".

وأضاف: "نحن لا نتصور أنفسنا بلا ثقافة، ومن منا لا يعرف شاعرنا المبدع قاسم حداد، ومن منا لا يعرف مارسيل خليفة، واللذين قدما تجربة مميزة ولوحة فنية رائعة، هكذا نعرفهما، الا ان البعض الذين لا يعرفون ولا يدركون ولا يستوعبون الفن اصلا، فيرسبون اصلا، لماذا هذا الهجوم على العمل، والأمر لم يتعد لوحات راقية تمجد الحب الحقيقي في حياتنا ليس أكثر.. هذا تعدّ صارخ على كل ما هو ابداع..."

الصحف البحرينية عموماً، اعتبرت تشكيل لجنة تحقق برلمانية تدميراً لوجه البحرين الثقافي والحضاري، "وكأنهم ارادوا التورط في امتحان لم ينجحوا فيه، فالابداع ليس لغة جامدة، ولا لغة الحجز ولا لغة الرقيب، ذلك ان المبدع هو انسان حر".

الروائي امين صالح، اعتبر ما اقدم عليه النواب يدل على عدم احترافية ممثلي الشعب وجهلهم بأبجدية العمل البرلماني والتشريع، من حيث دقة استقصاء المعلومات "هم ولا شك يتلقون معلومات شفوية، وهم فاشلون.. ابشروا فالماضي قادم، اذا شكلت لجنة تحقيق برلمانية لمحاسبة مجنون ليلى!"
الشاعر كريم رضا قال: "انها فداحة، وصدمة لا مثيل لها على الاطلاق"، ودعا الى تشكيل مؤسسة ثقافية للدفاع عن المثقفين والشعراء، مستشعراً حالة من عدم الدراية بالتضييق على الحقوق التي تخص الانسان المبدع وحريته.
الشاعر البحريني ابراهيم ابو صفدي: قال: "فرض السلطة على الثقافة يعد كأنه حقيقة والنص الشعري لا يتحمل هذه التأويلات التي خرج بها النواب المتشددون بتأويلاتهم الضيقة التي تنال من حرية الشعر، ومن حق الشاعر بالتعبير وبرفضه اي قراءة تخرج نصه عن سياقه الابداعي، داعياً الى ان لا يكون الابداع عرضة للتأويلات المغلوطة من منطلق ديني أو آخر، مطالباً الدولة ان تحمي الثقافة، حتى لا يتكرر سوء التفاهم الكبير الذي حصل.

ابراهيم ابو سعد (تشكيلي بحريني)، اعتبر الامر مرفوضا جملة وتفصيلاً، وعلى "النماذج البرلمانية ان تمثل الشعب بشكل لائق، ومن الخطأ ان تفرض قناعة اي جهة من خلال تكتلات او احزاب، كقناعة مطلقة بوقت لا عوائق من حوار ثقافي حول العمل، أما ان يوصف عمل ابداعي تحت قبة البرلمان هكذا، فان هذا يمثل خروجاً على الأخلاق العامة والعرف البحريني الذي تهمه قيم الثقافة والحرية.. من فهم ناقص للثقافة الحديثة".

الشاعر عبد الله خليفة اعتبر ترجمة العمل لها امورها الخاصة الابداعية، ولا يمكن التدخل بها من اي جهة خارج الاطار الابداعي، والفن والشعر والأدب وجدوا من أجل تنمية ذوق الإنسان.

إذاً العاصفة في البحرين عاصفة "مجانين الحب" مستمرة لأسبوعين، وراشد العريضي (تشكيلي) رأى في تصاعد القضية عودة الى فترات تكميم الأفواه معتبراً "أن شعب البحرين الذي يمثل قدراً كبيراً من الثقافة لا يمكن أن تنطلي عليه خدعة يروّج لها منذ أسبوعين، تحاول إلغاء دور المثقف والفنان".

بدورها بلقيس فخرو دعت المثقف البحريني أن يحرض أكثر على تقريب الفن والشعر من الذائقة البحرينية من دون رقابة ولا حدود، ولا مسافات، وأضافت بعد العرض "دخلت الى مرسمي والريشة في يدي صارت أكثر حرية من الماضي، وفي علاقتها مع الألوان".

أما كمال الديب، فقال "إنها محاكمة الثقافة على الدرجة 151 فهرنايت، في القرون الوسطى حرقت الكنيسة آلاف الكتب، وفي الأندلس تم إحراق مكتبة ابن رشد، وفي فرنسا قبل الثورة كان القضاة يحرقون كتب ولتير وروسو والشعراء لأنهم كافرون، وفي النصف الأول من القرن العشرين أحرق هتلر آلاف الكتب بحضور وزير ثقافته وتحت المسدس، فهل ما يجري هو عودة الى الماضي وترويض الثقافة وتكفير المثقفين ربطاً بحماية السلطة الدينية ونفوذها، وهل محاكمة الشعر والإبداع وسيلة للتخلّص من سلطة السؤال والمساءلة؟".
يذكر أن الشاعر البحريني قاسم حداد كتب العمل منذ عشر سنوات وأكثر، لكن ما أشعل العاصفة هو تجسيد العمل برؤية فنية فيها جرأة النص وجرأة العمل الموسيقي والمشهدية البصرية مما أدخل المدينة في العاصفة.
منذ أسبوعين كل يوم ثمة أكثر من أربعين مقالة ومع ذلك المحاكمة قائمة وبعناد كبير وفي تحد لإرادة المجتمع المدني البحريني الذي عبّر عن رفضه المحاكمة بالشكل والمضمون، حيث أعربت أخيراً أربعين جمعية بحرينية عن استغرابها الشديد للسلوكيات والإجراءات البرلمانية التي تتخذها فئة متشددة تستقوي بالدين وبالخطب الدينية على عمل ثقافي تألق في ربيع الثقافة مع كل الحب الذي وفّره، هو المسؤول عن التوصية والربيع الذي طال انتظاره مع مارسيل وأميمه وحداد والفريق ومع العود والرند والجسد.

بيان الجمعيات تصدر عدداً كبيراً من الصحف البحرينية في تضامن استثنائي مع العمل، ويدل على حراك مديني بحريني كبير، رافضاً استهداف الشعر والثقافة، وكل ما صار من العمل أنه عمل على توثيق مجنون ليلى موسيقياً، فصار تحت السمع أكثر، وبنشوة بصرية وجمالية "للحضن هذا الجسد وليس للقصف"

"أتراهما جميعاً يرتدون البهجة من جديد
أتراهما سيلتقيان
أتراها ليلى معهم
إنها امرأة جاءت لقيس.. ها هي
أخرى وثالثة..
بل رأى ليلى التي في قلبه وانصرف
التقيا وانصرفت..
عاد قيس
ليروي الحروب".

آخر فصول القضية بيان مشترك صدر من الثنائي مارسيل خليفة والشاعر قاسم حداد تحت عنوان: "جئنا لنعلن الحب"، أكدا فيه ذهابهما الى التراث العربي في عرض "أخبار مجنون ليلى" وأشارا الى أنهما قدما العرض في تحريض "الناس على الفرح لا الغياب، على الحياة وعلى العدم" ولم تكن غايتهما دغدغة الغرائز عند الجمهور، وبلا مواقف مسبقة أو أحكام جاهزة على أي شيء، ويتجرأ عن النيات السيئة في عرض نظيف وبريء ومسالم وليس خروجاً على الشريعة الإسلامية والأخلاق العامة. وانتهيا الى أن ما يجري دعوة الى الجمهور للانغلاق.

أما أخبار الدعوى فقد لقيت استجابة، وصادقت عليها الكتل الإسلامية في المجلس (29 نائباً) من بينهم النواب المسلمون الشيعة من كتلة الوفاق (17 نائباً) وامتناع 5 نواب عن التصويت.

المستقبل - الخميس 22 آذار 2007

****

مثقفون وفنانون عرب يدينون الهجمة على مرسيل خليفة وقاسم حداد (بيان)

المنامة 26-3-2007 (ا ف ب)

اعلن مثقفون وفنانون وموسيقيون عرب اليوم الاثنين تضامنهم مع الموسيقار اللبناني مرسيل خليفة والشاعر البحريني قاسم حداد معتبرين ان ما يتعرضان له امتدادا لعمليات القمع والاعتداءات التي يتعرض لها الكتاب والمثقفون العرب في اكثر من عاصمة عربية.
وقال نحو 50 من الشعراء والكتاب والفنانين والباحثين الاكاديميين العرب في بيان اصدروه اليوم بعنوان "دفاعا عن ربيع الثقافة..دفاعا عن ثقافة الحب والحياة" وحصلت فرانس برس على نسخة منه، "مرة اخرى يظهر وجه العدوان بكل ظلاميته في حرب ماضوية تستهدف اليوم (ربيع الثقافة) في البحرين ومفاهيم الحب وحرية التعبير ومسارات الثقافة والفن التي يمثلها هنا مرسيل خليفة وقاسم حداد".
واضاف البيان "هذا الهجوم الظلامي على ربيع الثقافة في البحرين ليس الا امتدادا لمحاكمة مرسيل خليفة قبل سنوات في بيروت ولكل عمليات القمع والاعتداءات التي تعرض لها الكتاب والمثقفون العرب في اكثر من عاصمة عربية".
وتابع البيان الذي صدر بمبادرة من المنتدى الثقافي اللبناني في فرنسا "هذه التيارات الاصولية الظلامية لا تبني مستقبلا او ثقافة ولا تحرر ارضا او انسانا ولا تنبىء بربيع او حب".
واضاف "وحدها الحرية وتحديدا حرية التعبير والابداع بتنوعها واختلافها وثرائها هي الرافعة لبناء مستقبل وضمان ثقافة الحياة وتحرير المرأة ولمكافحة الفقر والجهل والمرض والامية والتخلف والفساد والتسلط والعدوان وقمع الانظمة واغتصاب الارض".
ووقع على البيان 50 من المثقفين العرب بينهم خصوصا الشاعر ادونيس والمفكر التونسي العفيف الاخضر والاكاديمي السوري برهان غليون ومجموعة من الشعراء والموسيقيين والفنانيين والباحثين الاكاديميين.
وكان خليفة وحداد قد اصدرا بيانا في 21 اذار/مارس اعتبرا فيه ان محاولة النواب الاسلاميين البحرينيين التصدي لعملهما المشترك "مجنون ليلى" ولفعاليات مهرجان "ربيع الثقافة" محاولة "لارهاب كافة اشكال الفكر والثقافة".
وشكل مجلس النواب البحريني 20 اذار/مارس بغالبية كبيرة لجنة للتحقيق في ما اعتبر من قبل الاسلاميين السنة والشيعة خروجا عن الشريعة و"لقطات تثير الغرائز وتشجع على ارتكاب الفاحشة" في عرض "مجنون ليلى" المستوحى من كتاب لحداد ولحنه خليفة.
واشعل قرار مجلس النواب تشكيل لجنة التحقيق في المهرجان الذي افتتح بعرض "مجنون ليلى" الموسيقي الشعري الراقص، معركة بين نواب اسلاميين من جهة ومثقفين وفنانين وناشطين يدافعون عن حرية التعبير.
ويقود الاسلاميون وخصوصا السنة منهم حملات مستمرة منذ سنوات ضد ما يعتبرونه فسادا اخلاقيا، حيث تمكنوا في 2004 من وقف عرض برنامج تلفزيون الواقع "الاخ الاكبر" الذي كانت تبثه محطة "ام بي سي" من البحرين.
واثار ذلك ردود فعل في صفوف المستثمرين البحرينيين الذين رأوا في الخطوة تهديدا للانفتاح الذي يتميز به مجتمع البحرين.

م ف/ام
2136 26032007

أقرأ أيضاً: